Home»Régional»هل يصلب المسيح في غزة؟

هل يصلب المسيح في غزة؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل يصلب المسيح في فلسطين؟ قبل عدة ايام خرجت غزة عن بكرة أبيها بقلب وصوت رجل واحد تعبر عن حقيقتين,أولهما وفائها لقائد وطني,وثانيهما رفضاً لسياسة كتم الأصوات,فالرسالة الأخيرة عبرت بوضوح وبصوت مسموع,ومقروء,ومرئي , لا لكاتم الصوت,فهو ذاكره سوداء بأعماق شعبنا,حيث كان لكاتم الصوت روايات تحكي وتتناقل بين البشر للبشر,والحجر للحجر,والشجر للشجر,حتى الطير في السماء لازال يتناقلها ويروى أحداثها.. كاتم الصوت , سياسة الإحتلال التي استخدمها منذ ان وطأت قدماه أرض غزة هاشم والضفة الغربية والقدس,ويافا وحيفا,ولم يتخلى عنها حتى يومنا هذا.. نعم ، غادر بقعة من أرض غزة,لكنه لازال يدنس جزءاً منها,ويعكر صفاء سمائها بسحابة سوداء,أسود من حقيقته وكيانه الغاصب الذي أرفض قبول فكرة الإعتراف بواقعية يهوديته التي تلاشت منذ نبوخذنصر والسبي الأكبر وأضحت خليطاً ممزوجاً بعرقيات وأصول متنوعة متصهينة,وتهودت لتسير خلف قاطرة الاعلام الهرتزلي الذي أطلق العنان له في بازل 1897مـ.. من هنا تبدأ قضيتنا ولم تنتهي بعد منذ ان استسلمنا فخضعنا لكل المسميات والمصطلحات التي غزتنا من الشرق والغرب لتعشش في عقولنا وقلوبنا,ولتسيطر على أحلامنا,وتنال من الحقيقة التي نحاول نحن القفز عنها.. وما أصل الحقيقة بالصورة؟! الحقيقة هي البؤرة التي تتجمع في نقطتها او عدستها الأشعة المكونه للصورة,وهي التي تتحول لصورة نلمسها ونراها,فان كانت الحقيقة قد بثت أشعتها فنحن اليوم نرى صورتها التي تجسدت,ظلم يورث ظلم,وظالم يُقلد ظالم,والفكرة حلقة من ضمن الحلقات في المسلسل التأريخي الطويل الذي بدأه أجدادنا,ونعيشه نحن, وربما لن يشهد خواتمه أبناءنا..مسلسل حلقاته (59) حلقة,استغرقت في كواليس الإخراج منذ 1920,أي سبع وثمانون حلقة,تحمل من الدراما المؤثرة ابداع في الحزن والألم,ولكنها دراما مسوقة لا تحمل سوى العصا,أي "العصا لمن عصا".. الدراما الفلسطينية: نقطة الأصل,البدايات والنهايات,لم يعشها السلطان عبدالحميد,ولم يقرأها جمال عبدالناصر,ولم يحلم بها يوماً أو يتوقعها ياسر عرفات الذي جمع كل الأدوات وتحول لربان وقبطان يتثبت بدفة القيادة. لاطمته الامواج يميناً وشمالاً,مزقت أشرعته لكنه لم يغرق,ولم تقع منه القضية في بحر الظلم والموت,سار متصدراً دفة القيادة,لم يتراجع للخلف أو يحمي جسده من قطرات الموج الثائرة,غسلته فطهرته فدفعته للمضي قدماً حتى استيقظ وسط ضربات السيوف الإستعراضية,وحرس الشرف لترحل به الشمس الى حيث آتى.. كان الخلف قد أمسك بجزرة الديمقراطية التي حامت حولها الأرانب الجوعى فقضمت منها حتى شبعت وامتلأت أمعائها فأصابها ما أصاب أبرهة,تخمة من الغرور والاستعلاء فحمل فأسه لهدم البيت,و جَيش الصواري,وسَير الأفيال,فداسته تحت أقدامها وسُحق أبرهة وبقي البيت قبلة للحجيج.. أبرهة الفلسطيني أصابته تخمة النسيان وغدى يستلقي وكرشه السياسي منفوخ بالغرور ,ونفسه مغثيه من الاستعلاء والغباء ,فسقط عندما فتحت صناديق الإقتراع, وقذفته الامواج كما قذفت طير أبابيل أبرهه وأطماعه,واستلمت الدفة وحملت الراية كلمات المسيح بما حملتها من تسامح ووعود برغداء الحياة ..وبدأنا نعيد الفصول,ونعيد قرائتها من جديد.. المسيح الذي عرفناه لم يرفع السيف,ولم يلطم من عاداه واستعداه,حمل إيمانه, وبدأ بالهداية, نادي ودعا للمجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام,وصلب المسيح وصعد الى حيث أراد الله..لم تخسف به الأرض,ولم ترجمه طيور الأبابيل ولم ينشق البحر ويبتلعه.. أما مسيحنا فإستل سيفه من غمده,وجز الرقاب كما جزها أبا يوسف الثقفي,صرخ"أمتي أرى رؤوساً قد أينعت وحان موعد قطافها" فالرؤوس تحمل عقول,أسمائها من أسماء فلسطين,أحمد ، محمود ،ياسر, علي, عثمان وخالد..لم نلحظ بينها شمعون,أو دافيد,أو حاييم..وبصماتها من حملت شعار المسيح,وعدالة أبا القاسم الأمين,واختارت الصادق الأمين,القوي المتين,حتى شرعته ملكاً على رأسه التاج.. الصادقون العابرون: حلمت المرأة,والرجل,والشيخ,وثغر الطفل فاه ابتهاجاً وهو يستلقي تحت أشعة الشمس يبني جسده من دفئها,ويشعل شمعة ويودع سحابة الظلم من سماء غزة,غادرنا جند شارون,وهللنا فرحاً وطرباً,نثرنا الورود على رؤوس المستعرضين ببنادقهم المقاتلة وهي تجوب المغتصبات أو "المستوطنات" حتى لا يتأفف الواقعيون من يريدوا المسميات بإسمها,وغزونا مصر(العريش) احتفالاً,لم نبق شيئاً في الجيوب حتى عدنا من بوابة صلاح الدين التي عبر منها لتحرير قدس الأقداس,تعمدنا أن نعود من هذه البوابة التي تحتضنها بوابة الجنوب عسى أن يكون العبور على خطى أمير التحرير في حطين,ومع كل اشراقة يوم جديد تتضح الرؤيا,ويبدأ الهلال بالتكوين ليعلن عن ميلاد بإسم فلسطين.. لم ننتظر طويلاً حتى بان المرج,وبدأت البذور تتحول لنبات بفعل عوامل الطبيعة,وفاز من فاز وخسر من خسر,وانطلقنا نشرع,نحلل,نحرم,نقتل,نحرق,ندمر,نبدع تصوير مشاهد ومسلسلات الأكشن مع الدراما,حتى جاء الحسم,وظهر الحق وزهق الباطل,وتلاحمنا جميعاً أمام مشهد لا اعتقد أن التاريخ سيطمسه,مشهد سقطت به القلاع وداست به الاقدام ماداست,ولوحت العصا,وانطلقت الرصاصات,ولم تعد تحلق الحمامات البيضاء,غربان سود ملئت السماء والأرض بصغار فراخها التي حملت الشؤوم وعلامات التشاؤم,فخشينا رفع الراية البيضاء,وارعبنا جرس الباب الذي يقرع مع بزوغ أولى علامات الفجر,فهي تحمل ذكريات وذكريات لا تتسع لها عشرات المؤلفات.. وقفزنا من شرفة الماضي لنلحق بالحاضر ونحاول الإمساك
بطرف المستقبل المجهول في رحلة النفير والوعيد,النفيرضد الانقسام الذي شطر القلب لبطين أيمن,وبطين أيسر وكلاهما مزقا الشريان الرئيس ، والوعيد الذي تحمله غزة ضد كل الطغاة.. إنها الحقيقة : دائماً الحقيقة غريبة وسيف بحدين,يصيب أينما غرسته,فإن لم يقتل فإنه يصيب ويجرح,وإن لم يقتل فإنه يترك آثاراً لا تداويها كل عمليات التكنولوجيا الطبية,هي هكذا الحقيقة.. لاتروي زرعاً,ولاتجمع حصداً,تبقى هائمة على سطح النفس البشرية كالزوان لاأحد يستفيد منها,وهي نفس الحقيقة التي حملتها رحلة غزة الأخيرة,رحلة العذاب,ورحلة الحج الى أرض الكتيبة.. وكأن لسان غزة يرفض تجاوز موسم الحج لهذا العام,بدأه بالإنطلاق جموعاً وحشوداً ليعبر به معبر العوجا,وبيت حانون الى الديار التي بدأ منها إبرهه.. ليست كل المسلمات مطلقة,فهي دائماً تنحاز للنسبية,والنسبية هنا ليس بقانون انشتاين او نظرية فيثاغورس وجاذبية نيوتن,بل هي مسلمة غزة,ونظريتها التي لاتقبل تعدد التفسيرات والاجتهادات,معادلة طرفاها معلوم ونتيجتها معلومة لا تقبل الحوار والاجتهاد… وطن+شعب=فلسطين غزة+الضفة=فلسطين القدس+يافا=فلسطين فلسطين+فلسطين=فلسطين لوعاد الزمن لكنعان أصل أجدادنا الكنعانيون لن يذكر سوى ملحمة عنوانها يبوس,وشعب احتضن سيرة الجدود وسار بها الى يوم حطين,حتى فجر رحلة الوفاء الحزين.. رسائل لم تصل: ليس كل مغلف أبيض يحمل رسالة,وليس كل رسالة تصل الى المستهدفين منها..هنالك رسائل تسقط من ساعي البريد,وهناك رسائل حروفها غير واضحه للمعنين, فتتلعثم الألسن في تحريفها خشية من استيضاح حقيقتها,وتزوغ الأبصار وتقفز نهايات كلماتها ليتوه المعنى,ويتشرذم بعد عناء البحث في المعاجم حسب طرائق البحث اللغوية. فآلاف الرسائل لم تصل,ولم تقرأ رسائل دونتها حناجر لاحقتها بساطير الظلم,وسيوف القهر,ورصاصات القمع…ولم تقرأ بدايتها أو نهايتها,بل قرأت هوامشها الغير مفيدة.. وفي النهاية سقط الأُميون,جهلة السياسة,أغبياء القوم,وبقيت فلســــطين.. سامي الأخرس 16\11\07مــ…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. ذ .محمد العثماني
    21/11/2007 at 21:58

    أخي سامي إن المسيح عليه السلام لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه . المشكل الأساس بالنسبة لفلسطين هو من يجري وراء سراب السلام المزعوم . المشكل في عباس و زمرته الذين لا يسأمون من معانقة الصهاينة المجرمين ، و يرفضون الحوار مع إخوانهم في حماس بدعوى أنهم انقلابيون . لنفرض أن حماس وقعت في خطأ لما لجأت إلى الحسم العسكري للقضاء على الفلتان الأمني الذي أقض مضجع إخواننا في غزة ، والذي كان يغذيه دحلان وزبانيته .أليس من الحكمة التفاوض و الحوار معهم لأنهم في نهاية المطاف أخطؤوا التقدير ؟! ! أم أن عباس ومن معه أصبحوا أوفياء للأمريكان و الصهاينة أكثر من وفائهم لفلسطين ؟! إذا أراد القوم فعلا مصلحة الشعب الفلسطيني فلينزعوا أيديهم ممن سفك ولا يزال يسفك دماء شعبنا في فلسطين و ليضعها في أيدي إخوانه مهما أخطؤوا في حقه . المثل المغربي يقول  » خوك إلى مضغك ما يسرطك « 

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *