صحيح أن الظروف دائما تدفعني الى محاولة إصلاح ذات البين كلما سنحت الظروف بذلك. وصحيح أن هذه المهمة سلاح ذو حدين,تكلفني الكثير وترمي بي الى بحر بالمخاطر وفير. لكنني أرجو من الله العلي القدير ألا أكون مخطئا في التقدير.

  حدثت أزمات وخلافات بين أطراف وأطراف وكنت دوما أحاول التوفيق وتقريب وجهات النظر. لم يكن غرضي يوما لعب أوراق أو استغلال خلاف لغرض ما. وكم مرة توصلت بمعلومات تفيد بأن بعض زملاء المهنة ينالون مني بكلام وبهتان.كنت أقابله بالإعراض واللامبالاة. هذا وضع يجب قبوله,الناس كنوز ومعادن .فيهم الرخيص وبينهم الغالي,ولأجل الغالي علينا تحمل الرخيص.

   في اتصال بين بعض الإخوة وعلى رأسهم السيد أبو صالح مفتش التخطيط وصديق الدراسة,قررنا خوض وساطة خير بعد استفحال الخلاف بين صديقي السيد محمد الشركي وأصدقائي أطر التوجيه , بعد كتابته مقال  يتحدث فيه عن تهاونهم ,إثر زيارته في اطار المصاحبة لإحدى المؤسسات التعليمية,وتصريح أحد الإداريين بأن البرنامج المعلق من طرف مستشار التوجيه حبر على ورق.

   التقينا معه وبحضور السيد حيزون مفتش الفيزياء والذي حضر لنفس الغرض. لقاء صدق ومصارحة , كان فيه السيد الشركي صادقا حين قال بأنه أخطأ عندما عمم في مقاله الأول,وأنه عاود ليستثني مستشاري التوجيه الذين يعملون بجد واجتهاد. ومن هذا المنبر أنوه بالكثير منهم .بل يسمحون لي بأن أذكر في هذا المجال السيد عبد الغفور العلام مفتش التخطيط بنيابة تاوريرت والذي رافقني في الكثير من المهام,وكان نعم المفتش أداء ,حتى أنه تطوع ليكون ضمن فريق الاستماع بثانوية الزيتون بالعيون للإلتقاء بالتلاميذ المتعثرين …وزد على  ذلك…. وأّذكر السيد أوفقير مصطفى مفتش التوجيه بنيابة تاوريرت والذي يجمع بين التفتيش والتوجيه ,بل يقوم بمهمة مستشار بعدة مؤسسات تعليمية.زيادة على مهمة التفتيش المتمثلة في قيامه بالتأطير والتتبع للمؤسسات التعليمية,وغيره كثير.

   وفعلا ذكر السيد محمد الشركي أنه أخطأ حين عمم في المقال الأول….لكن الردود بين الطرفين زادت عن أدب اللياقة,مما دفع بكل طرف الى تجريح الطرف الآخر بكل الطرق…. بل إن ما حجب من ردود …. لو نشر لكانت الكارثة فوق ما يتصور الكثير.

   إنه من السهل عليك أن تنال من أي طرف كان , لأن عبارات كهاته يسهل تركيبها  وتوظيبها…. لكن إذا حاولت الحديث عن محاسن شخص ما فإنك ستنتهي عند حد ما …وهكذا.

    لذا فإنني أخاطب قلوب كل الأطراف التي تتلاسن بعبارات جعلت الكثير من رواد هذه الجرائد الالكترونية يشمئزون من مضامينها ويعتبرونها قد فاقت كل أدب في اللياقة….ألتمس منهم جميعا الكف عن نشر هذا الغسيل بالترفع والعفة . كلنا نخطئ …وكلنا لا نتنازل بسهولة… فإذا أكثرنا من البحث عن الظالم والمظلوم ,وعن المبتدئ بالشتيمة ,لما استطعنا التحكم في جوارحنا .

  طي صفحة من الصفحات من الشهامة مهما كنت تحس بالغبن , والترفع عن الزيادة في العناد أشرف وأنبل من الخوض فيه ولو كنت قادرا على ذلك.

   تعليمنا في حاجة الى توجيه طاقاتنا لخدمة منظومتنا المهترية, وتبادل التناصح بيننا لتوجيه جهودنا جميعا لمحاربة الأمية والجهل والفقر … والبحث عن السبل الكفيلة بتحسين المردودية , بتظافر الجهود والطاقات. وليس ذلك بمستحيل إن حسنت النيات وتوحدت الطاقات.والله الموفق.