Home»International»ألا يملك المسؤولون في مدينة الألفية سوى التفرج على ظاهرة الهجرة الإفريقية؟

ألا يملك المسؤولون في مدينة الألفية سوى التفرج على ظاهرة الهجرة الإفريقية؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ألا يملك المسؤولون في مدينة الألفية سوى التفرج على ظاهرة الهجرة الإفريقية؟

محمد شركي

من المعلوم أن  هجرة الأفارقة أصبحت ظاهرة لافتة للنظر بمدينة  الألفية ،مدينة زيري بن عطية . وتذكر ساكنة هذه المدينة كيف بدأت هذه الظاهرة أول الأمر عندما فتحت الجارة الجزائر حدودها عمدا لدخول الأفارقة الفارين من ظروف بلدانهم خصوصا تلك التي تعرف حروبا عرقية إلى المغرب عبر بوابته الشرقية المحاذية لمدينة مليلية المحتلة طمعا في العبور إلى الضفة الأوروبية  عبر البوابة الإسبانية، ومن ثم إلى البلدان التي كانت تستعمر بلدانهم في غالب الأحيان . وفي بداية هذه الظاهرة كانت ساكنة المدينة تعاين بين الحين والآخر شاحنات تحت الحراسة تقل هؤلاء بعد تجميعهم ، ولا تعرف  وجهتهم التي يوجهونه إليها . وشاعت أخبار بين الساكنة أن الجيش الجزائري كان ينقل هؤلاء في شاحناته أيضا إلى الحدود المغربية كأسلوب حربي من أجل توريط المغرب  بواسطة هذه الهجرة التي تصير مع مرور الأيام معضلة لا حل لها . وازدادت هذه الظاهرة انتشارا خصوصا  في ظروف الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول الضفة الأوروبية الجنوبية ، وهي الضفة التي كان يقصدها المهاجرون الأفارقة عن طريق ما يعرف بزوارق الموت  ، وهي زوار تهريب البشر.  ومع مرور الزمن  بدا أن الكثير من المهاجرين الأفارقة  ،وبعد علمهم بالأزمة الاقتصادية لدول جنوب أوروبا  المستهدفة اضطروا للبقاء في المغرب ، وخصوصا في مدينة الألفية الحدودية . وبدأت ساكنة وجدة تلاحظ تزايد المهاجرين يوما بعد يوم مع ظواهر جديدة منها على وجه التحديد ظهور ما يسمى  ظاهرة الأمهات العازبات بصبية رضع  في الشوارع ،الشيء الذي يعني أن المهاجرات الإفريقيات يتعرضن للاعتداءات الجنسية في طريق هجرتهن ، وربما تكون بعضهن قد اغتصبت من طرف الفئات المسلحة المتناحرة في بلدانهن الأصلية ، وقد يكون مرد ذلك إلى ظروف الهجرة عبر المسافات الطويلة ، وقد تكون المغتصبات الإفريقيات قد اضطررن لدفع ثمن الهجرة بأعراضهن من طرف عصابات  تهريب البشر الإجرامية  . المهم أن ساكنة  عاصمة الجهة الشرقية وجدوا أنفسهم أمام ظاهرة الهجرة الإفريقية المتنامية يوما بعد يوم  دون أن  يعرفوا  شيئا عن حقيقة هذه الظاهرة ، ودون أن يعرفوا أيضا شيئا عن الاجراءات التي يتخذها المسؤولون في الجهة لمعالجة هذه الظاهرة المصدرة إلى المغرب تصديرا متعمدا .وساكنة الجهة الشرقية  بطبيعة  تدينها وثقافتها الإسلامية الإنسانية تشفق على هؤلاء المهاجرين الأفارقة الذين يعترضون سبيلها مستجدين في كل الأماكن العمومية بما في ذلك الطرقات عند إشارات المرور والأضواء الحمراء حيث يغتنمون فرص توقف السيارات للحصول على ما يسدون به الرمق .  وبعيدا عن كل ما يمكن أن يفسر بأنه ميز عنصري ، وبعيدا عن كل تأويل خاطىء أرى أن  هذه الظاهرة سائرة نحو الاستفحال  عندما يصل عدد المهاجرين رقما معينا لا تستطيع  مدينة الألفية أن تستوعبه . ولهذا السبب لا بد من مقاربة فعالة من أجل حل معضلة الهجرة الإفريقية بهذه المدينة ، وذلك بإشراك المنظمات العالمية الخاصة باللاجئين ، وإخطار مجلس الأمن والأمم المتحدة بذلك . ومعلوم أن بعض أقطار العالم شهدت بسبب الحروب أو المجاعات مثل هذه الظاهرة ،فصارت بعد ذلك تعاني من إيواء اللاجئين ، وصارت أحيانا تواجه مطالب هؤلاء المهاجرين  بالحق في الجنسية . وبعض الدول عرفت ظاهرة التطهير العرقي ضد اللاجئين كما هو الشأن بالنسبة لمينمار التي يباد فيها المسلمون الذين يعتبرون لاجئين فيها

. وبالأمس فقط اشتكت الحكومة اللبنانية من تزايد أعداد اللاجئين السوريين بسبب الحرب في سوريا . فعلى المسؤولين في الجهة الشرقية أن  يفكروا في معالجة هذه الظاهرة ، وأن  يخبروا الساكنة  بما يتخذونه من إجراءات ،لأن القلق بدأ ينتاب هذه الساكنة من جراء استفحال ظاهرة الهجرة الإفريقية . ولئن كان المهاجرون الأفارقة اليوم مسالمين لا يشكلون خطرا على  الساكنة ، فربما صاروا كذلك في المستقبل إذا ما  كثرت أعدادهم، وزادت حاجاتهم وفاقتهم . ومن الحكمة تدبير هذا الملف  قبل أن يصير معضلة مستعصية على كل الحلول . وإذا كانت المنظمات الرياضية الدولية  تفرض عقوبات مادية  ضخمة على الدول التي لا تحترم قوانين الرياضة كما هو الشأن بالنسبة لرياضة كرة القدم ، وتغرم الدول بغرامات  مالية كبيرة ، فلماذا  لا تغرم هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدول التي تتسبب لمواطنيها في الهجرة  ، وتغرمها بدفع مصاريف المهاجرين الذين يصبحون عالة على الدول التي هاجروا إليها . فلو أن القانون الدولي يفرض مثل هذه الغرامات على الدول التي يهاجر منها  سكانها هجرات الاضطرار لحد ذلك من  الهجرات التي هي في حقيقة الأمر عبارة عن مآسي إنسانية رهيبة تمثل انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان ، ليس الإنسان المهاجر فقط ، بل الإنسان المستقبل له أيضا ،  كما هو حال ساكنة مدينة الألفية التي باتت تشكو من ظاهرة هجرة الأفارقة المتزايدة وتتكفل بهم وحدها . ولقد تناولت مختلف وسائل الإعلام هذه الظاهرة دون أن يتحرك المسؤولون لاتخاذ الإجراءات المعالجة لها  بشكل جذري وفعال . فهل  سيقف الأمر عند حد تنبيه الإعلام إلى استفحال هذه الظاهرة؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. ميمون يوسفي
    12/03/2013 at 11:57

    لا أظن أن الدولة ممثلة في المسؤولين المحليين غافلة عن هذه الظاهرةالشيء الذي ينطبق ايضا على مقاتلات الترهيب عفوا التهريب لكن هناك اسباب استراتيجية مستقبلية لا يمكن للمواطن العادي ان يدركها خصوصا في ظل المتغيرات التي تشهدها منطقة شمال افريقيا ودول الساحل والصحراء ولا ادل على ذلك العودة القوية للمغرب لسحب نفوذ الجزائر على دول افريقيا بصفة عامة ودول الساحل والصحراء بصفة خاصة لما لها من تاثير على قضية الصحراء المغربية وبالتالي اعتقد ان المغرب غير من استراتجيته القديمة اي الابتعاد عن وسطه الافريقي وترك الفراغ للجزائر كي تستمر بالضغط على المغرب ومعاكسة وحدته الترابية خصوصا بعد القضاء على القذافي الحليف الشرقي للجزائر، وعليه فورقة المهاجرين الافارقة الذين ينتمون في الاغلب الى دول الساحل والصحراء فرضت على المغرب ان يتعامل معها بكل انسانية ولا يقع في فخ الجزائر، لكن يجب طبعا ايجاد حل مناسب لهذه القضية كاشراك المجتمع المدني من داخل وخارج الوطن والمنظمات التي تعنى باللاجئين لوضع هذه الهجرة في ايطارها الخاضع للقانون الدولي في انتظار ان تستقر اوضاع بلدانهم الاصلية

  2. علدالله
    12/03/2013 at 15:02

    و رغم ذلك فإننا نجد المنظمات الحقوقية تعنى بشأنهم و تشكو » سوء المعاملة » التي يتلقونها هنا في وجدة.ان الامر خطير،و المشكل كبير ،و مع قادم الزمن سيشكلون خطرا على البلاد و العباد إن لم أقل قيامهم بأمر خطير « فاللهم احفظ مدينتنا من ثورة تذكرنا بثورة الزنج

  3. amokrane 62
    12/03/2013 at 16:24

    Il faut se méfier de ces africais. Ils sont sournois et secrets: jamais ils ne disent la vérité sur ce qu’ils sont ni d’où ils viennent ni encore leur intention; ils sont parfois d’une forte capacité de nuisance. Il n’y a qu’à voir pour s’en convaincre, la vidéo du passage en force à la frontière de Béni Nsar avec leur voiture kamikase.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *