Home»Correspondants»ذ. لحسن قناني وتقاسيم باسمة على وتر حزين

ذ. لحسن قناني وتقاسيم باسمة على وتر حزين

0
Shares
PinterestGoogle+

تتوالد أحداث مسرحية « التقاسيم » انطلاقا من بذرة حكائية مركزية تتمثل في نوع من سوء التفاهم بين شخصيتي العرض الرئيسيتين « الشن » و »الطن »، وهما عبارة عن ممثلين التقطتهما عدسة المؤلف في لحظة حرجة هي تلك التي كانا يستعدان خلالها ومن داخل الكواليس لمواجهة الجمهور بعرضهما الفني
الشن- ياك بعد عندك الاستعداد الكافي باش تقدم معايا العرض كي العادة كامل وافي..راه الجمهور كيستنى..
الطن- اللا من هذ الناحية غير تهنى ولكن..إلى حتى واحد ما صفق فالنهاية ديال المشهد
إننا إذن مع تقنية المسرح داخل المسرح، أي الميتامسرح أو المسرح الذي يحاول إثارة الانتباه إلى نفسه وإلى آلياته، وإن كان من فضائل لهذه التقنية، فإنها إضافة إلى عملها على كسر الإيهام وإشراك المتلقي في العرض، فإنها تساعد على تفجير وتنويع آليات الفرجة والإمتاع في العرض المسرحي من حكي وهزل ورقص وتنكيت وتهريج وإنشاد وغيرها من معاول الهدم والتدمير في الكوميديا الصادمة، والتي عملت في مجموعها على ترشيح اللامتوقع والمفاجئ كأبرز عنصر للإثارة في هذا العرض.
إن عنصر المفاجأة واللامتوقع، على هذا النحو، عمل على مباغتة أفق الانتظار عند المتلقي في كل لحظة من لحظات العرض، هذه اللحظات التي تكثفها المسرحية في ثلاثة مشاهد.
أو تقاسيم كما تمت تسميتها في ثنايا النص، وعبر هذه التقاسيم الثلاثة نتعرف على أغلب المشاكل الوجودية والاجتماعية التي تهدر فيها إنسانية الإنسان المقهور، كاليأس والشعوذة والبطالة والتسلق الاجتماعي والتضليل ومراكب الموت وغيرها من المشاكل التي على الرغم مما تتمتع به من حضور في حياتنا العامة، إلا أن ما يتمتع به المعيش واليومي من عبثية وآبتذال جعلها تترسب في أعماق اللاوعي الجمعي، ومسرحية « التقاسيم »، إذ تغوص في أعماق هذا اللاوعي، فلكي تبرهن على أن للمعيش ميثولوجيته الخاصة القادرة بفضل ما وهبها التعود من طقوسية وقسوة على قدح زناد المتخيل.
ويتولد جانب الإمتاع والمؤانسة في مسرحية التقاسيم، وعلاوة على جانب المفارقات والمفاجآت والانزياح عن شبكة المعايير في المواقف والكلام، عن حيوية الحكي والرقص والتفكه والإنشاد..وهو في كل ذلك يحترم حق المتلقي في أن يتابع العرض المسرحي في رضى، ولكن بنوع من المرارة في الحلق، وهو حق يحتم واجب التتبع الدقيق للعرض والاحتياط من أقنعة الخطاب، واجب استبدال الانفعال السلبي بالفعل الإيجابي المتمثل في المشاركة الواعية في العرض، واتخاذ المسافة الضرورية من خطابه وذلك قصد تفعيل جذوة النقد عند المتلقي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. BOUKA
    08/06/2012 at 00:09

    tbarklah 3la ousstadna

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *