سيقوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثمان خلال ايام 23 و 24 من الشهر الجاري بزيارة للجزائر يلتقي خلالها بنظيره الجزائري مراد مدلسي ،  كما سيستقبله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة …
طبعا لا أحد ينكر اهمية هذه الزيارة وفي هذه الظرفية بالذات التي مازال تسونامي الربيع العربي لم يتوقف بعد ، ولا أحد يستطيع ان يتنبأ ان  » الدور سيكون على مين  »  وفي الوقت الذي يطالب فيه القادة الجدد في كل من تونس وليبيا  وموتانيا  بضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي ، وكل هؤلاء الرؤساء يدركون تمام الادراك ان العائق الرئيسي امام قطار الاتحاد هم قادة الجزائر الذين ما يزالون متشبثين بزمن الحرب الباردة وبجدار برلين ، وما زالوا  مصرين على  تقسيم المغرب رغم النتائج  الخطيرة التي يمكنها ان تترتب عن هذا التقسيم ان تم لا قدر الله ، لأنه تقسيم سوف لن تسلم منه الجزائر  نفسها  ، خصوصا وان رمال  صحراء الجزائر بدت في الايام الأخيرة تتحرك بشكل خطير وينذر ذلك  بتطورات لا احد يستطيع ان يتنبأ بنتائجها ، فالطوارق العائدين من ليبيا  والذين  حاربوا بجانب ميليشيات القذافي دخلوا خلال هذا الاسبوع في معارك مع الجيش المالي في  الشمال  ، وهذا ما يعني ان الجزائر سوف لن تسلم من هذا التحرك الذي قد يكتسي ابعادا يمكنها ان تتطور الى حد المطالبة بالانفصال  لتكوين دولة الطوارق جنوب الجزائر وشمال مالي … وذلك ما يتنبأ به العديد من المراقبين خصوصا امام تنامي قاعدة الغرب الاسلامي …خصوصا امام توفر العديد من المؤشرات التي  تشير الى تورط عناصر البوليساريو في عمليات ارهابية  ، وتواطوئها مع القاعدة في الساحل والصحراء …
هذا وفي الوقت الذي ارتفعت فيه العديد من الأصوات الخارجية تطالب الجزائر بالتعامل الايجابي مع المغرب بمن فيها  هيلاري كلنتون ، في كل هذه الظروف تأتي زيارة سعد الدين العثماني الى الجزائر ، ليبقى السؤال هو :  هل سينجح العثماني في اذابة الجليد بين الجزائر والمغرب ، وهل سيوفق في تحريك الدماء في الحدود ؟ هل يستفيد قادة الجزائر من مطالب شباب الربيع العربي  …الشباب الذي يطالب بوحدة الشعوب ونبذ كل بذور التفرقة …؟
ان زيارة سعد الدين العثماني للجزائر تعتبر فرصة للبلدين لتجاوز الماضي ، والنظر  الى  المستقبل  بعين الشعوب وليس بعين  لوبيات المصالح الخاصة … ومن هذا الباب تبقى زيارة السيد سعد الدين العثماني  مهة مستحيلة…على اي ان غدا لناظره قريب