Home»Enseignement»ما كنت أظن أن إعادة التلاميذ المفصولين بنيابة جرادة سيعد عيبا

ما كنت أظن أن إعادة التلاميذ المفصولين بنيابة جرادة سيعد عيبا

0
Shares
PinterestGoogle+

أطلعني أحد الإخوة الأفاضل على إشارة وردت ضمن عمود باحدى الجرائد  المحلية  ويتعلق الأمر بشبه تنديد بعملية إعادة التلاميذ المفصولين بالثانوية التأهيلية الزرقطوني بجرادة . وقد زعم صاحب الإشارة أن الإدارة استجابت لضغط إضراب المفصولين والممدرسين المتضامنين معهم وتجاوزت النصوص التنظيمية الجاري بها العمل .والحقيقة أن قضية التلاميذ المفصولين بمدينة جرادة استفحلت حيث تجاوز عددهم 140 مفصول ومفصولة ولم تعد حرفية النصوص التنظيمية منهم سوى 40 مفصولا ومفصولة ، والحالة أن مدينة جرادة مدينة بائسة يعاني معظم ساكنتها من الفاقة ولا يملك الآباء دفع مصاريف من أجل إعادة أبنائهم إلى الدراسة بالتعليم الخصوصي . وعلى هذه الخلفية تكونت لجنة تربوية كنت ضمنها رفقة زميل مفتش في التوجيه ورئيس مكتب التوجيه بالنيابة الإقليمية بجرادة واستمعنا إلى الأطراف المعنية وأولها إدارة المؤسسة التي لم تبد رفضا لإرجاع المفصولين دون أن تتجاوز اختصاص مجالس الأقسام . وقد حضر اللقاء مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي ورئيس جمعية الآباء ونائبه وقد استعطفت جمعية الآباء مدير الأكاديمية والنائب الإقليمي واللجنة النيابية من أجل إنقاذ التلاميذ المفصولين .

وبعد مناقشة مستفيضة قرر مدير الأكاديمية السماح بعودة المفصولين بشروط منها توقيع الآباء والأولياء على إلتزام مصادق عليه من طرف السلطات المحلية يتحملون فيه مسؤولية أي شغب يصدر من طرف التلاميذ الذين يتم إرجاعهم مع وضع هؤلاء تحت المراقبة لمدة شهر أو شهرين فإن صدر منهم ما يعرقل سير الدراسة العادي أو يسيء إلى المدرسين فصلوا بموجب الالتزام الموقع من طرف أوليائهم، وإن تسببوا في فوضى داخل المؤسسة أحيلوا على الشرطة والعدالة باعتبارهم مفصولين بعد إنقاذهم من الضياع والتشرد. وقد وقع التراضي على هذا الحل لأسباب إنسانية محضة ليس فيها خضوع ولا استسلام ولا تطاول على السادة الأساتذة الذين استجدتهم جمعية الآباء لرد المفصولين وناشدتهم لإنقاذ ضحايا الفصل باعتبارهم مربين قبل أن يكونوا مدرسين مع احترامهم الكبير وتقدير عملهم الإنساني. ولا معنى لهذه الإشارة الإعلامية التي تروم بث الخلاف بين الأطراف المعنية بالقضية وهم السادة الأساتذة وجمعية الآباء الممثلة لآباء وأولياء التلاميذ المفصولين .

وقد فات صاحب الإشارة أن التلاميذ يستفيدون من سنة إضافية ثانية كما فاته أن الوزارة الوصية التي كانت تتشدد في مساطر الفصل تحاول في سياستها الحالة محاربة كل أشكال الهدر وهو هدر خطير يرتفع رقمه سنويا ويشكل تهديدا خطيرا للمنظومة التربوية ولمستقبل البلاد التي تراهن على الناشئة. وأنا أسأل صاحب الإشارة بأي منطق يفكر وهو من أبناء جرادة ؟ وكان الأجدر والأولى به أن يدافع عن التلاميذ المفصولين حتى لا يكونوا عرضة للضياع وحتى لا تصير جرادة مرتع للبطالة والجريمة .

إن إعادة المفصولين عبارة عن إعادة الأمل إلى نفوس محبطة وصدق من قال إن بناء مدرسة يساوي إغلاق سجن. ليس في القضية غالب ولا مغلوب بل الغالب هو الرحمة والحكمة ومن لا يرحم لا يرحم . وإرجاع المفصولين ليس بالعدوى بل هو ظاهرة صحية يجب أن تنتشر ويجب أن تقرع أبواب بيوت من لم يعد إلى الدراسة ليعود كما تقرع أبواب بيوت من لم يلتحق بالتمدرس في البوادي والأحياء المهمشة وما مشروع مليون محفظة سوى مشروع حرب لا هوادة فيها ضد الهدر المدرسي . وعلى الإشارة الإعلامية المحذرة من إعادة التلاميذ المفصولين أن تكون حكيمة وتعرف أن الخير في محاربة الهدر لا في تكريسه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. الأستاذ علي مخمد
    01/11/2010 at 00:30

    الأستاذ الشركي السلام عليكم
    أحييك على هذا الموقف النبيل ، فالتعليم حق للإنسان ولا يوجد أي تشريع يحرم الطفل منه ، فحتى ولو اقتصر رجوع التلميذ للدراسة على الحضور فقط للدروس ولم تكن له من نتيجة سوى هذا الحضور فهو خير له من الشارع ، والأستاذ من المفروض أن يكون هو المتزعم لعملية إعادة المقصولين وتحفيزهم على الدراسةوبث الشعور لذبهم لخدمة وطنهم من خلال التعليم الذي يعد الرافعة الأساسية لأية تنمية اجتماعية وثقافية واقتصادية ، وحتى وإن كان التلاميذ المفصولون من المشاغبين لا يجب إسقاط حقهم في التعليم بل يجب محاولة تقويمهم بفتح جسور التواصل معهم ومحاولة فهمهم .أما عن الفقر الذي ذكرته فلم يكن يوما عائقا أمام التمدرس لوجود تضامن واسع في مدينتنا مع التلميذ والطالب ،وكذلك الآباء فجلهم يضحون بالغالي والنفبس قي سبيل تعليم أبنائهم . وفي هذا الصدد أستحضر قصة وقعت لي مع مدير مدرسة ابتدائية بجرادة ، حيث قصدته لتسجيل ابن أخي الذي لم يبق له في تلك الفترة التي وقعت فيها القصة الطريفة إلا بعض الأيام ليصل إلى سن التمدرس فأجابني السيد المدير بهذا القول  » المذكرة صريحة في هذا الباب ولا أستطبع تسجيله  » بومها شعرت بقصر نظرته وبسخافته وأجبته ، حتى ولو زارك السيد وزير التربية الوطنية هل سيعاقبك بجريمة تسهيل التمدرس على أبناء المواطنين ؟خاصة وأن المؤسسة لا تعاني من أي اكتضاض وعلى العكس الأقسام مخففة ’ لو كنت مكانك لشرفني كثيرا القيام بالعديد من هذه الجرائم في حق الأبرياء ، ومند ذلك الحين سقط في نظري
    ألا يعلمون أن النبي (صلعم)كان يعتق الأسرى مقابل تعليم بعض الأطفال مجرد القراءة والكتاية
    وشكرا ملرة أخرى

  2. prof
    01/11/2010 at 23:05

    إن ماجاء به الأستاذ الشركي منطقي إلا إذا كانت أسباب الفصل: الشغب و عرقلة السير العادي للدرس لأنه لا يعقل إرجاع تلميذ شمكار لاهم له إلا الشغب و تعكير مزاج الأستاذ و بالتالي ماهو ذنب 40 تلميذا غي القسم حتي يفسد هذا المشاغب عنهم الدرس ؟و قد يسبب في فصل آخرين.
    ففي الكثير من الحالات يكون الجو داخل القسم رائعا , لكن بعد إرجاع بعض المفصولين تبدأ المشاكل و التقارير و الخناقات و الضرب …… ويؤدي الأستاذ و الإدارة و التلميذ المجتهد الثمن.
    وإذا سمحت أستاذي العزيز ماذا كانت ردة فعلك السنة الماضية عندما تم ضرب و التنكيل بأحد الأساتذة بوجدة؟لهذا أخبرك أن التنظير يحتاج إلى ممارسة. و البقاء للأصلح و يجب تجنب العاطفة لأنها سبب الإنحلال الذي يعاني منه مجتمعنا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *