Home»National»إحياء ذكرى استقلال المغرب فرصة لشكر نعمة الحرية

إحياء ذكرى استقلال المغرب فرصة لشكر نعمة الحرية

105
Shares
PinterestGoogle+

ككل شعوب العالم العربي والإسلامي التي ابتليت بالاحتلال البغيض ؛ وتخلصت منه بقدرة الله عز وجل وتضحيات الشهداء يحيى مغربنا الحبيب ذكرى استقلاله ؛ وهو استقلال نحمد الله عز وجل عليه ؛ ونتمنى أن يكتمل بزوال الاحتلال البغيض لمدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ؛ وبالافرج عن رعايانا المحتجزين في معتقلات الموت بتندوف التي لا تختلف عن معتقلات العار في مثل كوانتنامو ؛ وبتحرير فلسطين كل فلسطين وبعودة أهالينا الأعزاء من الشتات ؛ وبتحرير العراق العزيز ؛ ووقف حمامات الدم فيه ؛ وبتحرير أفغانستان الغالية أرض التضحية .
إن المناسبة تقتضي وقفة لا بد منها فالحرية تستحق وقفات ووقفات ؛ فرب مواطنين لا يقدرون نعمة الحرية لأنهم فتحوا أعينهم ووجدوا أنفسهم أحرارا بلا محتل غاصب ؛ لهؤلاء نقول : من أراد أن يعرف نعمة الحرية ويشكر الخالق عليها فلينظر إلى أحبتنا في فلسطين الجريحة ؛ والى أحبتنا في العراق النازف والى أحبتنا في أفغانستان المكلومة؛ هذه الربوع الغالية التي لن تكتمل لنا سيادة بدونها هي التي تكشف لنا عن قيمة نعمة الحرية . إن الحرية هي حياة بلا وجوه غازية شريرة تضمر الشر لأبناء الوطن تفرق صفهم تقرب هذا وتبعد ذاك ؛ تجعل لهم أسماء وألقاب لتزرع الفتنة بينهم .
لأبنائنا الذين قد ينظرون إلى هذه الحرية بكثير من التجاهل واللا مبالاة ؛ وقد لا يكلفون أنفسهم مجرد استحضار الذكرى للحظات عابرة ؛ ولو دقيقة صمت كما يقال ؛ ولو قراءة فاتحة على أرواح طاهرة كانت بعد الله عز وجل السبب في تمتعنا جميعا بنعمة من أغلى النعم ؛ لهؤلاء نقول : اسألوا من سلبت حريته يقول لكم ما هي نعمة الحرية ؟
الحرية ثمرة الجهاد ؛ والجهاد عقيدة في دين الإسلام ؛ والكلمة من مشتقات فعل جهد يجهد إذا جد وكد وشقي ؛ وهذا يتطلب طاقة ووسعا من أجل غاية ؛ والعربي يقول بلغت الجهد في الأمر إذا أدرك الغاية من خلال بذل الطاقة واستفراغ الوسع. والجهاد في دين الإسلام هو عبارة عن إجراءات وأفعال وأقوال من أجل أن يكون الدين لله عز وجل ؛ بمعنى يكون الحكم السائد على وجه البسيطة للخالق لا لغيره ليستقيم أمر الحياة ؛ فأمر الله يقوم على الحق والعدل ؛ وما سواه باطل وظلم . والصراع المحتدم بين الحق والباطل والعدل والظلم والخير والشر حتمية التاريخ ؛ وهو عبارة عن قتال بين فئتين كما صور الوحي ذلك في قوله تعالى : ( الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) كل فئة تستفرغ الوسع في الدفاع عن غايتها فأهل الإيمان يقاتلون من أجل الله وأهل الكفر يقاتلون من أجل الشيطان المتأله.
وقد جعل الله تعالى الجهاد محكا ومعيارا لقياس درجة الإيمان ؛ ولا يمكن لأحد أن يدعي الإيمان وهو لا يمتحن في موضوع الجهاد وهو ما يعنيه قواه تعالى : ( أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولما تخذوا من دون لله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون ).
والجهاد هو تأشيرة دخول الجنة لقوله تعالى : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ).
والجهاد يعود بالنفع على صاحبه قبل غيره لقوله تعالى : ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ).
لكل هذه الأسباب كان الجهاد فريضة واجبة لا مندوحة عنها بموجب الأمر الإلهي في قوله تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) فالتقوى هي وقاية النفس من سخط الله وعذابه من خلال تنكب ما نهى عنه ؛ وهذا الفعل هو ابتغاء الوسيلة إليه سبحانه ؛ وهي الزلفى والتقرب من خلال الإقبال على ما أمر به ؛ والنتيجة هي الجهاد ؛ من خلال استفراغ الجهد في ترك المعصية ؛ وفعل الطاعة ؛ ولا توجد معصية أكبر من استبدال قانون الله عز وجل بقانون الطاغوت وهو ما يترتب عنه العدوان والفتنة لهذا يحرض الإسلام على مقاتلة الطاغوت كما قال رب العزة سبحانه : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )
إن عقيدة الإسلام تقوم على السلم والسلام عندما يخلى بين الناس وبين حرياتهم في الاعتقاد وفي الحياة ؛ فإذا ما تهددت هذه الحرية حصل العدوان وهو ظلم إذ يجعل الأمور في غير ما وضعت له ؛ وهو أمر لا بد من دفعه وقتال أصحابه ليكون دين الله عز وجل هو السائد وقانونه هو المتحكم ؛ ولا يمكن لقانون وضعي أن يسد مسده من حيث الحق والعدل والخير ؛ ولا يطمئن عاقل لقانون وضعي وهو يعلم أنه محكوم بالظرف لزمانا مكانا خلاف قانون الله الذي هو فوق الظرف ؛ وفوق العيب وفوق النقص ؛ لأن ماكان مصدره كامل فهو كامل بالضرورة ؛ وما كان مصدره النقص فهو ناقص بالضرورة.
وعندما يحتدم الصراع بين الحق والباطل تختلف وسائل وطرق الصراع ؛ وقد جعل الله كل تحرك ضد الباطل جهادا وعملا صالحا ؛ ولقد ذكر من ذلك بعض الإجراءات من باب الاستئناس في قوله تعالى في وصف المجاهدين : ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين )
فالصبر على الظمأ والنصب والمخمصة ووطء المواطء المغيضة للعدو والنيل منه كلها إجراءات الجهاد وهو عمل المحسنين أهل الإحسان.
ولقد رفع الله تعالى من شأن المجاهدين في الدرجة والأجر فقال جل جلاله : (فضل اله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما )
والجهاد الحق ماكان المرء فيه مستفرغا وسعه في كل الإجراءات ؛ وهو ما أشار إليه الوحي في قوله تعالى : (وجاهدوا في الله حق جهاده ) .
وإجراءات الجهاد تفوق كل إجراء مهما كان من حيث القيمة والأجر لهذا جاء في الحديث الشريف : (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ) ؛ ( ورباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ) وأهل الجهاد خيار الناس لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أي الناس أفضل ؟ :( مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ).
إن كل هذا الترغيب في الجهاد يدل على أهميته ونفاسة ثمرته وهي الحرية والاستقلال التي يتشوق لها من حرم منها ؛ ولا يعرف قدرها من أسبغها الله عليه.
لقد سمعت مرارا والحسرة تمزق القلب من المواطنين من يقول : ( يا ليت فرنسا تعود فنعيش عيشة كريمة ) بئست الأمنية وبئس القول والقائل؛ أصحاب هذا القول من السذج والعوام والمستلبين الذين لا يبلغ مدى نظرهم ما دون الشبر ؛ فهم قد انبهروا أمام طرقات شقها العدو على أكتاف آبائهم وإخوانهم وحتى على أكتاف بعضهم ممن عاين الاحتلال وسكك وبنايات ؛ أجل لقد ترك المحتل ما بناه وكان يستغله لسرقة الخيرات ولكن بأي ثمن كان ذلك بثمن الشرف وثمن الهوية وثمن الكرامة وهي عملات صعبة لا توجد إلا في بورصة القيم العالية ؛ لا يلتفت هؤلاء إلى ما خلف المحتل من خمارات وماخورات وجرائم ومآسي وأفعال سيئة من قمار ورشوة وفسوق وفجور وحدث ولا حرج.
وبعض الناس يبخسون المجاهدين جهادهم فيقولون لهم ؛ ولمن ذكر جهادهم بكل وقاحة وقلة حياء : ماذا قدمتم لنا ؟؟ أجل من وجد الحرية بين يديه طبقا شهيا لا يهمه من أعد الطبق !!!
إن الحرية كنز لا بد أن يصان ويحفظ بمواصلة الجهاد على مستوى البناء بالنسبة للأمة التي حصلت على حريتها بعد الجهاد على مستوى القتال. والخيانة كل الخيانة أن يركن المتمتع بالحرية التي ضحى من أجلها غيره إلى الخمول والكسل وتغليب مصالحه الخاصة على المصلحة العامة فيتلف مال الأمة ويدمر بنيتها التحتية ويخرب القيم والأخلاق ويسعى إلى تعطيل شرع الله لصالح شرع الطاغوت.
لقد كانت ذريعة المحتل الفرنسي البغيض لاحتلال أرضنا هي محاولة تقليص الفارق بيننا وبينه حضاريا وماديا وتكنولوجيا ؛ هكذا ادعى وصدقه المغفلون حتى كشفت الأيام عن نواياه الخبيثة المتمثلة في استنزاف الخيرات وطمس الهوية الإسلامية واستبدال شرع الله بشرع الطاغوت لضمان استمرار الاحتلال أكبر فترة ممكنة. فمن عمل على تخلف الأمة وتأخرها مع الدعوة إلى أيديولوجيا المحتل فهو خائن بامتياز لدينه ولوطنه ولأمته .
ما أكثر عبر الاحتفال بالاستقلال ولكن عبرة واحدة تجزي عن كل العبر إنها شكر نعمة الحرية ؛ والشكر لا يكون باللسان بل بالحال والفعال .
رحم الله شهداء الاستقلال واسكنهم فسيح الجنان وبارك الله فيمن عاش من المناضلين وعاش المغرب حرا أبيا لا يهدأ لأحراره بال حتى ينكسر قيد المدينتين والجزر وقيد المحتجزين وقيد فلسطين والعراق وأفغانستان ويزول كابوس الطغيان في كل مكان وكل عام والمغاربة بألف خير .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

30 Comments

  1. خالد فاس
    14/03/2008 at 11:41

    الله ……..الوطن…………الملك

  2. khalid
    14/03/2008 at 11:42

    je veux un article de aïd al istiklal du maroc

  3. عمر
    14/03/2008 at 11:42

    الاستقلال هو تحرير البلاد من المستعمر .

  4. chaima
    01/11/2008 at 16:52

    je vx un sujet pour istiklale

  5. خولة الرباط
    17/11/2008 at 11:47

    أشكركم على هذه المقالة لكني اطلب منكم أن تلخصوا ولو قليلا حتى يسهل علينا نقله او طباعته

  6. hayat
    27/11/2008 at 20:39

    ANA BARA LES FOTO DE 3ID LISTI9LAL

  7. wafaa de casablanca
    18/05/2009 at 21:47

    vive le maroc et le roi mohamad 6

  8. salwa slimani
    01/11/2009 at 20:16

    i ya po de plu mieu ke le maroc ! vive le marooooooooc

  9. abdou oujda
    09/11/2009 at 13:34

    c bien le sujet ,, bon courage

  10. MERINI HAMZA
    19/11/2009 at 23:13

    BON COMMENTERE CHER OMAR

  11. hind
    10/01/2010 at 15:51

    أتمنى منكم عرض شعارات حول هذا الموضوع و يحيى مغربنا الحبيب

  12. aya idrissi
    11/01/2010 at 11:01

    inna l hourriata hiya ni3ma

  13. sonya
    11/01/2010 at 14:46

    svp y’aurai pas des articles sur el istiklal lil maghreb j’ai un dev a faire merci d’avance ^^ lol
    allah alwatane almalik

  14. el hassne mesho
    14/11/2010 at 21:30

    c’est ce que nos jeunes doivent savoir que nos martyres ont sacrifie leur vie pour qu’ont vive libre et que tout les marocains doivent se mobiliser pour conserver notre indepondance de nos innemis voisins et quelques intrus vivr le mroc uni et fort qu’on reste fidels a notre devise eternelle dieu roi patrie el hassane mesho presidant de la federation des assotiations culturelles amazighes

  15. hilda_ou92
    18/11/2010 at 20:56

    حياة الاستقلال والحرية شارفت على الانتهاء بعد اعمال ابتزاز اسبانيا للمغرب اثر شغب لعيون.فالله المعين

  16. ismailov kadir
    18/11/2013 at 02:35

    merci le maroc c est la vie

  17. ismailov kadir
    18/11/2013 at 02:42

    merci le maroc oui c est la vie

  18. mohsin barhna
    23/11/2013 at 20:39

    chokran 3ani anas

  19. zineb
    03/12/2013 at 16:39

    brit lmoula5s dial 3n hadihi al ma9ala bach tshl 3lina kitabatouha et nachrouha merci vive le marooooooooooooooooooooooooooc c est la vie

  20. rachid el malki
    07/06/2014 at 16:03

    tahiyati lkol li ssaham hta sta9l lmaghri ou kmlat lwaha torabiya dyalo

  21. abdo
    26/11/2014 at 17:48

    alah alwatan almalik

  22. omar
    13/12/2014 at 14:30

    dima al marrib o allah alwatan almalik

  23. younes biara de sala al jadida
    01/01/2015 at 16:43

    vive le Maroc_ et merci

  24. younes biara de sala al jadida
    01/01/2015 at 16:46

    VIVE LE ROI

  25. younes bichara de sala al jadida
    01/01/2015 at 16:48

    :D :D :D

  26. abdelhadi casa blanca
    20/08/2015 at 09:45

    vive maroc et roi mohamed 6 et et tout le roi de maroc .merci

  27. salma mahjoubi
    05/11/2015 at 20:38

    vive le maroc

  28. sabah
    16/11/2015 at 22:06

    c’est très bon

  29. nassima
    21/10/2019 at 21:48

    ya laytana kouna nahissou bi dif9 bladni kouna 3arfna 9imatahou

  30. KHOKHA
    22/11/2020 at 16:32

    XOKRAN 3ANI ALMA9AL LAKIN 3ALAYKOM TALKHISO8

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *