Home»National»التلفزيون المغربي واللعنات الست

التلفزيون المغربي واللعنات الست

0
Shares
PinterestGoogle+

التلفزيون المغربي واللعنات الست …

عزيز باكوش3

إن ما قدمه التلفزيون والسينما عندنا كتغطية لهذا الكنز المجهول من تاريخ أمتنا الزاخر بالبطولات والأمجاد لا يتعدى فقاقيع باهتة, تطفو هنا وهناك، تهريج في مدار نتن, مخرجون مغامرون, بأعمال هزيلة, مسلسلات فنية لا تنسجم في أغلبها ووعي الجمهور .مقدماتها طويلة, سقيمة ,وعقيمة –يغلب على معظمها الفجاجة و السوقية,وقلة الذوق الفني –أحداث متخلفة ، مفتعلة بلا منطق, , تبررها السرعة في الانجاز, والتهافت حول الأغلفة , خصوصا في رمضان,صور ومشاهد غير مستساغة , فنيا و جماليا , تقتحم موائد الإفطار بخبث وبلادة , أحداثها وهذيانها مبالغ فيها ، وغير قابلة للتصديق، يؤديها ممثلون مؤجرون, يفتقد معظمهم للتكوين والخبرة ، وينقصهم الحماس, والجرأة الفنية ،يرسمون مشاهد بليدة،في أغلب الأحيان يعجزون فيها عن إبراز انفعالاتهم وأدوارهم بصدق و حساسية. وباقتضاب شديد , انفعالات يقال عنها ,دراما فنية ,و تاريخية . والحقيقة أن الأمر مجرد فقاعات , تتلاشى, بتلاشي اللحظة التي أنجبتها . وبذلك تدمي خرائط القلب ،وتوجع تفاصيل الذاكرة.

ست لعنات إذن, تتكالب على المشهد الإبداعي على مستوى الشاشة عندنا, فتسمه بالتخلف و الرتابة.

1)جمهورية الإنتاج والإبداع.حيث يتم رسم المشهد الفني وفق مقاييس مزاجية,وضيقة (المبدع وعشيرته).في غياب حرية واردة تمتلك الاختيار.الأب في الإخراج والابن الأكبر مساعد مخرج , وابنة المخرج في الماكياج وسليفته في الملابس أما صهره فقد تحمل أعباء الديكور…..وهكذا

2)هيمنة التراث كمادة أساسية ووحيدة .وتمثله بصورة تقليدية مرضية.خارج أي تجديد

3) ضيق الرؤية الفنية والجمالية.وانحسارها في استنساخ الواقع ومحاكاته ومن تم تنميطه..

4)إلغاء مبدأ"الإيحاء "في السينما ,وبذلك ينتفي توريط المشاهد في اللعبة الفنية, فإذا قدر للبطل أن يزور زميلا له بالطابق العاشر من العمارة فان الكاميرا حتما سترافقه من فتحه للباب الى صعوده السلم درجة درجة مرورا بالشقق والدور..الى حين باب الشقة التي سيطرقها وينتظر النائم حتى يفيق ……وهاتيك ياملل..

5) تكرار التجارب و تمييعها ، والسكوت عن بؤر التوتر في تفاصيلها..

6)أحادية التناول والمعالجة, وإقصاء الاهتمام بالمحطات التاريخية الكبرى, وتجاهل سلبياتها, والركوب على ايجابياتها من منظور ضيق..

غياب إستراتيجية واضحة المعالم خاصة عند مقاربة التاريخ وفق منظور متخلف ومتناقض..

وفي الختام .فإذا كان الهدف من السينما والتلفزيون كخطاب ثقافي له أدواته ووسائله الخاصة .هو إحداث تغيير سلوكي على المستوى المعرفي و القيمي لدى أفراد الشعب .فان الشاشة الصغيرة أو الكبيرة عندنا مدعوة أكثر من أي وقت مضى,للتأكد من مدى تحقق هذا الهدف سلبا أو إيجابا .

وعليها أن تلجأ الى جملة من الأدوات كاستطلاعات منتظمة مفتوحة على الرأي العام , تمكنها من تحديد درجة التحول أو التأثير كحصيلة لقرابة أربعة عقود من العمل , من الإنتاج, و الجهد بروح رياضية،من غير تفاؤل كاذب, أو تشاؤم يشل الإرادة-.

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *