Home»Régional»كيف تغتال إسرائيل الفلسطينيين ؟

كيف تغتال إسرائيل الفلسطينيين ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يمر يوم واحد دون أن نسمع بضحايا فلسطينيين سقطوا جراء العدوان الصهيوني ؛ وهو عبارة عن اغتيالات تطرح أكثر من علامة استفهام ؛ والسؤال الملح بكثرة هو كيف تغتال إسرائيل الفلسطينيين ؟ والمقصود بالكيفية ليست طريقة الاغتيال وإنما كيف تصل إسرائيل إلى أهدافها ؟ لايمكن للعقل أن يصدق تعقب طائرة في الفضاء جسما متحركا في شوارع المدن الفلسطينية دون وجود جسم غريب وضع خلسة على الجسم المتحرك ليكون مؤشرا مساعدا على الاغتيال. وإذا كانت هذه الحقيقة بمثابة مسلمة بديهية ؛ فالسؤال الموالي هو : من الذي يقف وراء هذا العمل الشنيع ؟ وليس المقصود بالسؤال العملاء الذين يتقاضون أجور الخيانة ؛ ويعتبرون مجرد أدوات تنفيذ إجرائية ؛ وإنما المقصود من يتحمل المسئولية الأخلاقية من المسئولين الفلسطينيين ؟ وحتى لا يفهم من هذا التساؤل الاتهام المبطن لا بد من التوضيح اللازم ؛ وهو كيف يمكن للخونة أن يشتغلوا بكل حرية ؛ وتتكرر جرائمهم يوميا دون أن نسمع بملاحقتهم ؛ أو إلقاء القبض عليهم ؟ هل يعني ذلك أن المخابرات الإسرائيلية اخترقت أجهزة الأمن الفلسطينية ؟ أم أن العملية جزء من خارطة الطريق ؟ أم أن شبكة الخيانة العظمى أكبر مما نتصور إذ هي في حجم المافيا التي تستوعب حتى كبار المسئولين ؟ وتزداد الغرابة والدهشة عندما تكثر الاغتيالات من فصائل فلسطينية معلومة ومعروفة بعدائها الشديد لاسرائيل ومعارضتها لمشاريع السلام وبخيارات المقاومة المسلحة . والأغرب من ذلك هو مرور الاغتيالات دون إدانة لا مما يعرف بالمجتمع الدولي ؛ ولا من دول عربية ؛ ولا حتى من سلطة مسئولة عن أرواح الناس مهما كانت قناعا تهم واتجاهاتهم . لقد كان اغتيال الشهيد أحمد ياسين هو نموذج كل الاغتيالات التي تحصل في فلسطين ؛ وهو نموذج العين العربية أو حتى الفلسطينية واليد الاسرائلية ؛ وقد يكون التدبير مشتركا حصل حوله اتفاق مضبوط زمانا ومكانا. ومن راوده شك فيما نقول فليسأل نفسه ألا يمكن لإسرائيل أن تصل إلى كل فلسطيني تريده ؟ ولماذا تستهدف هذا ولا تستهدف ذاك ما دام العدوان أعمى ؛ والا فهو في هذه الحالة صاحب تمييز إذ يفرق بين النافع والضار من الفلسطينيين؟ ولماذا لا يخشى العدو تضييع علاقته بالنافع إذا ما أقدم على اغتيال الضار ؛ فيصير النافع ضارا بسبب ذلك ؟ إن هذه الأسئلة الملحة تضع المسئولية على الطرف المقبول لدى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ما دامت اللعبة الإسرائيلية الأمريكية معلومة وتتلخص في تصفية مشروع المقاومة لتوفير الأجواء لما تسميه مشروع السلام عبر خرائط الطريق وهو في حقيقته عملية ابتزاز لم يشهد لها التاريخ مثيلا ؛ وهو عملية استسلام وقبول بالأمر الواقع من وجهة النظر العربية. لقد حصل في الحرب الأخيرة في لبنان ما يشبه عمليات الاغتيال في فلسطين إذ دل عين من أصل سوداني وآخر لبناني الاسرائليين على مكان ما فقصف المكان بعشرات الأطنان من القنابل رغبة في صيد ثمين ؛ ولم تكن المفاجأة في وجود خونة التنفيذ بل في من وراءهم من كبار المسئولين الذين أرادوا إيقاف الحرب بدم الصيد الثمين ؛ وجعل مشروع الشرق الأوسط الجديد ممكنا بأسرع وقت ممكن . لا يمكن أن تستمر الاغتيالات أمام صمت عالم متورط فيها بصمته وبتزكيته وحتى بمشاركته ؛ ولا يمكن أن تكون الخيانة والارتزاق بدماء الشهداء قدرا لا يمكن تغييره بذريعة السكوت عن تحديد المسئولية خشية المس بفلان أو فلتان . ولعل أولويات المقاومة هو التصدي لمصدر الخيانة ؛ ذلك أن الأخطبوط لا يقضى عليه ببتر خيوطه وإنما بضربه في الصميم لتشل الخيوط بعد ذلك . وفي آخر هذه الكلمة لا بد من التعبير عن مرارة ما يحدث في أرضنا العربية الفلسطينية من خيانة لا وجود لها في صفوف العدو ؛ ذلك أننا لم نسمع بصهيوني واحد باع ذمته بمال ضد شعبه ؛ فلماذا تباع الدماء الزكية بأبخس الأثمان وأخسها في أرضنا المقدسة ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *