Home»National»وجدة : الجزائر وراء اغراق المدن المغربية بالاقراص المهلوسة ‘ القرقوبي ‘

وجدة : الجزائر وراء اغراق المدن المغربية بالاقراص المهلوسة ‘ القرقوبي ‘

0
Shares
PinterestGoogle+

الاربعاء 15 دسمبر 2004

«القرقوبي»، «بولة حمراء» و«لكينة» مسميات عديدة تطلق بمدينة وجدة وباقي المدن المغربية على الأقراص المخدرة المسببة للهلوسة، التي غزت المنطقة بشكل كثيف، والتي يبقى مصدرها دولة الجوار الجزائر عن طريق التهريب. وقد انتشر استعمالها على نطاق واسع بوجدة وبباقي مناطق الجهة الشرقية قبل توجيهها إلى الأسواق الداخلية، عبر شبكات منظمة تارة وأفراد يتاجرون لحسابهم الخاص. وسجل تزايد في عملية ترويج الأقراص الطبية المخدرة التي أصبح الإقبال عليها في تزايد مستمر من فئات عمرية مختلفة، في حين يحتل الشباب حصة الأسد من نسبة المدمنين على الأقراص المهلوسة. وترجع مجموعة من المصادر هذا الأمر إلى ارتفاع نسبة البطالة التي تتعدى 20 في المائة بالجهة الشرقية حسب الإحصائيات الرسمية، والتي يظل الوسط الحضري الأكثر تضررا منها، وهو الوسط الذي تنتعش به تجارة الأقراص المخدرة. وقد تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة خلال السنة الجارية من حجز، 47303 قرص مخدر. كما أنجزت المصلحة المذكورة أزيد من 550 قضية تتعلق بمكافحة المخدرات أحيل خلالها على العدالة386 شخصا، كما تم حجز 19 سيارة و 5 دراجات نارية كانت تستعمل في نقل المخدرات. وخلال السنة المنصرمة حجزت مصلحة الشرطة القضائية بوجدة 24 ألف قرص مخدر، وتبقى جميع أنواع الأقراص الطبية المحجوزة والمروجة بالمنطقة من نوع

 «ريفوتريل». ومن بين الأحياء الوجدية الذي تروج به الأقراص المهلوسة، حي الفيتنام بالحي المحمدي بالجهة الشمالية الشرقية لمدينة الألف سنة، حي كلوش، المدينة القديمة، بودير، وحي النصر القريب من الحدود المغربية الجزائرية على مستوى نقطة «زوج بغال»، بالاضافة إلى الأحياء الهامشية بالحي الكبير لازاري وكذا جماعة بني ادرار (18 كلم عن وجدة). وتتم عملية البيع بشكل فردي، حيث يتم توزيع الأدوار داخل سوق المخدرات، ويعمل كل مروج بمقتضى ذلك على بيع صنف واحد من المخدرات، في حين يحتل أصحاب الأقراص الطبية المخدرة مواقع معينة في جنبات الأحياء المذكور وهم معروفون لدى العام والخاص يقصدهم المدمنون من مختلف أنحاء وجدة. وهناك بعض الاستثناءات حيث تجد بعض مروجي المخدرات يبيعون الأقراص المخدرة بالموازاة مع اتجارهم في الخمور المهربة أو التمويه عن نشاطهم بواسطة بيع السجائر بالتقسيط، حتى لا ينكشف أمرهم. وفيما يخص أثمنة الأقراص المخدرة فهي تتراوح ما بين ثلاثة دراهم إلى أربعة للقرص الواحد وكلها مهربة من القطر الجزائري. ويتم إدخال الأقراص المخدرة إلى التراب المغربي بواسطة شبكات منظمة بالمغرب والجزائر. ويتكلف الجزائريون بالحصول على الأقراص المهلوسة من الصيدليات بطرق ملتوية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي يتم بها الحصول على أقراص « القرقوبي » من الصيدليات بالجزائر وبكميات كبيرة جدا، خصوصا وأن الأمر يستدعي الحصول على وصفة طبية، وفي حالة توفرها لا تسلم للمريض إلا علبة واحدة فقط. وفي هذا الإطار تشير المحاضر المنجزة من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة إلى أن المحجوز من الأقراص المخدرة يتم استقدامه -حسب تصريحات المتهمين- من الجزائر وغالبا من مدينة مغنية الجزائرية، كما أن متزعمي الشبكات التي تعمل في هذا الميدان ينحدرون من أصل جزائري ويدخلون إلى التراب المغربي بطريقة غير قانونية، وهم محملون بالكميات المطلوبة من طرف المروجين المحليين الذين يعمدون إلى تصديرها إلى مناطق مختلفة من التراب المغربي. ولا يقتصر ترويج الأقراص المهلوسة على مدينة وجدة، بل يتعداها ليصل إلى مناطق مختلفة من الوطن خصوصا مدينة الدار البيضاء وطنجة ومراكش. وسبق لعناصر أمنية من الدارالبيضاء أن حلت بوجدة لاستكمال البحث في قضية إلقاء القبض على «هـ. الحبيب» من طرف أمن البيضاء والمتهم بحيازة 4200 قرص طبي مخدر وكذا الملقبة بـ «بوركون» المتهمة بحيازة 200 قرص مخدر، واللذين اعترفا بأنهما يشكلان شبكة متخصصة في ميدان التجارة في المخدرات المهلوسة، وأن المزود الرئيسي يوجد بمدينة وجدة والذي تم إلقاء القبض عليه. ومن خلال إخضاع المتهم الرئيسي لبحث دقيق، اعترف بكونه واحدا من المزودين لهذه المادة على الصعيد الوطني وخاصة مدينة الدار البيضاء بمشاركة أشخاص آخرين يتكلفون بنقلها عبر الحافلة نحو غرب البلاد. وتعد عملية 20 ألف قرص طبي مخدر التي قامت بحجزها فرقة مكافحة المخدرات التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بوجدة خلال الأسبوع الأخير من شهر أبريل في إطار الحملات التطهيرية التي تقوم بها للحد من ظاهرة ترويج المخدرات بمدينة وجدة، اكبر عملية لحجز الأقراص المهلوسة في تاريخ مدينة وجدة، و ذلك على اثر معلومات توصلت بها الفرقة المذكورة إلى كون احد الأشخاص ينوي تهريب كمية من الأقراص الطبية المخدرة على متن حافلة متوجهة إلى الدار البيضاء، فتم نصب سد قضائي، كلل بإيقاف المتهم وبحوزته 20 ألف قرص طبي مخدر. وقد أنجزت المصلحة الولائية للشرطة القضائية عشرات مذكرات البحث في حق مجموعة من المواطنين الجزائريين لتورطهم في قضايا الترويج الدولي للمخدرات من نوع القرقوبي. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة مليلية المحتلة، كانت إلى وقت قريب تشكل مصدرا أساسيا لتهريب الأقراص الطبية المخدرة، إلا أنه وحسب مصادر مطلعة قد تم الاستغناء عنها من طرف مروجي هذه المواد المسمومة، حيث وجدوا في الأقراص المستوردة من التراب الجزائري هامشا من الربح أحسن من المستوردة من مليلية المحتلة، وطريقة سهلة وسلسة في إدخالها إلى التراب المغربي

عزالدين لمريني

عن جريدة الاحداث المغربية

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *