Home»Régional»فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي ألقى محاضرة قيمة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة

فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي ألقى محاضرة قيمة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة

1
Shares
PinterestGoogle+

فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي ألقى محاضرة قيمة بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة
محمد شركي
استضاف مركز الدراسات والبحوث الانسانية والاجتماعية بوجدة اليوم على الساعة الرابعة مساء فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور الشاهد البوشيخي بمناسبة افتتاح أنشطة وحدة الاجتهاد والتجديد في العلوم الشرعية ليلقي محاضرة في موضوع :  » نحو رؤية شاملة متكاملة لخدمة التراث العربي الإسلامي  » وفيما يلي تغطية لأهم ما جاء في هذه المحاضرة القيمة :
كعادته افتتح فضيلته محاضرته بعرض النقط المشتملة عليها، ويتعلق الأمر بوقفة عند السياق التاريخي لرؤيته ، وبحديث عن منطلقات خدمة التراث ، والتحديات التي تواجهها ،ومراحلها، وشروطها.
وفي الوقفة عند السياق التاريخي تناول فضيلته الظرف الذي تمر به الأمة العربية الإسلامية اليوم ، واعتبره ظرف انتقال ، وبيان ذلك أن الأمة عرفت تطورا وازدهارا خلال القرون السبعة الأولى ، وكانت القرون السبعة التالية لها دون ذلك ، ثم حل بالأمة بعد ذلك ضعف وانحسار في عدد من أقطارها ، وانتهت بخاتمة سيئة ، وذلك بضياع كيانها العام ، فصار لها وجود جغرافي ووجود تاريخي ولكن على مستوى الواقع وجودها باهت . ويرى فضيلته متفائلا أن دورة تاريخية جديدة قد بدأت بعد الحرب العالمية الأولى التي مر عليها اليوم قرن من الزمان عرف تحولات شتى جعلت الأمة حبلى ، وحملها مهم جدا للبشرية . وما تعرفه الأمة اليوم من بلايا ،وما ستواجهه فيما سيأتي هي علامات هذا الحمل . و لتأكيد ذلك أحال على التاريخ الإسلامي حين اشتدت المحن على الرعيل الأول من هذه الأمة والذين اضطروا لأكل أوراق الشجر خلال حصار السنوات الثلاث بمكة ، و بعدها جاء الفرج في السماء بمعراج النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الأرض بيعة العقبة الكبرى . وكذلك يكون الأمر عاشت الأمة شدة وبلاء . وذكر فضيلته أن الهبات الإلهية تكون مفاجئة بعد اليأس ،واستشهد بقوله تعالى : (( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا )). ويرى فضيلته أن النصر في هذا الدين لا يرتبط بعدد ولا بعدة وإنما يأتي به الله عز وجل متى شاء. ويستشهد بقول الإمام الشافعي : » لا يمكّن المؤمن حتى يبتلى  » . ويترقب فضيلته قدوم شيء عاما وهام ،وهو عودة حضور الأمة من جديد لتمارس شهودها الذي لا يكون إلا بنهوضها ، وسيكون لها ظهور لم يكن من قبل لأن العالم صار قرية . وتحدث فضيلته عن ظرف الانتقال الذي تمر به الأمة، والذي يتميز بقطيعة بين ما سماه النابتة والتراث خصوصا الوحي، لأن الغرب أبعد الأمة عن تاريخها الحضاري ، فصار هذا الجيل لا يكاد يعرف تراثه العلمي . وأشار إلى محاولة الدكتور فؤاد سيزكين العالم التركي الذي يبذل جهودا شخصية للتعريف بإسهام المسلمين في المجال العلمي والمعرفي من خلال التنقيب في خزائن العالم عن تراثهم المخطوط الذي لا زال جله مجهولا عند أبنائه . ويرى فضيلته أن الابتعاد عن التراث هو ابتعاد عن الهوية ، وله أضرار بالغة في النابتة، الشيء الذي يتطلب بذل الجهد الكبير لردها إلى تراثها وهويتها . ويرى فضيلته أن اشتغال الأمة في هذا الظرف الذي هو ظرف انتقال منصب على ما سماه الاشتغال بالآنيات عن الاستراتيجيات حيث تنشغل الأمة بمشاكلها الآنية عن النظر إلى ما هو أبعد من ذلك وهو العودة إلى ما كانت عليه قبل ضعفها . ووصف هذا الجيل بأنه جيل يحمل رسالة الاستعمار ، ومن فكر منه في اليقظة يؤدب . ويرى فضيلته أن النابتة لا تعيش الإحساس بهويتها في مدارسنا ،وهنا يطرح السؤال التالي على المسؤولين عن التعليم : إلى أين تريدونى الذهاب بأبناء هذا البلد ؟ ويعقب قائلا : لا بد للأبناء أن يستيقظوا. ويرى أن ما حدث للأمة هو خروج جسد المستعمر من بلادها دون خروج روحه لتحل محلها روح الأمة التي هي الوحي .
وخاض فضيلته بعد ذلك في ما تقترحه رؤيته لخدمة التراث الذي يعيد للأمة هويتها المفقودة، فتحدث عن دور المؤسسات العلمية المتخصصة ويقصد بها كل المراكز في مختلف أصناف المعرفة والتي يجب أن يشتغل فيها خبراء مع جيش من الباحثين ، ويجب أن تكون لهذه المؤسسات العلمية قيمة استراتيجية وهي بذل الجهود لتحقيق الأهداف المتوخاة منها . ووظيفة هذه المؤسسات تكمن في المحافظة على البيئة ،وهو هنا يستعمل البيئة استعمالا خاصا ،ويقصد بها البيئة البشرية . ووسيلة هذه المؤسسات هي العلم الذي يصف الداء والدواء، والمؤهل لذلك هي الأطر العلمية. وتضطلع المؤسسات العلمية في رؤيته بالتعليم ،والتدريب ، والتكليف. وتحدث فضيلته بعد ذلك عن منطلق رؤيته وهو التراث ، ويرى أن أثمن ما فيه هو الوحي ، وهو يعترض على فكرة إخراج الوحي من دائرة التراث، لأن الوحي هو خلاصة التراث البشري ، وهو هداية للبشرية إذا ما ابتعد الناس عنه ابتعدوا عن حقيقة وجودهم البشري . و يرى فضيلته أن الانطلاق مما عند الغرب لتحقيق نهضتنا لا يمكن أن يوصلنا إلى ما نريد ، ولا يمكن لمن يتبع دولة فرنكوفونية أو أنجلوسكسونية أن يتفوق عليها بحال من الأحوال ، ولن تسمح له بذلك أبدا. ولهذا يرى أنه لا بد من بناء الذات ، ومعرفة ما يجب أن يوظف لتحقيق ذلك. وطرح فضيلته التحديات التي تواجه خدمة التراث، وهي عبارة عن معضلات كبرى منها عدم وجود دليل يحصر مخطوطات التراث العربي الإسلامي بالرغم مما يقوم به فؤاد سزكين بمجهود شخصي ، فضلا عن غياب العلم بما يوجد في مراكز المخطوطات . وتحدث فضيلته عن مشكل المغالطات الموجودة في كثيرمن الفهارس ، ومشكل نسبة كتب كثيرة لغير أصحابها ، ومشكل تكشيف المصادر، ومشكل غياب طبع ونشر التراث ، ويأمل أن يوظف الحاسوب لحل هذه المعضلات . وتناول بعد ذلك مشكل المصطلح لأنه لا يوجد مصطلح لا يتطور ، ولا بد من معرفة بتطوره . وضرب أمثلة لمصطلحات وقع فيها خلط كمصطلح منطق المختلف في تراثنا عن المصطلح اليوناني ، ومصطلح واجب الذي يستعمل في التراث اللغوي مقابل الكلام المنفي . ويشترط فضيلته الفهم الصحيح للمصطلح من أجل التوظيف الصحيح . وأشار بعد ذلك إلى معضلة المنهج وطرق البحث ، وهو يرى أنها معضلة هذه الأمة . وتحدث بعد ذلك عن مراحل خدمة التراث من خلال الإعداد العلمي الشامل للنص ،و للمصطلح ، وللمنهج ، وسمى ذلك جهادا علميا . ويرى أن الحاجة ماسة إلى إنشاء مؤسسات علمية تقوم بأخطر مهمة من خلال التصنيف، والتوثيق، والتحقيق، والتكشيف ،والنشر، والتوزيع . وبخصوص الإعداد العلمي الشامل للمصطلح ،يقترح فهرسة المصطلحات ، وضرورة وجود معاجم تاريخية لها ، و ضرورة وجود فهارس لكل مؤلف ، وضرورة تعريف المصطلحات التي كانت معروفة في زمانها ،ولم تعد كذلك اليوم .ولفت الأنظار إلى الدور السلبي الذي يعلبه الإعلام في الإجهاز على اللغة، وهو أخطر مما يقع في التعليم، لهذا يقترح وجود رقيب لحماية اللغة . وأما الشروط المطلوبة في خدمة التراث وفق رؤيته، فهي تكامل جهود أهل العلم ، و جهود أهل الحاسوب ،و جهودأهل المال .
هذه خلاصة أهم ما جاء في كلمة فضيلته باختصار شديد، والتي لن تغني عن التسجيل الكامل لمحاضرته القيمة لتتحقق الفائدة ويحصل النفع إن شاء الله تعالى.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *