Home»Enseignement»مسطرة تنقيط وتقييم أداء الموظفين بقطاع التعليم تحت الضوء

مسطرة تنقيط وتقييم أداء الموظفين بقطاع التعليم تحت الضوء

1
Shares
PinterestGoogle+

عرف موقع وزارة التربية الوطنية الإلكتروني ما سمي بالتصور الأولي لمسطرة تنقيط وتقييم أداء الموظفين بقطاع التعليم بتاريخ 13/02/2008 ، وهو تصور اعتمد دليل تنقيط وتقييم موظفي الإدارات العمومية الصادر عن وزارة تحديث القطاعات العامة في شتنبر 2006 .

والتصور الأولي الذي قدمته وزارة التربية الوطنية لغرض التداول أو الدعاية تضمن فقرات منها التذكير بالمقاييس المعتمدة في ترقية موظفيها قبل سنة 2006 ، وخلال ما سمي بالمرحلة الانتقالية ، فضلا عن ترقية 2007 التي عرفت مشكل نقطة التفتيش التربوي ، وكانت موضع نقاش بين مديرية الموارد البشرية ، وبين المفتشية العامة خلال اجتماع 05/02/2008 .

وتضمن هذا التصور ما سمي الهندسة العامة للنظام الجديد لتنقيط وتقييم أداء موظفي قطاع التعليم مستعرضا جداول توصيفية تهم فئات الموظفين والجهات التي تقومهم ، والجهات المصادقة على تقويمهم ، وكيفية تنقيطهم من حيث المعايير، والمؤشرات وعناصر القياس على ضوء دليل وزاراة تحديث القطاعات.
والملاحظ في التصور الأولي هو اعتماد عناصر التقويم التالية :

ـ إنجاز الأعمال المرتبطة بالوظيفة.

ـ المردودية .

ـ القدرة على التنظيم.

ـ السلوك المهني.

ـ البحث والابتكار.

وكمثال نجد فئة المدرسين تخضع وفق هذا التصور لتقويم تشترك فيه الإدارة التربوية من جهة والمتمثلة في شخص المدير الذي هو الرئيس المباشر، وفي مجلس التدبير باعتباره هيئة استشارية يعتمد المدير استشارتها، و من جهة أخرى في هيئة المراقبة التربوية. وقد خول هذا التصور لكل من الإدارة التربوية والمراقبة التربوية إمكانية إعداد شبكة مفصلة لرصد عناصر التقدير.

ويجعل هذا التصور رهن إشارة المراقبة التربوية ، والإدارة التربوية عناصر التقويم الخمسة الآنفة الذكر مع اشتراك مجلس التدبير مع المدير في تقويم القدرة على التنظيم والسلوك المهني والبحث والابتكار، واختصاص المدير بالمردودية ، وإنجاز الأعمال المرتبطة بالوظيفة.

والإشكال المطروح هو أن جهتين مختلفتين من حيث الاختصاصات تعتمد نفس عناصر التقويم من زوايا مختلفة باختلاف التخصص ، مما قد يسبب تداخل الاختصاصات حيث لا تعرف كل جهة بدقة حدود مسئوليتها في هذا التقويم والذي قد تقع تبعته على فئة المدرسين في حال حصول هذا التداخل .
وهذا التصور الأولى ـ وأتمنى أن يبقى مجرد تصور ـ يجازف بمصير هيئة التدريس عندما يجعل مجلس التدبير طرفا في تقويمها ولو تعلق الأمر بمجرد استشارتها إذ يناقض هذا الاقتراح مسطرة الجزاءات في قانون الوظيفة العمومية ، ويضيف اختصاصات جديدة لمجلس التدبير تقتضي مراجعة المرسوم المنظم له، كما أن العناصر التي عهد لمجلس التدبير بتقويمها عن طريق ما يقدمه من مشورة خارجة عن إطار اختصاصه بحكم هيكلته من جهة ، و عدم خبرته من جهة أخرى .وأعتقد أن إقحام مجلس التدبير في عملية التقويم ضرب من استمالة واسترضاء هيئة التدريس التي قد تظن أن ذلك من مصلحتها ، خصوصا وأن الضغوطات النقابية تتزايد بسبب إهمال الوزارة لمطالب أساسية لهذه الفئة مما جعلها تفكر في بعض الإغراءات التي قد تصرف الأنظار عن المطالب الأساسية التي لم تطرح بالجدية اللازمة لحد الآن .

وعندما نتأمل هذا التصور الأولى نلاحظ نوعا من الارتجالية في توزيع عناصر التقويم بين الجهتين المختصتين تقويم فئة المدرسين و التي هي هيئة المراقبة ، والإدارة التربوية، فعلى سبيل المثال نجد أن تفريعات عناصر التقويم تكاد تكون واحدة ، فمقابل تقويم الالتزام بالمقررات الرسمية ، واحترام استعمال الزمن ، الذي تعتمده هيئة المراقبة لتقويم المدرسين نجد تطبيق المذكرات واحترام مواقيت استعمال الزمن الذي تعتمده الإدارة التربوية ، ومقابل مردودية التلاميذ عند هذه الجهة نجد نتائج التلاميذ عن الجهة الأخرى ، ومقابل الالتزام بأخلاقيات المهنة نجد التقيد بالنصوص التشريعية ، ومقابل المظهر والسلوك نجد الانضباط والهندام ، ومقابل أنشطة دعم المتعثرين نجد الاهتمام بالأنشطة الموازية ، ومقابل ابتكار صيغ جديدة للتدريس نجد الاجتهادات والانتاجات في المجال التربوي. هذه أمثلة فقط من تفريعات عناصر تقويم المدرسين كما جاءت في دليل وزارة تحديث القطاعات العامة ، وتبناها التصور الأولي لوزارة التربية الوطنية و التي وزعت بين هيئة المراقبة والإدارة التربوية بشكل اعتباطي علما بأن الدليل يقترح سلم تنقيط لم يأخذ به التصور الأولى حرفيا خصوصا وقد ترك الدليل هامش حرية لمختلف القطاعات لوضع السلم المناسب لها.

إن هذا التصور الأولي كما يبدو وضع على استعجال من طرف الجهة المقترحة، وهو في حاجة ماسة لمراجعة جذرية نظرا لأهمية التقييم والتنقيط الذي يخدم من جهة المصلحة العامة ومن جهة أخرى مصلحة فئات موظفي قطاع التعليم إذ ينعكس على وضعياتهم الإدارية والمادية بشكل كبير.
وفي انتظار أن يستبدل التصور الأولي بتصور جدي يعتمد الخبرة والدقة والطرح العلمي يبقى هذا التصور موضوع نقاش جاد وهادف ومسئول بين الأطراف المعنية من أجل إقناع الجهات المسئولة بتبني مسطرة تقويم في مستوى الطموحات بعيدا عن المزايدات من خلال وضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

11 Comments

  1. حسن.ب
    21/05/2008 at 09:05

    ان تقويم عمل المدرسين يطرح اشكالات حقيقية، فلا ذلك التفيش الروتيني الذي يركز على الشكل قبل المضمون يجدي، مما حدا بالمسؤولين الى التفكير في صيغة بديلة، ولا ايكال هذه المهمة الى مجلس التدبير كشريك يمكن ان يحل المشكلة، اذ كيف يمكن لمجلس يتكون من المدرسين ان يقيم أداء مدرسين؟ ربما أصبح من اللازم الاهتمام بالادارة التربوية بتزويدها بأطر تعمل على رصد نقط الخلل على مستوى عمل المدرسين، و تقديم الحلول الممكنة.

  2. متضرر
    21/05/2008 at 09:05

    يبدو أن التلاعب بمستقبل التعلبم ورجاله هو الشيء الوحيد المتفق علبه في هذا البلد ففي الوقت الذي ننتظر أن نعلن الحكومة عن ترقية اشتثائية نحل مشكلة العديد فأذا بها تطالعنا بمعايير جديدة للترقية وكأنها تمن وتتفضل علينابمكافءة. يا سيدي هذا حقنا أولا وأخيرا وأذا كانت الوزارة تريد أن تعمل هذه المعايير فلتجعل مكافءة سنوية تتبرع بها على المجدين والمبدعين من رجال التعليم حتى تحفز وتدفع المجتهدين ألى الأيداع .قل بربك كيف يحلو للمرء العمل وهو يرى من جاء بعده ألى الميدان بأكثر من عشر سنوات يتمتع بالسلم 11 وهو مازال في 9 و أي اجتهاد سيقدمه صاحب 11بعدما وصل ألى مبتغاه وهوفي بداية حياته وماذا سنقدم من أبداع بعد ما أفنيتا زهرة الشباب وأيام الشباب قي جبال المغرب نقاتل من أجل البقاءفقط ومن هؤلاء الذين سينقطوننا مجموعة من المرضى بحب السلطة والتفرعن مذا أقول حسبنا الله ونعم الوكبل في كل من أوصلونا لهذا الوضع

  3. استاذ من جرادة
    21/05/2008 at 09:06

    ننتظر ان تصدر مذكرة تخص السادة الاساتذة لتقييم و تقويم عمل المفتشين بتدخل بطبعية الحال من السيد النائب لان الاساتذة هم من خير من يعلم الشيء الكثير عن المفتشين و عن ادائهم

  4. مفتش
    21/05/2008 at 22:56

    ننتظر من الوزارة ان تصدر مذكرة لتقويم عمل الاساتذة من طرف التلاميذ وهم خير المفتشين

  5. متتبع
    22/05/2008 at 17:56

    المشكل لا يكمن في معايير التقييم وانما في من يتولى التقييم , وذلك من حيث النزاهة والكفاءة والتجرد من المزاجية والانقام و تصفية الحسابات الخلل يكمن في العنصر البشري

  6. سحيمي
    24/05/2008 at 22:12

    اتركونا من المواضيع المستهلكة من فضلكم و حتى إذا تطرقتم لها فقدموا لنا البديل ..أما التكرار و الاكتفاء بذكر السلبيات فليست خافية على احد ..on doit cesser de parler pour ne rien « dire »! merci

  7. ناقد المتتبع
    24/05/2008 at 22:12

    ألا تعتقد أيها المتتبع أن اتهام الجهة المراقبة بالمزاجية والانتقام وتصفية الحساب مجرد ذريعة للتغطية على التهاون ؟؟؟

  8. مفتش من جرادة
    24/05/2008 at 22:13

    إلى السيد الأستاذ من جرادة عجبا لك ولمنطفك الغريب تريد أن يقوم أو يقيم الأستاذ المفتش ولا تقبل العكس علما بأن المفتش أستاذ . إن التفتيش لا يعتبر مشكلا إلا إذا كان الأستاذ متهاونا أما الأستاذ النزيه المجد فإنه يرى في التفتيش شهادة على جديته .

  9. ah
    24/05/2008 at 22:13

    mais le traitement de ce sujet est dejas depassé ,cherchez un autre.

  10. معلم
    30/05/2008 at 00:47

    ابتهج المراقبون ونسوا أنفسهم. إن عهد المراقبة والتسلط ووضع السيوف على الأرقاب قد ولى.
    لا معايير بدون ديموقراطية. لا معايير بدون نزاهة وموضوعية. يجب ان يخلص كل موظف لضميره أولا، ثم يعمل من أجل المصلحة العامة، ومن أجل رقي المجتمع: هذه هي معايير التقويم.

  11. أستاذ
    30/05/2008 at 00:47

    إن من يشدهم الحنين إلى مراقبة عمل الآخرين ويرفضون أن تتم مراقبتهم لن يرقوا بالعمل التربوي ولن يساهموا في تنمية حقيقية للمنظومة التربوية. إني أتساءل ككثير من الأساتذة: لماذا يسعى « المفتشون » إلى إجراءات المراقبة والضبط والتسلط على نساء ورجال القسم؟ والحالة هذه أنهم غائبون جل فترات السنة الدراسية، ولا يفكرون في عقد ندوات تربوية، ولا دورات تكوينية، ولا أعمال تؤطر المدرسات والمدرسين لجعل بين أيديهم الطرق الحديثة للتدريس، وكيفية استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة لتمكين التلاميذ من استيعاب الدروس. أم إن هؤلاء ليسوا على علم بما يجري من حولهم؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *