Home»Enseignement»أبناؤنا في مواجهة الامتحان

أبناؤنا في مواجهة الامتحان

0
Shares
PinterestGoogle+

يعيش أبناؤنا في المدارس و خاصة الثانوية منها على وجه الخصوص،في المراحل النهائية،وضعا نفسيا خاصا.وشهر مايو ،بالنسبة  للأقسام النهائية و تلاميذها هو شهر تربص و إعداد و استعداد نفسي و تربوي و معرفي و اجتماعي…

رغم أن كلمة « امتحان » تعني المصير،وتعني المحن، إلا أن المصير في بلدي كما يحس به الآباء و الأمهات ،غامض كما يدركه القاصي و الداني.فهو إما طريق إلى (النجاة) ،أو طريق إلى عذاب مقيم.إما أن يقوده الحظ و قهر الخوف و السيطرة عليه و الاستعداد المنظم إلى جهة يطمئن لها و لو مؤقتا،و إما أن يقوده الحظ السيئ و الارتباك و الخوف،و العمل المبعثر إلى جهة يعرف أن ما ينتظره هو الضياع.(طبعا إني اقصد المجموعة القليلة من التلاميذ التي نذرت نفسها للعلم و التعلم و بذل الجهد،و التي يعرفها المدرسون حق المعرفة).

و رغم كل المبررات  التي تسوق من هنا و هناك،فان الخاص و العام من الناس يعرفون أن الانتساب إلى الجامعة في هذا الوقت و الآن ،هو نوع من  الإجبار على التوجه إلى الانتحار الفكري و الطريق الخاطئ .

التوجيه إلى المدارس العليا يبنى على المعدلات المرتفعة(النقط) و ليس على الكفاءات العلمية.و اختيار الشعب   لا يبنى على أسس سيكولوجية و دراسة للميول و اتجاهات التلاميذ.

تعرف الدراسة الجامعية نوعا من التحرر الذي يصل إلى التسيب .فمن السبعينات من القرن الماضي و الجامعة تحت سيطرة الأحزاب الحكومية و الأحزاب المعارضة أنها ساحة للصراعات الحزبية و الجماعات السرية غير المعترف بها.وتسعى الأحزاب  المعارضة إلى إرباك الأخرى باللجوء إلى الحركات الطلابية و الاحتجاجات التي أصبحت الآن تتخذ طابعا دمويا ، كما أصبحت مرضا عضاليا يقتضي التفرغ له لإنهائه وإنهاء ماسي بعض الطلبة المجدين.

مرحلة الاستعداد إلى الامتحان،يعرفها الآباء المتنورون ،إنها مرحلة قلق و عصبية و خوف و عدم استقرار نفسي،بسبب الضغوط المتراكمة من إعداد للمراقبات المستمرة في جميع المواد التعليمية  و الاختبارات و إتمام سريع للمقررات بالا ملاءات،  مع الاهتمام بمسايرة الاستعداد للامتحان…و هي ضغوط تتجلى  عند بعض التلاميذ في فقدان الشهية للطعام و النوم و الدخول في متاهات الخوف..حتى أن بعضهم يصاب برهاب الامتحان…خاصة وان المدرسة لا تعلمنا و لا تدربنا على، كيف نثق في أنفسنا و في إمكانيتنا ،و لا تعلمنا كيف ننظم أعمالنا،ولا  تعلمنا ما هو الأساسي و الثانوي في ما نتعلمه،و لا تدربنا على كتابة الملخصات و إبداء ملاحظات أو تعليقات أو قبول للآراء أو رفض لها،أو كتابة على الهوامش لأفكار مهمة،و لا أن نقرا قراءة جيدة للسؤال الملغم،و لا كيف نستعمل القاموس

اللغوي،أو أن نقرا كتابا قراءة عميقة  لا سطحية، خارجا عن إطار الدراسة…الخ من الأعمال التي لا نجد لها صدى في مدارسنا…حتى الإعداد النفسي للتلاميذ للدخول في مرحلة الامتحان لا نجد له أثرا.

من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية  إلى الثانوية ،لا يتعلم التلميذ من المدرسة إلا أن يكون كاتبا ما يملى عليه قولا ،او ناقلا ما يوجد على السبورة.لا وجود للتطبيقات و التمارين بما يكفي من الوقت، لامتلاك الكفاية…و لعلم الجميع يعرف  أن فترة اشتغال التلميذ  و فرصة التعلم الحقيقية هي في التطبيقات و التمارين و التجارب،وإبداء الملاحظات و التعليقات الخ…

لقد تحول الدرس إلى املاءات و كتابات على الدفاتر.أما إشراك التلاميذ في بناء الدرس ،فهذه أصبحت من الخرافات و الحكايات التي يتسلى بها من ينظرون  بشفقة إلى الواقع المرسي المؤلم…

الوضع الجديد ،دفع المدرس أن يكمل المقرر أولا و أخيرا،بأية طريقة سواء كانت  مشروعة أو غير مشروعة.انه محاسب على إنهاء المقرر، و ليس محاسبا على تعلم التلاميذ.تلك هي المشكلة إذن…رغم إننا نعرف أن المدة الزمنية ( أي السنة الدراسية) غير مناسبة لإفراغ المحتويات المعرفية كاملة، بالطرق التعليمية و البيداغوجية الحديثة ،التي تعطي للتلميذ المركزية في المبادرة و البناء.

المدرس هنا  أمام معادلة مستحيلة:إما إنهاء المقرر على حساب التلاميذ  و على حساب إمكانيات استيعابهم المختلفة،أو الاهتمام بالتلاميذ وذلك  على حساب إنهاء المقرر. و باستحالة الاهتمام بكل تلميذ على حدة و مراعاة ظروفه العائلية أو الاجتماعية أو العقلية أو الجسمية نظرا للعدد  الهائل من التلاميذ داخل القسم و لغياب أوقات خاصة بكل مدرس تسجل في برنامجه الزمني(ليس كعمل إضافي عقابي) يمكن أن يراعي فيها بعض الحالات الخاصة،بشرط أيضا، أن لا  يكون هو من يشكو من ظروف قاهرة،لا يكون أمام المدرس إلا اختيار واحد :هو إتمام المقرر بأي وجه كان .

إن آباء التلاميذ مدركون تماما،أن هذا الوضع كارثي لأبنائهم/خاصة عندما يلاحظون عجز المدرس   أن يهتم بكل تلميذ على حدة حتى يتجاوز صعوبات التعلم،كما تنص على ذلك التعاليم التربوية الحديثة.

إن الجمع بين الاهتمام بكل تلميذ على حدة و مراعاة مشاكله الاجتماعية و النفسية و المعرفية،و إتمام المقرر  بالسرعة التي تريدها الوزارة و جهازها المراقب،ضدان لا يجتمعان:خاصة و أن المدرسة تمنح النجاح حسب ما يوجد في المدرسة من مقاعد دراسية و ليس بناء على الاستحقاق و الاجتهاد و المثابرة،مما جعل أي تلميذ لا يخضع للمتابعة الأسرية، يراكم النقص و الثغرات ،إلى أن يصبح عاجزا عن المسايرة و الفهم، فيتحول إلى عنصر مهدم للدرس بدل أن يكون عنصرا مشاركا فيه…يضاف إلى هذا ما تعرفه المدارس من ارتباك في السنة الدراسية نتيجة تنقيل مدرسين من أماكنهم الأصلية، إلى  العمل في أماكن أخرى…و عدم تعويض من يشكون من أمراض مستعصية أو مزمنة و يتغيبون بسببها…و كما يعرف الجميع إن  الخاسر الأكبر في هذه الوضعية هو التلميذ الذي تنعدم عنده الفرص المتعادلة و المتكافئة مع غيره من التلاميذ الذين يدرسون في وضعيات عادية (و نتكلم هنا دائما عن تلاميذ لهم رغبات في التعلم).

الخلاصة أن أبناءنا أمام الامتحان محتاجون إلى دعم نفسي من المدرسة و الأسرة معا.كما أن المدرسة عليها أن تختار: إما أن تتجه إلى التعليمenseigner  (إنهاء المقررات و المحتويات و الامتحانات التي تقيس الذاكرة (مع إمكانية لجوء البعض إلى  النقل و الغش)،و إما أن تتجه إلى التربية و التكوينéduquer et former(تكوين الشخصية من جميع جوانبها العقلية و الجسمية و الاجتماعية و الحسية الحركية و الانفعالية و الخلقية و النفسية بصفة عامة).فقد قيل عندهم: »رأس مكونة خير من رأس مملوءة »….

Une tète bien formée vaut mieux qu’une tète bien remplie

انجاز :صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. abdelrhani dkhissi
    11/05/2015 at 00:09

    une tète bien faite mieux qu’une tète bien pleine

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *