Home»Correspondants»الواقع العربي بعيون المهدي المنجرة

الواقع العربي بعيون المهدي المنجرة

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم :ذ.عبد الفتاح عزاوي

تعــيش الأمة العربية والإســلامية أزمة أخلاقية معقدة بكل المقاييس ، بلغت مرحــلة عصـــيبة مع انفجار الأوضاع في العديد من أقطارها منذ أزمة الخليج الأولى . وقد تحولت اليوم الكثير من توقعات ووصايا عالم المستقبليات المهدي المنجرة إلى حقائق واقعية أصبحت تسائل ضمائرنا الميتة التي عجزت أمام هول الكوارث التي أصبحت تحيق بنا .

لقد تعرض النظام الدولي إلى إهانات خطيرة خلال السنوات الأخيرة ،واتضح بالملموس أن منظمة الأمم المتحدة لم يعد لها مصداقية ،شأنها شأن المنظمات الأخرى كالجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي و الإتحاد الإفريقي وغيرهم . وهذا مانبه إليه عالم المستقبليات المنجرة بالقول : » لم تعد لدينا شرعية حقيقية دوليا ،فأمريكا تقول أنها تعتبر قرارها ودفاعها عن شعبها هو الشرعية ،وتمنح لنفسها الحق في التدخل في أي مكان تريد ،وفي أي وقت تريد ، ولامن يعارضها  ».

كما أكد في بداية أزمة الخليج الأولى سنة 1991 أن العدوان الأمريكي والغربي الغاشم تتعلق أهدافه بالصراع ضد القيم الإسلامية والإنسانية ،حيث يقول في هذا الصدد :  » يعتبر الخوف من الإسلام إحدى أكبر حالات الهوس التي يعيشها الغرب والعالم الأوروبي ،وأنا أكتب على ذلك  منذ أكثر من عشرين سنة. ويكمن السبب في الرهاب وغياب التواصل الثقافي والعجرفة ، فضرب العراق ليس غاية في حد ذاته وإنما يتعلق الأمر بمخطط معقد غايته الهيمنة  » .

وقد سبق له كذلك أن تحدث عن اندلاع  »انتفاضات  »  في العالم العربي على الخصوص ،وحتى العالم الإسلامي ،حيث يقول في هذا الإطار :  »  كل هذا العالم الإسلامي معرض بالضرورة لزلزال كبير إذا استمرت الأوضاع كما عليه اليوم . لماذا ؟ ، لأنه لايوجود هناك وضوح في العمل ،وهناك الزيف ،ولاتوجد عدالة اجتماعية بين الغني والفقير … »

ولم تتوقف توقعات صاحب الكتاب الشهير  » الحرب الحضارية الأولى » عند هذا الحد ،بل تنبأ بدخول العالم مرحلة  »الرهـابقراطية  » أي السيادة وممارسة الحكم بواسطة الخوف والتخويف ،وهو مانشهده اليوم مع الحدث الداعشي الذي جعل المنطقة العربية تعيش أسوء مراحل تاريخها ،وجعل إرثها الحضاري والثقافي في عهدة ذكريات الماضي .

وهذا ما يستنتج من أحد الحوارات الصحفية التي أجريت معه والتي قال فيها بالحرف :      » لقد أصبح الخوف وسيلة للتدبير السياسي على المستوى الوطني والدولي ، والولايات المتحدة الأمريكية تقدم لنا في هذا المضمارنموذجا للفعل السياسي الدولي بالغ الحساسية ومن تم ذا خطورة معينة  » .

إنه عصر الإهانة المزدوجة : إهانة الغرب لنا ومعها إهانة الإستعمار ،وإهانة ذاتية تأتي ممن يقبلون بالإهانة الخارجية ،وهو مايجعل حكامنا يسقطونها على شعوبهم المستضعفة . فهل نستمر في قبول هذه الإهانات المتكررة وتكريسها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؟.

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *