Home»Enseignement»فتات الطباشير على بذلة الأستاذ كفتات البارود على بذلة الجندي

فتات الطباشير على بذلة الأستاذ كفتات البارود على بذلة الجندي

0
Shares
PinterestGoogle+

يتحمل الأستاذ رسالة عظمى,لا ينكر فضلها وقيمتها ونبلها الا جاحد,أو كاره لرجل التعليم,فهي رسالة الأخلاق والعلم والمعرفة بدون منازع,والأستاذ اذن بمثابة الفلاح الذي يتعهد النبات بالعناية الكافية بغية حسن الانتاج,هذا الانتاج الذي يخرج المجتمع من براثين المجاعة والغلاء,وحسن تربية الأجيال وتعليمهم من طرف استاذهم سبيل لاخراج المجتمع من براثين الجهل والأمية,وصيانة له من عاديات الاجرام وسوء الاخلاق.

وهو بمثابة الجندي الباسل,المرابط على الثغور,يترقب كل خطر يتهدد الوطن,فيصده بكل عزم وثبات,وما الأستاذ الا جندي يتصدى بدوره لعدو اعتى من اعداء البشر,ألا وهو الجهل وديجور الأمية,وصدق من قال في هذا الشبه:فتات الطباشير على بذلة الاستاذ كفتات البارود على بذلة الجندي.

فاذا كان الجندي يتعهد عتاده بالعناية اللازمة,حتى لا يخونه أثناء الحرب الضروس,فعلى الأستاذ أن يتعهد سلاحه هو أيضا بعناية أفضل حتى لا تخونه النتائج.

قد يؤرق الاستاذ نفسه ويجهدها من أجل رسالته النبيلة,ولكنه يحس رغم بذل الجهد تلو الجهد أنه لم يحقق المبتغى ,متناسيا عن غير قصد أن العملية التعليمية التعلمية تنبني على ركيزة من أهم ركائز النجاح,ألا وهي كيفية التواصل التربوي والبيداغوجي داخل الفصل.

ومن ثم -وهذا ليس بعزيز على الأستاذ-أن يكون واعيا بالمعيقات التي تعترض هذا التواصل فتكون حجرة عثرة امام فهم وافهام الرسالة,فان فهمها الأستاذ وأدرك أسبابها,استطاع الحصول على افضل النتائج بجهد أقل,واستطاع تحقيق التفاعل الايجابي بين أقطاب التواصل,باعتباره مرسلا والتلميذ مستقبلا.

ومن أهم معيقات التواصل ان لم اقل أصعبها,هناك المعيقات الفكرية,فقد يستعمل الأستاذ في تمرير رسالته لغة تفوق مستوى المستقبل,باعتباره منتميا لفئة الراشدين,والمخالفة تماما للغة الأطفال,وبالتالي فلغة الاطفال ليست ندا للغة الراشدين.

وأعتقد جازما أن الأستاذ لو انتبه الى هذه المعيقات الفكرية,واستطاع بفعل تكوينه البيداغوجي أن يبدل طريقة الحوار بلغة في متناول الأطفال,لمرر مضمون الرسالة بجهد غير مكلف,ولاستطاعت فئة عريضة من المستقبلين فهم مضمونها ومرامييها.

وهناك معيقات لا تقل خطورة عن سابقتها,وهي معيقات سيكولوجية,قد تزداد حدة اذا سادت النظرة التنافرية بين الاستاذ وتلميذه,فلا نجاح لأي عمل اذا سادت الكراهية بين أقطاب التواصل,وأعتقد أيضا أن الطفل في سنه المبكر لا يمكنه أن يكره الأستاذ الا اذا رأى ما يبرر هذه الكراهية,وقد اوجزها في العقاب البدني والتعنيف النفسي,الذي اجمع المفكرون على أنه من أسباب نفور التلميذ من أستاذه والمدرسة ككل.

لذا فان الأستاذ المخلص لرسالته,يسربل تلاميذه بالحنان والعطف,معتبرا اياهم كفلذات أكباده,رغم ما يلاقيه من صعوبات في عمله,وبالتالي يكون النجاح حليفا له.

أظن أن هذه المعيقات هي الأصعب,والتي تحتاج من الأستاذ بذل جهد مضاعف للتعرف عليها,والتفكير في تجاوزها.اما المعيقات الأخرى فهي خارجة عن نطاق مجهودات الأستاذ,وقد تتطلب تدخلات من شركاء اخرين كالأسرة والجمعيات المدنية,وقطاعات أخرى كقطاع الصحة,وهي المعيقات النفسية والمرضية ومعيقات ترتبط بظروف الارسال كالاكتظاظ والتشويش وغيرها.

لا أظن أن الأستاذ المثالي في غفلة عما ذكرت في هذا المقال المتواضع,انما هي اراء قد يجهلها من لا ينتمي الى قطاع التعليم,حتى يتبين له معاناة رجل التعليم في سبيل اعظم وأجل الرسالات,وما يحتاج الا شكرا قد يدمع عيناه فرحة برضاء الاخرين على ما يقدم من خدمة لهذا الوطن الحبيب.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. علي حيمري
    26/09/2013 at 14:43

    اعتذر على هذا الخطأ غير المتعمد:الاصح هو يدمع عينيه وليس يدمع عيناه وشكرا

  2. kettabimed
    27/09/2013 at 10:22

    اسي علي بحال عينيه بحال عيناه المهم ان تصل الفكرة الى القارئء لكن اعرف حرصك التام على اللغة وسلالسة التعبير مع خالص التحيات

  3. سعيد المفتوحي
    28/09/2013 at 22:36

    مشكور ، سيد علي ، كلام سأضع له عنوانا صغيرا: » و ذكر… » لأن المجتمع مع ثقل الإكراهات ، وواقع مرير لايسمح لعموم الناس بالنظر إلى الأستاذ بنفس النظرة التي كانت معهودة خلال الستينيات و السبعينيات….لقد أصبح المدرس عموما في خبر كان و صار عنصرا رئيسيا في النكتة و الفكاهة…بل و ماسحة أرجل عند ذوي قصر النظر…. شكرا مجددا.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *