كثير من الناس من يصاب بالغرور,فيخال نفسه الصواب ولكنه الخطأ,ويظن نفسه التقي الورع ,ولكنه النمام المنافق,ويحسب نفسه كامل الايمان وما دونه ضالون زائغون.

فيشرع في أكل لحم اخوانه بالباطل,وينعتهم بابشع الصفات,لانه في قرارة نفسه يظن انه المحق,وانه الصواب,

ولا غرو في انه يشهد لانسان ما بالرجولة حينما يسانده في باطله,ويسير واياه على مسار النميمة ,واكل لحم العباد بلا ذنب اقترفوه,وينزع تلك الرجولة ممن اراد به خيرا,ونصحه الى السبيل القويم.

ونسي ان الايمان الحق,هو التسامح,وكظم الغيظ,حتى وان اساء له الاخرون,فقد قال تعالى في كتابه العزيز:

سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض,اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء,والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين,صدق الله العظيم

وهذا معلم البشرية عليه افضل الصلوات,وصاحبه الصديق يضربان اروع مثل في كظم الغيظ,حيث يحكى ان احد الاعراب اتى مجلسا كان به رسول الهدى وصديقه ابو بكر,فهاجم ابا بكر بالفاظ استفزازية بسبب خلاف كان بينهما يعلمه الله,فلم يكلمه ابو بكر,فانسحب نحو راحلته لينصرف,لكنه رجع ليعيد الكرة كسابقتها,ولم يكلمه ابو بكر رضي الله عنه كما فعل في المرة الاولى,فاصرف ايضا وهو في غضب كالسيل الجلاح,ولكنه رجع للمرة الثالثة,مما افقد ابا بكر هدوءه فاجابه على سفاهته,فغضب رسول الهدى من هذا السلوك,فتبعه ابو بكر قائلا:

يا رسول الله لقد نال مني مرتين فلم اكلمه, ولكنني حين دافعت عن نفسي في المرة الثالثة غضبت مني,فاجاب رسول الله  صلى الله عليه وسلم قائلا:نعم لان الله في المرة الاولى والثانية وكل ملكا يدافع عنك,ولكن في المرة  الثالثة ذهب الملاك وحضر الشيطان,وانا لا ابقى في مكان فيه الشيطان.

نعم اذا كان الشيطان حضر الى هذا المجلس,بسبب خلاف بين اثنين,فان مجالسنا تحضرها الاف الشياطين,فقد يحضرها شيطان الحسد,وشيطان الغيبة,وشيطان النميمة,والامثلة لا تعد ولا تحصى.

نسال الله ان نكون من العافين عن الناس,ونساله ان نكظم غيظنا في مجالس السفهاء,