Home»International»أية آفاق للتقارب المغربي الخليجي ؟

أية آفاق للتقارب المغربي الخليجي ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

قام العاهل المغربي مؤخرا بزيارات عمل  إلى ثلاثة دول من  الخليج العربي و الأردن،تثمينا لأواصر العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة الشريفة بنظيراتها من الملكيات و الإمارات المتواجدة بالشرق العربي،كما تأتي هذه الزيارة في سياق الأزمة التي باتت تلقي بظلالها على عدة اقتصاديات عالمية،منها الدول الأوروبية خاصة فرنسا و إسبانيا، الشريكين الأساسيين للمغرب،مما يوشك أن يعصف باقتصاد البلد، و الذي بات يؤثث فضاءاته ، نقص على مستوى العملة الصعبة، و ضعف على مستوى إيرادات العمال بالخارج،و إقبال ضعيف على الوجهة السياحية المغربية، و نقص في التصدير، و عجر في الميزان التجاري…..إلخ. هذا الوضع المتأزم دوليا دفع بشريكنا الفرنسي، في عهد الحكومة الإشتراكية الحالية، إلى نقل جزء من استثماراته بالمغرب إلى الداخل الفرنسي،  للدفع بعجلة النمو، و خلق فرص للشغل،و تجلى ذلك على سبيل المثال لا الحصر، في عزمه نقل مراكز الإتصال إلى فرنسا، بالإضافة إلى عزم شركة  » فيفاندي اونيفرسال » التخلي عن حصتها من شركة « اتصالات المغرب » و البالغة 53./. ، في إطار ما أسمته بإعادة التموقع، و الإستثمار في قطاعات جديدة.
هذا الواقع الإقتصادي الغير مرغوب فيه مغربيا،أثر سلبا على المؤشر الإئتماني الدولي للمغرب الذي انتقل من الوضعية المستقرة إلى السالبة.
إن اللافت للإنتباه من خلال هذه الزيارة، و المتمثل  في الحضور القوي لمستشاري الملك، و تعاملهم مع وسائل الإعلام،و تجلى ذلك في:
1-    حضور مستشار الملك السيد ياسر الزناكي، مع الوفد المرافق للملك، مع الغياب الواضح للسيد وزير السياحة السيد لحسن حداد(استجواب السيد الوزير بجريدة المساء تحت عدد 1897 بتاريخ 31 اكتوبر 2012) .و نشير في هذا الإطار أن المستشار ياسر الزناكي،جلب استثمارات خليجية ضخمة في مجال السياحة إبان تراؤسه لوزارة السياحة في حكومة عباس الفاسي. هكذا نستشف بأن السيد الزناكي مكلف بتشجيع الإستثمارات الخليجية في  السياحة المغربية، بينما السيد لحسن حداد، يروج للوجهة السياحية المغربية،منها الخليجية، حيث أن الخليجيين يسافرون مع أسرهم،وهم يحبون التبضع،واستهلاكهم مرتفع.
2-    حضور السيد عمر عزيمان رئيس اللجنة المكلفة بالجهوية و اللاتمركز.
3-    حضور السيدة زليخة نصري الخبيرة بالمجال الإجتماعي.
4-    غياب السيد الطيب الفاسي عن الوفد،و الذي عوضه بتدخل من الرباط، بقناتي 2M و MEDI1 TV، القريبتين من التوجه الفرنكوفوني بالمغرب،حيث اشاد بالزيارة. ونشير في هذا السياق أن علاقات المغرب مع دول الخليج خاصة السعودية، عرفت ركودا خلال تراءس  السيد الطيب الفاسي الفهري للدبلوماسية المغربية.
هكذا مثلت هذه الزيارة توزيعا للأدوار في سياق تنزيل الدستور الجديد، بين الملك كرئيس للدولة،و بين رئيس الحكومة، حيث يتكفل هذا الأخير بتدبير المعيش اليومي للمغاربة، بينما يتكلف رئيس الدولة بالقرار الإستراتيجي.
وفي علاقة ذي صلة،وحسب تقارير إعلامية، فقد تأبط الوفد المغربي ملفات استثمارية جاهزة من قبيل الطريق السيارة بين الحسيمة و تازة، و مينائي الناظور و آسفي، و ملفات متعلقة بالبنيات التحتية في مجال السياحة،و الطاقات المتجددة. و في هذا الشأن فإن المغرب سيستفيد من منح خليجية تقدر ب 5 مليارات في أفق سنة 2016.زيادة على هذا، فإن المغرب سيدخل في شراكات مع القطاع العام الخليجي في إطار الصناديق السيادية الخليجية التي يقدر احتياطها ب 500 مليار دولار، كما هو الشأن بصندوق « وصال » للإستثمار في المشاريع السياحية المهيكلة.بالإضافة إلى استثمارات القطاع الخاص.
وحسب بعض التحليلات الجيوسياسية،فإن جلب الإستثمارية الخليجية ،قد يكون بوابة لإنخراط المغرب في العولمة الأنجلوأميريكية،و دفع بريطانيا و الولايات المتحدة للقيام بمشاريع ضخمة بالبلد،مع العلم أن اتفاقية ايزنشطات للتبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية تعرف تعثرا ملموسا.و إقدام  الخليجيين على هكذا خطوات قد يسهل  قدوم الرأسمال الأنجلو- أمريكي،الذي يعتبر المغرب محطة أساسية في شمال و غرب أفريقيا لمنافسة التنين الصيني، الذي شد رحاله بالقارة السمراء، و هناك صراع محموم في الوقت الحالي، بين الغرب  و الصين، حول المعادن النادرة و القليلة و المستعملة في التكنولوجيات الدقيقة كصناعة الهواتف المحمولة و غيرها. لذا جعل المغرب كقاعدة متقدمة للإستثمارات الأنجلوأميريكية،يمكن اعتباره ذكاء اقتصاديا – Intelligence économique- بامتياز، و عملية استباقية للوقوف أمام المد الكونفوشوسي،الذي نزل بقوة في عدة دول افريقية كنيجيريا و كينيا و السودان.
يبقى أن نشير في الأخير،أن قرار المغرب الإنفتاح على دول الخليج يعتبر خطوة استراتيجية،لفك الإحتقان الإقتصادي.وقد أثبتت الزيارة الدور الريادي للمؤسسة الملكية من أجل إيجاد الحلول للواقع الإقتصادي المغربي، كما أبانت الزيارة التي قام بها العاهل المغربي لمخيم الزعتري تعاطف المغرب مع الشعب السوري، و دعمه لأمن المملكة الأردنية الهاشمية.

 .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *