Home»International»ما هي خلفيات زيارة وزير الخارجية المغربي إلى الجزائر؟

ما هي خلفيات زيارة وزير الخارجية المغربي إلى الجزائر؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أقدم وزير الخارجية المغربي السيد سعد الدين العثماني مؤخرا بزيارة إلى الجزائر، استقبل خلالها بقصر المرادية من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،و نظيره مراد مدلسي.و في  هذا السياق،فقد أكد السيد العثماني أن هذه الزيارة تندرج في إطار إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين،و تعميق أواصر التعاون في عدة مجالات كالفلاحة و الطاقة و غيرها،و التي بدآها ما يربو عن سنة من خلال زيارة وزير الفلاحة الجزائري لمعرض مكناس الدولي للفلاحة،و اتفاقية الشراكة بين البلدين في مجال الطاقة من خلال تزويد المغرب بالغار الطبيعي خاصة المحطة الشمسية لعين بني مطهر شرق المملكة.
إن المتتبع لهذا التقارب المغربي الجزائري، يجزم بأنه يأتي في سياق ربيع عربي أطاح بعدة أنظمة عربية،منهما نظامان مجاوران لبلد المليون شهيد و هما تونس و ليبيا. و محاصرة حلف الناتو لها من جهة موريطانيا و مالي و ليبيا.كما أن المغرب جاء بحكومة ذات مرجعية إسلامية،في ظل دستور جديد أعطى صلاحيات كبيرة للجهاز التنفيدي,و إعادة توزيع السلط.
قد يكون إقدام ابن سوس العالمة للقيام بهذه الزيارة،خطوة استراتيجية و استباقية للعب دور أساسي في دواليب الدبلوماسية. فلا ننسى أن الدبلوماسية المغربية سبق لها أن عملت برأسين:محمد بنعيسى الوزير  الذي كان مكلفا بالعلاقات مع العالم العربي خاصة دول الخليج،و الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب  الذي لعب دورا أساسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار اتفاقية إيزنشتات للتبادل الحر،و مع الإتحاد الإوروبي في إطار اتفاقية الصيد البحري،وحل مشكل جزيرة ليلي مع اسبانيا، مما أهله ليتربع على رأس الدبلوماسية المغربية بعد ذلك.فيوسف العمراني الوزير المنتدب في الخارجية،تسلق دواليب الوزارة ،و علم خباياها  ،و وصل كاتبا عاما،و عين كذلك على رأس الإتحاد من أجل المتوسط. هكذا يمكن إدراج هذه الزيارة من طرف طبيب العدالة و التنمية في ما يمكن تسميه بالتموقع الإستباقي في إطار توزيع الأدوار بينه و بين وزيره المنتدب في الخارجية.
إذن هذا التقارب المغربي الجزائري تمليه أيضا ظرفية إقليمية و جهوية،لأن استقرار المغرب هو جزء من عقيدة الأمن  الإستراتيجي للجزائر ،و العكس صحيح،و في هذا الصدد يجدر بنا التذكير بأن الجزائر،و منذ عهد بومدين كانت دائما تريد استقرارا للنظام الملكي بالمغرب،رغم إبراز العداء له. وقد اتصل الهواري بومدين بالقصر ،بعد انقلاب الصخيرات للإطمئان على الراحل الحسن الثاني،و رفض للسماح للعقيد القذافي،بمرور الطائرات فوق الأجواء الجزائرية لقصف القصر الملكي و دعم الإنقلابيين.
فالبلدان مطالبان بتعزيز و تقوية تعاونهما،في أوجه عدة ،لا يختلفان حولهما،تاركين ملف الصحراء إلى الأمم المتحدة  ،و إلى القوى الكبرى  المؤثرة في صنع القرار الدولي،رغم احتجاج جبهة البوليساريو،التي لا ترى بعين الرضى لهذا التعاون بين  البلدين،و قد احتج أحد قياديي المنظمة الإنفصالية،معتبرا أن هذا التقارب يستهدف « ذبح الشعب الصحراوي » على حد قوله.
وحول أوجه التعاون ،فقد أكد مسؤولون كبار في هرم الدولة الجزائرية ، بأنهم سيناقشون جميع الملفات المشتركة قي إطار لجنة عليا، بما فيها ملف فتح الحدود،التي ينتظر،حسب مصادر إعلامية مغربية ، أن تفتح في شهر مايو المقبل ،وقد ربطت بين زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة،خاصة إلى المغرب و الجزائر من أجل الضغط على هذه الأخيرة على فتح الحدود البرية ،رغم تكذيب الأوساط الجزائرية . و يتخوف المغاربة من أن الجزائر تريد تكريس الحدود الحالية،و اعتراف المملكة بها،مع العلم أن المغرب ما زالت له مطالب حدودية في إطار ما يسمى بالصحراء الشرقية.،و اتفاقية إفران لسنة 1975 لم تصوت عليها المملكة الشريفة.
و تبقى ملفات عالقة بين القطرين الشقيقين كطرد الجزائر 75 ألف مغربي ،و تشريدهم و الإستيلاء على ممتلكاتهم ،كما أن وسائل الإعلام الجزائري  تتحدث عن سلب ممتلكات لجزائريين فوق التراب المغربي.
وحسب مصادر و تحليلات غربية،و في إطار التهييء لضربة عسكرية محتملة على طهران لثنيها على استكمال برنامجها النووي  ،فإن باريس و واشنطن تضغطان على الجزائر العاصمة من أجل تأمين تزويد النفط إلى المغرب في حدود  سعر لا يتجاوز 100 دولار للبرميل إلى متم  أكتوبر 2012 ،حتى يتم تسهيل تنفيذ حكومة بن كيران لبرامجها وحتى  لا يكون له  تأثير  على عجز الميزانية و لا تداعيات و احتجاجات ستؤثر على استقرار المغرب  وبالتالي  ضمان سلم  اجتماعي ،شريطة أن تدعم الحكومة الإسلامية هذه الضربة ضد دولة فارس .فالواجب التأكيد عليه أن  العقيدة الدبلوماسية المغربية،غالبا ما تتقارب  مع السياسة الخارجية للعربية السعودية ،التي تضمن حاليا تعويض الأسواق في حال توقف النفط الإيراني.وقد تكون الشراكة التي تجمع المملكة المغربية بدول الخليج ضمانة لتزويد البترول إلى المغرب من خلال 2.5 مليار دولار التي تشكل الدعم الموجه إليه ،التي تعهدت به  المنظمة الإقليمية الخليجية.
إذن يمكن خندقة التقارب المغربي الجزائري في سياق ظروف موضوعية،و توازنات إقليمية و دولية و إعادة توزيع المصالح،وتكتيكات  محلية قطرية .و قد  لاحظنا كيف تدخل الإعلام في البلدين على الخط، في تهدئة الخطاب و تليينه.و هو مطالب به في هذه الظرفية بالذات.
.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *