Home»Correspondants»ما الذي يمنع من الدعوة إلى إحياء حلف الفضول؟

ما الذي يمنع من الدعوة إلى إحياء حلف الفضول؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ما الذي يمنع من الدعوة إلى إحياء حلف الفضول؟

شاءت حكمة الله عز وجل أن يعمر هذه الأرض من يقيم فيها الحدود ويأخذ على يد الظالم ويمشي بين الناس بالعدل ويحفظ مصالح الأشخاص والجماعات،وبالمقابل عمرت نفس الأرض بمن يفسد فيها ويسفك الدماء ويهلك الحرث والنسل,وقد جاء ذلك صريحا في سورة البقرة عندما أخبر الله عز وجل ملائكته بأنه سيجعل في الأرض خليفة،فتساءلت ملائكة الرحمن كيف لله أن يجعل في هذه الأرض من يفسد فيها ويسفك الدماء فقال الله عز وجل : (إني أعلم ما لاتعلمون).لقد علم الله عز وجل وهو لايزال عليما بمن ستعمر الأرض ومن يساهم في عمارتها، ومن يعمل على هدم عمارتها، وبتعبير أدق من المفسد ومن المصلح.ولعل أكبرإفساد هو السكوت على الظالم وتركه يعيث في الأرض فسادا,وقد انتبهت الأمم منذ عهود خلت إلى هذا الخلل في السلوك الإنساني ومن ذلك نزعة الشر التي يميل إليها الكثير من الناس،والتي تنتج عنها مظالم تضر بالمجتمع ككل،فتحركت تلك الأمم انطلاقا من فطرتها الطاهرة النقية التي تميز أي إنسان على وجه الأرض،مهما كانت ديانته، وهي حب الخير وكراهية الظلم،فقامت ثورات في أوروبا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا الجنوبية والكثير من الدول على غرار الدول العربية والتي قالت بصوت واحد لا للظلم.  وحتى تكون محاربة الظلم ذات فعالية ومبنية على قواعد وآليات واضحة ومتفق عليها ،أنشئ ما يسمى بالحلف وهو تكتل يضم عدة دول، الهدف منه الوقوف مع المظلوم ضد الظالم،مع أنه قد يزيغ عن هذا الهدف النبيل ليصبح الحلف ذا هدف استعماري كما يشهد على ذلك التار يخ.

وأنا أقلب صفحات التاريخ وأنبش في الذاكرة الإنسانية ،استوقفني كثيرا حلف شهده العرب في الجاهلية

وهو من أشهر الأحلاف عند العرب قبل الإسلام.وقصة الحلف أن عشائر من قريش اجتمعت في دار عبد الله بن جدعان التيمي لشرفه، وهم  بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبد العزى،وزهرة بن كلاب وتيم بن مرة والحارث بن فهر.وتعاهدوا على أن لايجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه،وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته.فقالت قريش هذا فضول من الحلف،فسمي حلف الفضول.وبالمناسبة فقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عبد الرحمن بن عوف،يقول فيه صلى الله عليه وسلم :(لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم،ولو دعيت به في الإسلام لأجبت) وسواء كان هذا الحديث صحيحا أو مرسلا،فما الذي يمنع من الدعوة إلى قيام هذا الحلف من جديد ؟خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه المظالم فلو قام هذا الحلف هل كان حاكم مثل الأسد يتجرأ ويقتل شعبه الأعزل بالآلاف، بل هو في طريقه إلى تدمير بلد وحضارة بأكملها،فما الذي يمنع من قيام هذا الحلف داخل الأمة الإسلامية؟هل تعوز الأمة قلة العدد والعدة؟فجميع مقومات قيام حلف متوفرة،ثم إن الحلف قد لا تتاح له الفرصة للتدخل المباشر لصد الظلم،ذلك أن تشكيله ووجوده كافيا لزرع الرعب في نفس كل من سولت له نفسه ظلم الغير،ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نصرت بالرعب).


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *