Home»Correspondants»ما الذي يمنع العلماء من الكلام؟

ما الذي يمنع العلماء من الكلام؟

0
Shares
PinterestGoogle+
 

 ما الذي يمنع العلماء من الكلام؟ 

قال تعالى:شهد الله أنه لاإله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لاإله إلا هو العزيز الحكيم.الآية 18 من سورة آل عمران.

تدبروا هذه الآية وانظروا إلى المنزلة التي أنزلها الله العلماء،ورثة الأنبياء.

وما أنزل الله العلماء هذه المنزلة الرفيعة،إلا انسجاما مع دورهم العلمي داخل المجتمع،في التوعية والنصح وإيجاد الحلول للكثير من الإشكالات الدينية التي تعرفها الأمة في عصرنا هذا، المليء بالتناقضات،ولعل غياب العلماء عن مواجهة قضايا الأمة نتيجة عدة اعتبارات سأعود إليها في ثنايا هذا المقال،هو الذي شجع كل من هب ودب على الخوض في الدين، وبل التجرؤ في بعض الأحيان على الفتوى،والمجتمع المغربي في السنوات الأخيرة عرف الكثير من الظواهر السلبية على غرار تجرؤ البعض وهم رغم ذلك قلة، على الإفطار في رمضان، إضافة إلى الفهم المقلوب للحرية الشخصية …ومع ذلك لم نسمع صوت العلماء في التصدي لهذه الظواهر الدخيلة على مجتمع مسلم كالمغرب، وهو المتشبث بهويته الدينية على ممر العصور،وكان من المفروض بل من الواجب عليهم شرعا أن يتكلموا ويوضحوا ويتصدوا لكل الظواهر المشينة التي تخدش عقيدة المسلم.وإلا فما دور العلماء إذن؟

والغريب في الأمرأنه حتى بعض أئمة المساجد وهم بطبيعة الحال لايرقون إلى مرتبة العلماء،أصبحوا يلاحظون يوميا بعض التصرفات التي لاتنسجم وحرمة المساجد من ذلك لغو الكلام وعدم تسوية الصفوف أثناء الصلاة،إضافة إلى الاختلاف الواضح بين المسلمين فيما يخص موعد الإمساك في رمضان،أهو مع جرس البلدية(لاسيران) أم مع أذان الفجر؟ ورغم ذلك يسكتون ولايقومون بأي توجيه،وأصبح الإمام بهذا التصرف مثل الموظف العادي في أي إدارة، يؤم المصلين في الصلوات الخمس وينصرف إلى حال سبيله كأيها الناس مع الأسف الشديد.

وإن كنا نشهد اليوم ما آل إليه حال المسلمين سواء من الناحية الأخلاقية،أو التشتت الواضح في الفكر،أو هذا التكاسل في الإقبال على دين الله تعالى،فإن في ذلك نصيب ومسؤولية للعلماء .

وأعتقد أن هناك عدة اعتبارات أفقدت العالم القيام بدوره كما أمره الله تعالى ورسوله،ولا يمكن للعالم أن يرجع إلى دوره الريادي في المجتمع إلا إذا تجرد تجردا كليا من كل ما يحول بينه وبين أداء رسالته.

ويمكن تلخيص هذه الاعتبارات في مايلي:

1ــ الامتثال الكامل للأوامر وعدم الجرأة على اقتحام بعض المواضيع التي تشغل الأمة،وكمثال على ذلك خطبة الجمعة، التي أصبحت لاتقدم ولاتؤخر بالنسبة لمسلم سمع نداء الجمعة وسعى إلى ذكر الله،ليجد دائما نفس الخطبة تتكرر،مما جعله  يحفظها عن طريق التكرار،بينما الصواب هو أن تتناول خطبة الجمعة قضايا الأمة على جميع المستويات،فهي بمثابة مؤتمر أسبوعي يجيب على الإشكالات الدينية التي تعترض المسلم،في تدينه ومعاملاته ….

2ــ حب الأضواء والوقوف على مسافة بعيدة من المجتمع،وأصبح الكثير من العلماء دائمي السفر،وخلت بذلك الكثير من مساجدنا من العلماء خاصة في شهر رمضان الذي تكون فيه النفوس مهيأة للنصح والإرشاد والوعظ.

3ــ تحول نشر العلم من المجانية والتطوع وابتغاء مرضاة الله،إلى المقابل المادي وهذا هو السر في امتلاء القنوات التلفزية بالعلماء.

4ــ توقف باب الاجتهاد تماما ،حتى أصبح العالم يفكر ألف مرة قبل أن يقدم نظرة الدين في أي قضية من القضايا،وهو يعلم ذلك،مخافة إغضاب أي طرف من الأطراف.

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. المكي قاسمي
    07/08/2012 at 05:44

    الذي يمنع العلماء عن الكلام هو ذاته الذي يشير عليهم بالكلام لقول ما يخدمه، وعند الضرورة.أما من رغب منهم في الكلام من تلقاء نفسه، فحدود كلامه التي لا ينبغي له بأية حال أن يتجاوزها هي الجزر ويد المهراز وشرب الخمر من طرف المرأة الحامل ومضاجعة جثة الزوجة المتوفاة وكذا مضاجعة الزوجة ودم الحيض عليها، باستعمال العازل الطبي. اللهم سلط على ألسنة هؤلاء عازلا للكلام يارب !!.بطبيعة الحال لدينا علماء شرفاء، نزهاء ووطنيون، وهؤلاء مستثنون

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.