Home»International»هل يكفي التنديد والشجب للرد على خصوم الإسلام؟

هل يكفي التنديد والشجب للرد على خصوم الإسلام؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل يكفي التنديد والشجب للرد على خصوم الإسلام؟

 

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام على وقع الهجمة الشرسة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الفيلم المسيء لشخصه صلى الله عليه وسلم،ولقد كان لهذا العمل الفني الرخيص والمستفز، ردة فعل قوية داخل البلدان الإسلامية كان آخرها مقتل السفير الأمريكي وبعض معاونيه بليبيا،وإن كنا ندين أولا هذا الفيلم الشاذ والخارج عن الأعراف الدولية والقيم الإنسانية،فبنفس القدر ندين اللجوء إلى القتل والعنف كوسيلة للرد على المسيـئين للإسلام وقيمه النبيلة،فمتى كان الفكر يقارع بالسيف؟فلن يقارع الفكر إلا الفكر،مصداقا لقوله تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)،ولعل من إيجابيات هذه الحادثة وكذلك الحوادث التي وقعت قبلها على شاكلة الصور الدانماركية،لهي إيقاظ للشعور الديني لدى المسلمين، متى شعروا بتهديد لهويتهم وعقيدتهم،ويحضرني هنا حوار كان قد دار بين وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، وأحد زعماء اليهود ،هذا الأخير الذي ادعى أن أمة الإسلام ماتت فرد عليه كيسنجر بأن الأمة الإسلامية لم تمت بل هي نائمة فقط،وها نحن نرى فعلا بأنها نائمة لكن سرعان ما تستيقظ ،حتى وإن كان نومها ثقيلا .

ولعل السؤال الطويل العريض، هو لماذا هذا العداء للإسلام؟ خاصة من طرف المسيحيين وأخص بالذكر المسيحيين الأقباط،وفي هذا الوقت بالذات،فعل الجميع تابع هذه الشهور الأخيرة التخوف الذي أبداه المسيحيون خاصة بعد صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في شخص الدكتور محمد مرسي،فقد انطلقت الآلة الإعلامية المعادية للإسلام تخوف المسيحيين من المصير المجهول الذي ينتظرهم،وكأن الإسلام ليس له سوابق مشرفة مع المسيحيين، أثناء حكمه في العهود  المشرقة للحكم الإسلامي الرشيد،ولسنا هنا بصدد تعداد أفضال المسلمين على المسيحيين، فيكفي ذكر ماشرعه الإسلام للمسيحيين من تشريعات تحافظ على هويتهم وكينونتهم، ولنا في عمر الفاروق رضي الله عنه، أحسن مثال،خاصة عندما دخل القدس فاتحا،حيث أوصى المسلمين خيرا بالمسيحيين،فلا تهدم كنائسهم ولا يحملون ما لايطيقون،والشواهد في هذا الباب كثيرة فهي معروفة ولاتحتاج إلى دليل،نخلص إلى أن المسيحين وبل حتى اليهود عاشوا في أمن وأمان في ديار المسلمين،وكانوا دائما يجدون في المسلمين ذلك الدرع الواقي في وجه المعتدين وهذه وقائع يشهد عليها التاريخ الإسلامي. 

إلا أنه مع الأسف دائما يكون الإسلام هو الضحية ،وهذه سياسة ممنهجة ،ليقف أهله موقف المدافع عن قيمه ومثله العليا،في وجه تكتلات عالمية يقودها اليهود باسم الدفاع عن المسيحيين،وتتعطل بذلك عجلة البناء داخل المجتمع الإسلامي ،وإلا فما سر تمويل اليهود للفيلم،فقد علمنا أن 100 من اليهود هم الذين مولوا الفيلم،كيف لا وهم المعروفون باستعمال المال لتمويل مشاريعهم الهدامة ،وسوف لن يكون هذا الفيلم هو آخر مشاريعهم،أما الحديث عن تعايش الأديان والحضارات والتسامح بين الشعوب فهذه مفردات تستعمل لتنويم الشعوب الإسلامية حتى يسهل الإنقضاض عليها .

خلاصة القول، ليس الوقت وقت التنديد والشجب فقط، فمن كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليتشبث بالقيم التي دعا إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم ،خاصة عندما يتعلق الأمر بوحدة الصف والالتفاف حول هذا الدين القويم ،ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا:  (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها،قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله،قال:بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.صدقت يارسول الله، نحن غثاء كغثاء السيل ،شبابنا غارق في ملذات الدنيا وعلماؤنا لا يتحركون إلا تحت الطلب ،نحن أمة مزقتها الأهواء وفقدت البوصلة،تنساق وراء كل ناعق،فريسة لكل التيارات الهدامة،ردة فعلها آنية وعنيفة جدا،لا يحكمها فكر، لا تستفيد من التاريخ ،تنسى بسرعة،أمة ملولة تحب جني النتائج بسرعة،أمة يعوزها التخطيط المستقبلي،لا تعرف كيف تتصرف عند المحن ،وبصفة أدق أمة قدمت استقالتها. كل هذا أوصلنا إلى ما نحن فيه من ضعف وهوان ،فلو كانت أمتنا تملك مقومات اقتصادية وعسكرية ،وتخطيطات استراتيجية ،كغيرها من الأمم المتقدمة ما كان لأحد أن يتجرأ عليها، ولنالت احترام وتقدير العدو والصديق،أما وإن الحال هو الحال فلننتظر الأسوأ على ممر الأيام قال تعالى :(إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).صدق الله العظيم .                    

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد السباعي
    14/09/2012 at 15:45

    صدقت أخي بونوة، وقد يكزم أحسن رد على هذا الفيلم التافه هو التجاهل. ولكن ما أستغرب له شخصيا هو صمت المنظمات الحقوقية عندنا وكذلك الطائفة اليهودية التي كانت دائما تخرج ببيانات تدعونا فيها بنبذ الكراهية والحقد وتذكرنا بأهمية السلام والتعايش والتسامح. لماذا لا يقول اليهود لإخوانهم: هذا منكر وجرم كبير؟؟؟ أم أنه ليس في القنافذ اليهود أملس!!!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *