كثرت الاضرابات,وكثرت معها التاويلات والتساؤلات,وانقلب الاصلاح المنشود الى حبر على ورق,وربما تتجه اصابع الاتهام الى رجال التعليم,كل في اطاره,فهده نقابة المفتشين تطالب بانصاف منخرطيها,وهده جمعية المديرين تسابق  الزمن للحصول على ابخس الحقوق,وهده نقابات ممثلة وغير ممثلة ترفع ايقاع الاضراب ,وهد منسقية المرتبين في السلم 9 تخوض معركة بلا هوادة .

اين الخلل؟من المسؤول؟وبين هدا وداك فان الضائع الاكبر هو محور العملية التربوية ,انه التلميد.وربما المنظومة التربوية ككل.

قد يرى البعض ان الوافد الجديد في ساحة الاضرابات,واعني به منسقية المرتبين في السلم 9 او ما يسمونه بالزنزانة9  تطاولت على النقابات الممثلة,والتجات الى الاضرابات بصورة انفرادية والحقيقة ان هدا التطاول ان صح التعبير كان متوقعا وامر وارد فلا يعقل في كل الحالات ان تظل هده الشريحة حبيسة الزنزانة 9 والبعض الاخر ابتسم له الحظ فصار بقدرة قادر مرتبا في السلم 11 ,

ماهي المعايير التي رقت هؤلاء واستثنت هؤلاء؟ادا كانت الشواهد فلا ننسى ان اغلب المرتبين في السلم 9 حرموا من متابعة الدروس الجامعية سابقا,ولو سمح لهم كما هو الشان حاليا لتقدموا بشواهد اعلى من الاجازة,وادا كانت الاقدمية في الدرجة فلا ننسى ان الدين هم اليوم في السلم 11 تخرجوا من مراكز التكوين بالسلم 9 بينما اغلب القابعين في السلم 9 و10 تخرجوا بالسلم 7او 8

الا يحس هؤلاء بالغبن؟وهم يقدمون نفس العمل ويقومون بنفس الدور للمنظومة التربوية وربما بطرق افضل بحكم التجربة.

وبالرجوع الى شريحة المديرين فان الامر مضحك حقا,فكيف يعقل ان يكون الرئيس مرتبا في السلم 9او 10 والمرؤوس في السلم 11 ؟كيف يعقل ان يرضى المرؤوس بتنقيط رئيسه في المردودية والاشعاع والبحث وهو يعلم انه يفوقه درجة ويتساوى معه في الاطار؟كيف يعقل ان يصنف الرئيس في السلم9او 10 وقد قضى ما يزيد على 30 سنة في الخدمة بينما المرؤوس مصنف في السلم 11 واقدميته في الخدمة لا تتجاوز 15 سنة ,؟مفارقة عجيبة ومعادلة لا يوجد حلها حتى في مادة الرياضيات,اليس هده الوضعية هي التي ادت الى اعتداءات جسدية على مجموعة من المديرين في بعض الاقاليم؟اليست هده الوضعية هي التي تؤدي الى عصيان الكثيرين واحتقار رئيسهم بل توجه اليه اتهامات عدم التواصل ,وسوء التدبير والتسيير؟

انها سياسة ارتجالية بما تحمله الكلمة من معنى,والمسؤولية على عاتق من سن هده الففوارق في قطاع التعليم,ولا خروج من هده الدوامة الا بالنظر الثاقب للترقي وبطرق موضوعية تراعي الحقوق وتنظر الى حرمان الاغلبية بالسياسة المتبعة في السابق.نتمنى الخير  لكل دي حق.