منذ يومين أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقة برنامج الوعظ والإرشاد عن طريق أجهزة التلفيزيون .. وذلك بحضور حوالي 600 إمام , يمثلون كل الأقاليم المغربية , ومن شان هذه المبادرة الملكية أن تساهم في ترقية الخطاب الديني بمساجد المملكة , وخصوصا في هذه الظر وف الفوضوية التي يمر بها العالم , و التي يرمى فيهاعلى عاتق الدين بكمية مهمة من المسئولية . إن الأمر يتجلى بالتطرف الديني , والإرهاب ,وظهور بعض التيارات التكفيرية اذن هي خطوة شجاعة, وجيدة تستحق كل الإعجاب ,والتقدير وربما كانت هذه من اولى المبادرات التي تتخذ على مستوى العالم الإسلامي .. مما يؤكد حرص المغرب على تعزيز البنية الدينية للمواطن المغربي فهو إذن مشروع فعال بغض النظر عن تكاليفه والتي هي في الأول والأخير ستعود علىالمواطن بالنفع وبلا شك .. فهو بالأساس وضع لتقريب الخطاب الديني من المواطن المغربي واخذ الدين من مصادره الموثوق بها , وخاصة ان البرنامج سيسهر على تقديمه مجموعة من خيرة علماء البلد الذين يمتازون بسهولة إيصال الفكرة الى المتلقي …كما أن زمن العولمة والاختراقات الإعلامية يحتم علينا مثل هذه البرامج فالكل يعلم بالترسانة الإعلامية الغربية التي تسعى دائما إلى اختراق جدران العالم الإسلامي بكل ما هو غير أخلاقي ,و وكثيرة هي القنوات التي تسخر لهذا الأمر إما عن طريق زيّ عربي مزيف , أو تأتي بكل بساطة لتعلن حربها الخفية , واذا قمنا بحصر اساليبهم فهي لا تنتهي .. فنحن اذن أمام تحديات كبيرة تتجلى في مدى قدرتنا على صنع اجيال تلتزم بتعاليم الدين السمحاء ومدى محافظته على قيم وطنه والتشبث بدينه وتحدي مقاومة الهجمة الشرسة الغربية الإعلامية طبعا. فنحن الان مطالبون بالمساهمة في انجاح هذه المبادرة وذلك بالمساهمة بشكل او بأخر لتحقيق الأهداف المرجوة منه .