Home»Correspondants»وضعية الأطفال المشغلين في المغرب

وضعية الأطفال المشغلين في المغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

إن الطفل يعني ذلك الإنسان الذي لم يبلغ سن الرشد حسب القوانين المطبقة عليه في دولته. كثيرون هم الأطفال الذين يشكلون الهرم البشري في بلدنا , وهذه بشارة خير لمستقبل واعد وعلامة على أن المجتمع نشيط ما فيه الكفاية .لكن المحزن في الأمر عندما نسيء استخدام هذه الطاقة البشرية ونهملها إهمالا مقصودا وغير مقصود . فنجد فئة منهم في ورش الحدادين والنجارين, وغيرها من المهن الشاقة
والتي تحتاج الى جهد عضلي ونفسي كبيرين , وما يزيد الطين بلة الحرمان الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال والذي يتمثل في حق التعلم كأبسط حق خوله له الشرع والقانون وجعل الاستفادة منه آمر إجباري , وعندما نصادفهم في ورش العمل نحس بذلك الحرمان .. علامات التعب والضجر تظهر على وجوههم كمن يعاني من مشقة سفر طويل في زمن القحط والجفاف , وباعتبار بلدان العالم الثالث عموما خزان للطاقة البشرية التي يجدر بها أن تكون رأس مال كل بلد نام في طريق التقدم , ويجب المحافظة على هذا الرأسمال  وذلك بالاهتمام به كما يجب تمتيعه بكل حقوقه وأولويات حياته كانسان , وكل خطوة إضافية في سبيل حرمان الطفل من حقوقه تعتبر جريمة وإفلاس لمؤسسات الدولة التي لم تعرف كيفية المحافظة على هذه الثروة . والإفلاس هنا يكون بشكل مغاير للمعهود فهنا يمكننا ان تفلس في مجموعة من البرامج التي من المفروض ان تكون الطفولة جزء فعال فيها والتي هي برامج راهن عليها المغرب للخروج من هذا الركود الاجتماعي بالخصوص عبر انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي  نادى بها صاحب الجلالة, فلا تنمية اذن دون تكافئ فرص الاستفادة منها فعلى الحكومة ان تنظر في امر هذه الشريحة لنتجاوز هذه العقبات التي تقف أمام تطور مجموعة من مجالاتنا الحيوية , وذلك كأدنى شرط لاستمرار المسيرة التنموية ببلادنا , واننا نرى ونتابع وباستمرار، اما بالمتابعة الشخصية او عن طريق منظمات حقوق الإنسان . إن الاستغلال يصل إلى أبشع المراحل , وتنتهك فيه حرمة الطفل وكرامته والكثيرون منهم يتعرضون لتحرشات جنسية , واستغلال جنسي حتى . يحدث هذا في ظل غياب الوعي والفهم الصحيح لمفهوم الطفولة … فلا شرائع السماء ولا قوانين بني البشر التي وضعها لتسيير شؤونه تقبل هذا الاستغلال الجائر بحق الأطفال في دهاليز الحياة النكراء .. فأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم -" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" – بلا شك مفهوم الرعية حاو للطفل أيضا، وله حقوق على الإباء والمجتمع يجب تنفيذها وقد حثنا الإسلام على الاهتمام به حتى يصبح عضوا فعالا في المجتمع . وفي المادة 32 من اتفاقية حقوق الطفل المنبثقة من الأمم المتحدة جاء فيها مايلي :
تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح ان يكون خطيرا, او ان يمثل اعاقة لتعلم الطفل , او ان يكون ضارا بصحة الطفل , او بنموه البدني, او العقلي , او الروحي , او المعنوي , او الاجتماعي .
والناظر بعين متفحصة لواقع الأطفال المشغلين يجد ان جميع الانتهاكات التي حذّر منها تقع وهكذا يمكننا تفسير اللغط والتخبط في واقع يناقض الاتفاقيات والقوانين التي لا تفعل بشكل جدي رغم توفرها ، إذن نحن الان بحاجة لإعادة النظر في واقع الطفولة وخاصة الشغيلة منها وننصع لمصلحة الطفل اولا واخيرا .
لقد تجاوزت ان ادخل في اسباب الظاهرة باعتبارها غير مهمة الى تلك الدرجة التي يظنها البعض فما من شخص تخفى عليه والواقع خير مفسر لذلك لكن يجدر الإشارة إلى أن الفقر يمثل أهم الأسباب التي تدفع بالأسر إلى دفع أبنائهم الى سوق الشغل وهناك أيضا سبب يتعلق بجهل بعض الأسر في تفسيرها لبعض الأمور كالتعليم الذي تعتبره مضيعة لوقت الطفل ويجدر به ان يلتحق بسوق الشغل افضل له حسب تفسيرها .
المهم ان الاسباب كثيرة والسؤال الذي يطرح نفسه هو : من سيتكلف بعلاج هذه القضية ؟ الجواب يكمن في حديث رسولنا الكريم فلو قام كل فرد في المجتمع بدوره اتجاه الأطفال لما عانينا من هذه المشكلة فالأب مسؤول والأم كذلك والمدرسة ……..إذن الكل مسؤول والكل عليه أن يعمل من اجل الحل وإعادة الاعتبار إلى الطفولة المحرومة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *