Home»International»كيف حل الربيع؟ (تتمة)

كيف حل الربيع؟ (تتمة)

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم د. محمد بالدوان
bouddiouan76@gmail.com
يبدو أن سعي الو.م.أ لإحداث نوع من التوازن والاستقرار الدولي هو وحده الكفيل بضمان وجود مميز للإدارة الديمقراطية، إن لم أقل وحده الكفيل بإبقاء الو.م.أ. دولة عظمى في الأفق المنظور.
لا ريب في أن الأزمة المالية والأزمات السياسية والعسكرية المتتالية، ستدفع الإدارة الديمقراطية إلى التخلي عن الدعم المادي والمعنوي للأنظمة التقليدية الحليفة، حتى ولو قاد هذا المسار إلى صعود أنظمة جديدة تكن العداء لإسرائيل، لأن الأمر يتصل بالقضية الفلسطينية التي طالما كانت سببا رئيسا يستعدي العرب والمسلمين، ويستنزف الرصيد الديمقراطي للولايات المتحدة، ويشكك في جدارتها بقيادة العالم.
أمام هذه المقاربة الجديدة، سيصير من اللازم إزالة الأنظمة التي لا تحسن الضغط على إسرائيل، والتي تنتظر القرار الأمريكي أثناء الطوارئ، الشيء الذي لم يعد ممكنا أمام إدارة ديمقراطية، من أولوياتها الملحة، السعي لتثبيت موطئ قدم في عالم يكبله التحكم!
إن الإدارة الأمريكية الحالية تريد وضع شروط قيام أنظمة عربية جديدة تشاكس إسرائيل لتكسب استحقاقين كبيرين: الأول يتصل بتقوية موقعها التفاوضي عبر التحكم في أمن إسرائيل أمام اللوبي الصهيوني داخل الو.م.أ، والثاني يتعلق بمحو العار الذي ظل يلاحقها جراء انحيازها التاريخي للكيان الصهيوني، وما مجاراة الإدارة الديمقراطية الحالية لخطط إسرائيل في فلسطين، خلال هذه المرحلة، إلا تمويه للوبي الصهيوني وصده عن التشويش على تنزيل استراتيجيتها الجديدة.
ويمكن استنتاج ملامح هذه الإستراتيجية من خطاب « أوباما » يوم 2011/05/02، عقب مقتل « أسامة بلادن، حيث استهل كلمته بالإشارة إلى فشل نموذج « بلادن »، وأعقبها مباشرة إشادة بنموذج « البوعزيزي » والثورات السياسية السلمية، ملمحا لكل من يروقه نموذج « بلادن »، أو كان يراهن على توظفيه في إستراتيجية ما لقيادة العالم تحت ضغط هاجس الإرهاب، بأن ثمة إستراتيجية جديدة شرعت في أجرأتها إدارته الديمقراطية.
كان من الضروري التفصيل في إبراز المعطى الخارجي، والمناخ الدولي، المرافق لأيام الربيع الأولى، وقد أغفله الباحثون إما لكسل في التحليل، أو وفاء لقراءة جامدة للوضع الدولي، أو ربما بدافع الابتعاد عن شبهة ارتباط الربيع الديمقراطي بأيادي خارجية. لكن على من يتصدر التنوير أن يلتزم الأمانة العلمية مهما كانت الظروف، وأن يعرض الصورة كاملة، إذا ما بدت الرغبة بوضع تشخيص دقيق واستشراف مستقبل واضح المعالم في الأفقين القريب والمتوسط.
وإذا تأملت معي الصورة التي رسمْتُها عن إدارة « أوباما » تدرك أن العالم العربي-الإسلامي ليس معنيا لوحده برغبة التحرر والانعتاق، بل هي رغبة باتت تغمر فاعلين عظماء داخل النظام العالمي الجديد.
ولذلك فإن الإقرار باتجاه قوى عالمية إلى تكريس مزيد من الديمقراطية يجعل من غير المعقول التنبؤ بتلاشي الربيع. ولا ريب في أن هذا « الربيع العالمي » سيواجه عقبات ومنعطفات، لكن ليس بمقدورها إيقاف زحفه. ألم يعلق أحدهم على قمع ربيع الشعوب الأوروبية قائلا:
« دُس ما شئت من الزهور فإنك لن تستطيع أن توقف الربيع »؟ !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *