Home»International»هل نحن حقا في حاجة إلى شهادة الغرب على جرائم الصهاينة في غزة ؟

هل نحن حقا في حاجة إلى شهادة الغرب على جرائم الصهاينة في غزة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

دأب العقلاء عندما يطلب منهم التعبير عن مشاهد مأساوية مؤلمة القول : إن الألسنة عاجزة عن التعبير. وطلب يوما من أحد الشعراء أن يصف مجزرة سالت فيها الدماء وديانا فقال : وأي شعر يستطيع أن ينقل هذه المشاهد المروعة ؟ لقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية جرائم الصهاينة في حرب غزة ونقلتها إلى كل شبر في المعمور ، وعرف الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم ومعتقداتهم ما حل بالفلسطينيين من عذاب على يد اليهود الغاصبين ، وشاهد العالم أحدث وأخطر الطائرات الحربية تقصف الأحياء السكنية المدنية ، و شاهد العالم لأول مرة القنابل العنقودية وهي تنفجر وتضيء سماء غزة وكأنها ألعاب نارية كتلك التي تستعمل بمناسبة افتتاح الدورات الرياضية الدولية ،وعاين لأول مرة القنابل الفسفورية ، وشوهدت الدبابات والآليات تدك الجدران فوق رؤوس الآدميين. وشاهد العالم كله بأم عينه أجسام الصبية والشيوخ والنساء وهي ممزعة تحت ركام البنايات المتهاوية كأن بها زلازال بأعلى درجات مما يقاس على سلم ريختر. ولم تكن الحاجة ماسة إلى السيد المقرر الغربي ليقضي مدة طويلة في كتابة تقريره الذي يرفع إلى مجلس الأمن فيؤجل النظر فيه بطلب من الضحية قبل الجلاد . لقد عرف العالم الحقيقة ماثلة أمامه ولن يستطيع تقرير مهما كانت بلاغة وفصاحة صاحبه أن يمثلها كما مثلتها عدسات الكاميرات لحظة بلحظة . وكان على مجلس الأمن إذا كانت بذاكرة أعضائه ثقب أن يستعير من مختلف وسائل الإعلام العالمية أشرطة مسجلة فيجلس للتفرج عليها لينعش تلك الذاكرة التي تعاني آفة النسيان. لقد كنا ننتظر أن تتدخل قوات الأمم المتحدة وبأعداد هائلة وبأسرع وقت ممكن أو قوات الغرب الأطلسية للضرب على يد الصهاينة ضربات موجعة كما كان الشأن في مسرحية صربيا لتتعظ كل بلاد الدنيا ولا تجرؤ دولة من دول العالم أبدا على استعمال أسلحة ضد المدنيين في أي شبر من هذا العالم ، ولكن شيء من ذلك لم يحدث لأن الجناة صهاينة يحق لهم ما لا يحق لغيرهم لأنهم شعب الله المختار الذي يفعل في هذا العالم ما يريد. إن القبول بتقرير الغرب في حد ذاته جناية على غزة ، وأما رفعه إلى مجلس الأمن فاستخفاف بها ، وأما طلب تأجيل عرضه من طرف الضحية فعار وشنار.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *