Home»International»قضية غزة امتحان للأنظمة والشعوب العربية والإسلامية

قضية غزة امتحان للأنظمة والشعوب العربية والإسلامية

0
Shares
PinterestGoogle+

قال الشاعر العربي: إذا اختلطت دموع في جفون// تبين من بكى ممن تباكى.
وها هي الدموع قد اختلطت في جفون جميع العرب والمسلمين حكاما ومحكومين وتبين الباكي حقيقة من المتباكي. فلا أحد يستطيع إنكار بكاء الشعوب وهي تخرج إلى الشوارع على مدى أيام المجازر الصهيونية حتى أنها أبكت معها شعوبا غير عربية ولا إسلامية لأن المناحة كبرى وغير مسبوقة. وفي المقابل لا أحد يستطيع الجزم ببكاء الحكام بل الجميع يميل ميل الجزم إلى تباكيهم. ولقد جاء حديث القمة الطارئة كمحك للميز بين البكاء والتباكي. وسرعان ما تبينت دموع التماسيح . وبكاء الشعوب تحول في العديد بلاد العرب والمسلمين إلى مساندة مادية من خلال مبادرات شعبية عفوية تخطت قانون الإرهاب الذي سنه مجرم الحرب بوش والمتمثل فيما سمي بفكرة تجفيف منابع الإرهاب ، والذي كان الهدف من ورائه حصار المقاومة الفلسطينية تحديدا بذريعة تداعيات أحداث الحادي عشر من شتنبر وهو قانون سارعت إلى تطبيقه العديد من الأنظمة العربية والإسلامية حيث تمت الجناية على كل المشاريع الخيرية تحت طائلة هذا القانون الجائر الصادر عن مجرم حرب لم يعرف التاريخ مثله. ولقد تسبب هذا القانون في إنجاح الحصار على غزة تمهيدا لتصفية المقاومة فيها وهو ما حصل بالفعل بمساهمة عربية وإسلامية رسمية. وبعد هذه المساهمة جاء تباكي بعض الأنظمة على غزة . وجاءت المساندة الرسمية لغزة وهي مساندة الأنظمة والحكام فاضحة للتباكي ، لأن الذي يزعم أنه يبكي حقيقة من أجل غزة ، وفي وسعه أن يعلن القطيعة التامة مع إسرائيل ومن يقف معها ، ويقاطعهم اقتصاديا وسياسيا ولم يفعل فهو أقرب إلى التباكي منه إلى البكاء ، إذ لو صدق بكاؤه لصدق رد فعله على العدوان.
لقد آثر بعض المتباكين على غزة من الحكام قمة عربية اقتصادية على قمة عربية سياسية فرضتها ظروف العدوان ، وكان من المفروض أن تلغى كل اللقاءات بصفة استثنائية من أجل التعبير للعدو وللعالم بأن العرب لهم أولويات لا يمكن تجاوزها. وإن تشنج بعض الحكام بخصوص عقد قمة استثنائية استعجالية من أجل غزة ينم عن خضوعهم الكامل للقرار الأمريكي الذي يقف وقفة دعم لانهاية له مع إسرائيل. وتفضيل القمة الاقتصادية على قضية غزة قرار أمريكي يروم تقزيم القضية والتعتيم عليها واعتبارها قضية ثانوية بالنسبة للأنظمة العربية التي ما عليها إلا التسليم بهذا التخريج لمواجهة غضب الشارع العربي الشعبي والذي يعتبر الدعم الحقيقي للمقاومة الصامدة في غزة.
لقد سجل التاريخ أن بعض الأنظمة المستنزفة لخيرات الأمة بطرق سفيهة وطائشة قدم لبعض حدائق الحيوان في عواصم غربية أضعاف ما يشهره إعلامه من مساعدات لأهالي غزة المذبحين. كما سجل أن بعض أعراسهم وموائده فاقت كل ما يخطر على قلب بشر، وهم اليوم يتباكون على غزة وينفقون القليل من أجل امتصاص غضب شعوبهم الهادرة كأمواج التسونامي .
لقد تاجر بعض الحكام العرب بقضية غزة ، واسترزقوا بها من أجل تمتين علاقتهم بالكيان الصهيوني ، والكيان الأمريكي والغربي الداعم له لهذا تم تدليل إسرائيل الدلال غير المسبوق بحيث لم تصدر عن بعض الأنظمة ولو عبارة استنكار بسيطة وكل ما سمعنا المطالبة بوقف إطلاق النار فورا وهو قرار لم يستطع مجلس الأمن على قدره ومقداره أن يلزم به الدولة المدللة في هذا العالم والتي تراكمت القرارات الصادرة في حقها منذ نشوئها في سلة المهملات بمجلس أمن تتجاوزه إسرائيل وهي آخر دولة تم الاعتراف في أروقته. فإذا كان قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بالمفهوم الأمريكي والغربي وهو الإشارة أولا إلى صواريخ المقاومة لم يحظ بقبول إسرائيل فأنى لصوت الحكام العرب أن يصل إلى سمع كيان يحتقرهم وينتشي بهرولتهم وانبطاحهم ويكيلهم الركلات وهم راكعون ؟؟؟
إن الحقيقة التي كشفتها أحداث غزة هو تقاطع حلم إسحاق رابين الصهيوني الهالك مع حلم بعض الأنظمة العربية وهو شروق شمس يوم وقد ابتلع البحر قطاع غزة لتستريح إسرائيل ومن يواليها من غرب وعرب ، ويكون الاحتفال وشرب الأنخاب في منتجع شرم الشيخ أو قرب آثار مدينة البتراء أو غير ذلك من المنتجعات حيث تكشف ليفني عن ساقيها لشمس العالم العربي الذهبية وتضفي عليهما لونها الذهبي الذي يتعشقه بعض حكامنا ويسيل له لعابهم ، ولكن رياح المقاومة جرت بما لا تشتهي سفن إسرئيل وأمريكا والغرب و بعض حكام العرب، وقد سارت هذه الرياح عواصف عاتية تسوق التسونامي في طول وعرض بلاد العرب وتوشك أن تدمر أنظمة خانعة لن يجديها التباكي نفعا وقد كشفت عنها الأقنعة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. falistinia
    16/01/2009 at 23:33

    la 7awla wa la 9owata illa bilah
    allah yahlik israel inchallah

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *