Home»International»القضية الفلسطينية أكبر من أن تختزل في وقف مؤقت للاستيطان

القضية الفلسطينية أكبر من أن تختزل في وقف مؤقت للاستيطان

0
Shares
PinterestGoogle+

على غرار السياسات الأمريكية المتعاقبة تجاه القضية الفلسطينية اتسمت سياسة الرئيس أوباما بالتناقض ذلك أنه قبل انتخابه حج إلى فلسطين المحتلة ووضع على قنة رأسه القلنسوة اليهودية استرضاء لجماعات الضغط الصهيونية وقدم لهم الوعود العملية بسخاء لضمان فوزه ، ثم ما لبث أن غازل الحكومات والشعوب العربية بخطاب عبارة عن وعود سرابية ، وتظاهر بالخلاف مع حكومة العدو الصهيوني بخصوص المستوطنات ، وكأن القضية الفلسطينية قضية مستوطنات فقط ، ثم ما لبث أن ركب الدعاية الصهيونية بوقف مؤقت للاستيطان واعتبر ذلك خطوة إيجابية وحسن نية من عدو خبيث النوايا تستوجب من العرب مراجعة موقفهم منه. ولقد بدأت بالفعل عملية الهرولة المعهودة إلى مقر البيت الأبيض بمجرد تظاهر العدو بإعلان الوقف المؤقت للاستيطان ، وهو استيطان لا يعرف التوقف على أرض الواقع ، بل صارت وتيرته أكبر من ذي قبل.
إن القضية لا تعدو مجرد طبخة أمريكية تعد كسابقاتها إذ يتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي خريف هذا العام عما يسمى خطة جديدة لمسلسل سلام بلا نهاية. ولقد تم إبلاغ العدو الصهيوني بضرورة التظاهر بالإعلان عن وقف الاستيطان نظريا من أجل رفع الحرج عن الأطراف العربية المراهنة على الحوار من أجل السلام. وإن الإعلان عن الوقف النظري المؤقت للاستيطان من شأنه أن يمثل القشة التي سيتشبث بها الطرف العربي الغارق في بحور مسلسلات سلام بلا نهاية وهي بحور بلا شطآن ولا بر أمان. وسياسة التظاهر نظريا بوقف الاستيطان هي مناورة الهدف من ورائها الالتفاف حول القضية الفلسطينية التي هي قضية أرض احتلت ، وشعب قتل وشرد .

فعوض أن يتم طرح القضية في جوهرها تعمد السياسة الأمريكية إلى مجاراة العدو الصهيوني في مناوراته التي تهدف أساسا إلى ربح الوقت تحسبا لحلول ظرف مناسب من أجل طبخة تمكن من تثبيت الكيان المختلق وفرضه كواقع على الأمة العربية. لقد تعود العدو الصهيوني على رفع سقف مطالبه ، وإظهار التعنت في الاستجابة للقليل من أجل الحصول على الكثير، وألف أن يجر الولايات المتحدة إلى مسايرة أهوائه ، واتخاذها مطية للضغط على الأنظمة العربية التي تعتبر القوات الأمريكية فوق أراضيها أكبر من قواتها. لقد مرت أيام باكورة شجرة التين على حد تعبير المثل العامي المغربي بين أوباما والعرب وهي أيام لا تزيد عن الأسبوع ليقلب ظهر المجن لهم فيقول إن العدو الصهيوني قد قدم شيئا وأظهر حسن نية فماذا قدمتم ؟ وأروني حسن نواياكم إن كنتم صادقين .

المسجد الأقصى تكاد جدرانه تتهاوى من جراء الحفريات ، والعدو ينتظر الوقت المناسب لفعلته الشنيعة ، والأسر المقدسية ترحل يوميا ليحل محلها المستوطنون الصهاينة من الطراز المتطرف الحاقد ، والأشغال في المستوطنات لا تتوقف ليل نهار، ومع ذلك اعتبر أوباما أن ذلك من حسن النية الذي يستوجب التطبيع أو التضبيع مع العدو الماكر. ولقد كشف الستار عن المسرحية المحبوكة بين أوباما والعدو الصهيوني حيث أوفد الرئيس الأمريكي إلي الأراضي المحتلة من يدين سياسته تجاه العدو، وقد تزامن ذلك مع إشادته بحسن نوايا العدو ، وذلك من أجل التغرير بالطرف العربي ومحاولة إقناعه بوجود خلاف بين العدو والرئاسة الأمريكية بل وتظاهر العدو باتهام أوباما بالوقوف إلى جانب الطرف العربي.

فالمسرحية محبوكة حبكة أمريكية صهيونية من أجل الإعداد لخطة جديدة باعتبار ظروف الإعلان عنها وقديمة باعتبار المصلحة الصهيونية. الصهاينة غايتهم أن يصبحوا يوما ولا وجود لشعب اسمه الشعب الفلسطيني من أجل أن يتحقق حلمهم بكيان يهودي خالص لا تشوبه شائبة. إن السياسة الأمريكية تخطط لتحقيق الحلم الصهيوني ولكنها لا تحسب حسابا للحلم الفلسطيني المناقض للحلم الصهيوني ، وهو حلم لا يتحقق بمجاراة العدو ومن يحالفه في مسلسلات سلام مكذوب بل يتحقق بكلمة جهاد ومقاومة التي تفضي إلى موت شريف أو حياة كريمة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *