Home»Débats»المفهوم السياسي للثورة و ( ثــورات ) الربيع العربي

المفهوم السياسي للثورة و ( ثــورات ) الربيع العربي

1
Shares
PinterestGoogle+

 

المفهوم السياسي للثورة و (ثــورات ) الربيع العربي

بقصد بالثورة في الميدان السياسي تلك المرحلة التي تظهر فيها طبقة اجتماعية جديدة وتكون قادرة على تنحية طبقة اجتماعية غير قادرة على تدبير الأمور في نظام سياسي ما ، وتكون الطبقة الاجتماعية الجديدة حاملة لمشروع اقتصادي وسياسي بتجاوز ما هو كائن حتى في مجالات أخرى كالثقافة والفكر . وحين تتمكن الطبقة الاجتماعية الجديدة من السيطرة على الأوضاع السياسية حينذاك يتحقق المفهوم السياسي للثورة .

ولا يعني هذا أن المجتمع يتكون من طبقتين فقط بل هناك طبقات أخرى وشرائح اجتماعية لكن السمات البارزة هي وجود طبقتين كبيرتين تتصارعا فيما بينهما كما هو الحال الآن فيظروف الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة حيث يوجد رأي يقول بفرض المزيد من الضرائب والطبقة الوسطى ترى ضرورة مساهمة الأغنياء في حل الأزمة ومعاقبة المتسببين في إشعالها .

وتعتبر الثورة البرجوازيةفي أوروبا مابين القرنين :18 و 19 ضد الإقطاع من أكبر الثورات حيث حملت السلاح الناري الذي صنعته المعامل الصغيرة لأول مرة كما جاءت بأفكار سياسية واقتصادية وفلسفية قلبت المجتمع الأوروبي رأسا على عقب فظهر النموذج الثوري في فرنسا وتبعه النموذج الثاني في ألمانيا ( بسمارك ) . وفي سنة 1917 ستندلع الثورة الاشتراكية في روسيا .

ويلاحظ في تاريخ البشرية في فترات تاريخية معينة ظهور انتفاضاتأو تمرداتيقوم بها ضحايا الظلم وجوع الاضطرار ويكون الغرض منها حل بعض المشاكل الخبزية والشغل والسكن وهي في الأصل مطالب اجتماعية فقط لاترقى هذه الأحداث إلى مفهوم الثورة الذي أشرنا إليه في بداية هذا المقال والذي تقوده طبقة اجتماعية وتحمل مشروعا مجتمعيا ضخما كما سبق ذكره .

وحدثت في فرنسا انتفاضة قام بها عمال باريس فسيطروا على الحكم ما بين 18مارس إلى 18 ماي سنة 1871 ليتم سحقها نظرا لافتقارها لحزب سياسي يحمل مشروعا اقتصاديا وسياسيا ليقودها إلى بر الأمان .

بعد هذه التوطئة التاريخية يمكننا أن نتساءل حول شعار  » الثورة  » الذي رفعته الجماهير في تونس ومصر وليبيا كما يلي :

1 – هل فعلا ينطبق المفهوم السياسي للثورة( المذكور سابقا ) علىالأحداث في تونس ومصر وليبيا ؟؟؟

2 – هل ظهر أن طبقة اجتماعية مؤهلة سياسيا لقيادة الثورة في هذه البلدان الثلاثة ؟؟؟؟

3 -أيمكن الحديث عن صراع طبقي ؟؟ أم صراع عشائري ؟؟؟ أو هما معا ؟؟

4 -ألا يمكن اعتبار هذه الأحداث انتفاضة ضد الظلم وجوع الاضطرار فقط؟؟

5 -لماذا سقطت هذه الأنظمة بكيفية سريعة رغم اعتمادها على القوة ؟؟

حينما نعود إلى تاريخ كيفية بناء الجمهوريات العربية نصطدم بأزمة الشرعية التي عانت منها هذه ( الجمهوريات ) حيث استولى عليها عسكريون بحكم الانتماءالعشائري او العائلي أو انتخابات مطبوخة ولعبت دورا سلبيا في المنطقة العربية بإذكاءحروب ونزاعات جهوية ، ورغم الموارد المالية الضخمة بفعل البترول فإنها لم تحقق تنمية اجتماعية واقتصادية لصالح المواطنين فازداد الفقر بشكل مهول وقد انفضح أمر المدن الليبية مثلا : ظهر أغلبها في التلفزيون وهي على شكل قرى تفتقر إلى الشروط لأساسية للمدينة . فتعرت هده الأنظمة وبانت كجمهوريات ورقية .

ومن جهة أخرىلا يبدو في الأفق وجود طبقة متوسطة مؤهلة لتقود التغيير ، ففي هذا الحراك العربي لعبت ظروف الازمة العالمية وانعكاسها على المنطقة العربية دورا في تحريك الجماهير بتونس وانتقالها إلى دولتين مجاورتين لم تكن بهما طبقة سياسية تحمل مشاريع مجتمعية جديدة وما حدث هو أن موالين للنظام انظموا للمنتفضين في الشارع وتحولوا يخفة إلى جانب المعارضة فأصبحوا من زعمائها وهو ما يبرهن على غياب الطبقة الاجتماعية الجديدة الثورية.

انتفض السكان فانهارت الجمهوريات الثلاثةفي رمشة عين مما يبرهن على أنها لا تمثل طبقة اجتماعية لها صرحها السياسي والاقتصادي قد يوفر لها صمام الأمان … فالانتقادات في البلدان الثلاثة وجهت بالأساس إلى عائلة بن علي وليلى الطرابلسي بتونس ،وفي مصر لعائلة الرئيس مبارك الذي مازال يمسرح الأحداث بسريره المتحرك وشهود إثبات التهم تحولوا إلى شاهد ماشفشي حاجة وفي تونس حالة من عدم الاطمئنان ،وفي ليبيا تحركات سرية من أجل خروج القدافي بجلده سالما والعراق لازال يبحث عن مخرج لحل الخلافات العشائرية والدينية .فهل تحققت الثورة بمفهومها السياسي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟…..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *