Home»Débats»الثورة : تعويذة سحرية لتحقيق الديمقراطية والكرامة ؟

الثورة : تعويذة سحرية لتحقيق الديمقراطية والكرامة ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

 » بعض الشعوب صدقت أن الثورة هي « التعويذة السحرية » الوحيدة الناجحة لتحقيق الديمقراطية والكرامة، في حين أنها نسيت أنه كي تتلفظ بالتعويذة السحرية، يجب أن تكون ساحراً من الطراز الذي لا ينقلب عليه سحره . « 

بهذه القولة الجامعة أستهِل حديثي هذا عن الثورة، كتعويذة سحرية، أصبحت الشعوب تتهافت على التلفظ بها، كما في أفلام الخيال والخرافات، وأيضا أفلام الكرتون، حين يرغب ساحرطيب مثلا، في تحقيق أمنيته ، فيصرخ قائلاً :  » أبراكا دابرا.. تحولي أيتها الأرض الخلاء إلى جنة وحققي للطيبين أمنياتهم وازرعي في كل مكان ورود المحبة والسلام ..  »
كي تتضح الأمور، فإن كلمة « أبراكادابرا » معناها  » سأنفذ كذا وأنا أقول / أتلفظ بتعويذة « ، والغريب في الأمر أني أجد شبهاً كبيراً بين هذه الكلمة وبين  » الشعب يريد إسقاط النظام  » …؟ .. سأسقط النظام وأنا أرددها، ألا يبدو هذا نفس الشيء ؟؟

 

إذا ما حاولت الخروج عن إطار « ذات النص »، فسيبدو لي أنه موجه خصيصاً لهدف الطعن في الثورات، أو سأبالغ لأصفه بالنص  » المُمَخزنِ  » ..
أجل، هذه الكلمة  » ممخزن  » التي لا أدري لماذا تنتابني نوبات هستيرية من الضحك حين أتلقاها أو أقرأها في تعليق لأحد  » المواطنين ذوي الفكر اللامُمخزن  » على مقالات محددة في جرائد إلكترونية، هذا الوصف الذي أصبح ينعت به كل من يملك فكراً  يخالف الفكر الثوري الرهيب .. فأصبحت هناك قولة تلخص في :  » المواطنون ينقسمون إلى قسمين : ذوو فكر ثوري،  ومخزنيون. فإما أن تكون ذا فكر ثوري أو لا تكون ..  » .. ؟
بل في بعض الأحيان يتجاوز الأمر حدود اللباقة في وصف كتاب المقالات، أصحاب الآراء  » المخزنية  » فيتم نعتهم بــ  » أحفاد النظام  » .. ( على الأقل حفيد النظام خير من حفيد الفوضى .. )  . .

 »

المسألة وما فيها، أن هؤلاء يواجهون  الديكتاتورية  بالديكتاتورية نفسها ..
فهل يتصور أحدهم بعد ذلك أن أثق به، وأثق بمطالبهم التي يرفعها في شعار عالياً، ويدعي أنه يريد أن يحقق للشعب الديمقراطية، وهو نفسه لم يكلف عناء سؤالي عن رأيي في الشعار المرفوع باسمي ؟ .. أما إذا كانوا يرون أننا لسنا من الشعب، فهذا كلام آخر

 

أبراكادابرا .. » أو  » الشعب يريد إسقاط النظام ..  » .. لا فرق ؟
حين نتحدث بلسان الشعب يجب أن نكون في مستوى ذلك الحديث .. بل يجب أن نكون أكثر ديمقراطية من الديمقراطية نفسها .. فليس من السهل أن تتحدث باسم شعب يتكون من ملايين الأفراد، وأنت لا تعرف نصف الشعب ما هو رأيه ؟ .. المسألة وما فيها، أن هؤلاء يواجهون  الديكتاتورية  بالديكتاتورية نفسها ..
فهل يتصور أحدهم بعد ذلك أن أثق به، وأثق بمطالبهم التي يرفعها في شعار عالياً، ويدعي أنه يريد أن يحقق للشعب الديمقراطية، وهو نفسه لم يكلف عناء سؤالي عن رأيي في الشعار المرفوع باسمي ؟ .. أما إذا كانوا يرون أننا لسنا من الشعب، فهذا كلام آخر ..

هذه كانت المسألة الأولى، حيث أردت أن أوضح أن الساحر الذي يقول  » آبراكادابرا » يتحمل مسؤولية رغبته بصفته يتحدث عن نفسه، عن رغبته هو لا عن رغبة العالم، أما الذي يقول  » الشعب يريد .. » فهو يتحدث عن شعب لم يتحدث ..
لذا، لدينا ألسنتنا، ومن ليس لديه لسان لا أعتقد أنه سينضم لفريق  » السحرة  » بحكم أنه غير قادر على أن يريد  » علناً وجهراً  » ..
لنأخذ مثلاً قصة الثورة المصرية – مع أن البعض لا زال يصر على نعتها بالإنتفا ضة – فهل أسقطت كل معالم النظام ؟ .. يبدو ذلك فعلا، حيث أن مبارك وجماعته المحيطة به تمت محاكمتهم وما إلى ذلك .. لكن  ماذا عن الجيش ؟

قبل أربعة أيام صُدمت وأنا أقرأ على شريط قناة إخبارية ما مفاده أن الجيش يعتقل كاتبا أو مدوناً بسبب انتقاده للجيش .. ؟؟
لقد سقط فعلاً  » نظام  » ممثل في مبارك، ولكن لم يسقط  » النظام  » .. هذا أول فشل يحسب على التعويذة السحرية ..

 

قبل أربعة أيام صُدمت وأنا أقرأ على شريط قناة إخبارية ما مفاده أن الجيش يعتقل كاتبا أو مدوناً بسبب انتقاده للجيش .. ؟؟
لقد سقط فعلاً  » نظام  » ممثل في مبارك، ولكن لم يسقط  » النظام  » .. هذا أول فشل يحسب على التعويذة السحرية ..
أن يسقط نظام / صنم ويحل محله نظام / صنم  آخر .. مشكلة بحاجة لثورة ؟
يستحيل أن يطالب أحد هناك بإسقاط الجيش، فعلى ما يبدو أن الشعب نقل ولاءه من مبارك للجيش .. وأصبحت حرية التعبير لا تعني  » حرية التعبير عن الرأي في كل شيء  » ولكن تم استثناء  » النظام العسكري  » ممثلا بالجيش .. فلا بأس أن تقول ما تريد، لكن احذر من انتقاد الجيش ..

 

حين تعاقبك جهة على انتقادك لها، ألا يعني هذا نقطة ضعف في هذه الجهة ؟ .. لأني أرى أن من هو واثق مما يفعله لا يهتم بمن يطعن في مصداقيته وينتقده، لأنه مؤمن بأن ما يفعله هو الحق الذي يرضى عنه الشعب كله، وبالتالي لن تؤثر انتقاداته في هذه الجهة،  أليس كذلك ؟

 

بهذا الخصوص لدي سؤال يشوش تفكيري منذ زمن، وهو سؤال بريء لا أرغب خلال طرحه بشيء أكثر من مجرد المعرفة : حين تعاقبك جهة على انتقادك لها، ألا يعني هذا نقطة ضعف في هذه الجهة ؟ .. لأني أرى أن من هو واثق مما يفعله لا يهتم بمن يطعن في مصداقيته وينتقده، لأنه مؤمن بأن ما يفعله هو الحق الذي يرضى عنه الشعب كله، وبالتالي لن تؤثر انتقاداته في هذه الجهة،  أليس كذلك ؟
أم أن الأمر كله لا يتجاوز عبارات  من قبيل :  » من يخالفني يجب أن يختفي من الوجود  » .. ؟؟

كنت أتساءل قبل نجاح الثورة المصرية عما إذا كان أحد سيستعمل الثورة لصالحه في بلد آخر، مغطياً مطالبه برداء شعبي بريء .. والآن تأكدت أن هذا ما يحصل فعلاً، في أماكن بعينها، لأني لا أريد السقوط في فخ التعميم ..

لنأخذ الآن مثال سوريا، دولة تحظى بموقع جغرافي مهم، نظامها معروف بعدم خضوعه للكيان الصهيوني، ومعروف أيضا بدعمه لحزب الله ولمشروع إيران النووي ونظامها ..
هذا الحلف من العيار الثقيل الذي شارك في انتصار المقاومة في حرب تموز في لبنان، قادر على فعل أشياء أخرى، خصوصا إلى جانب مشروع إيران النووي التي ترهب العالم الرافض لها .. بعد هذا ألن تكون مسألة دعم إسقاط نظامها انتصارا لأمريكا ؟
أنا هنا لا أتحدث من فراغ، بل هذه نتيجة مقارنة قمت بها فيما يخص ثورة مصر  و ثورة سوريا الآن .. تأملوا معي المشهد :

خلال ثورة مصر الشعبية في أيامها الأولى،  لم نلحظ موقفاً جريئاً للخارجية الأمريكية يدعم مشروع إسقاط النظام، ولكن في حالة سوريا، خرجت أمريكا من وكرها في اليوم الأول أوالثاني كأقصى تقدير، تهتف بدعمها للشعب السوري ( سطر أحمر على الشعب ) ورغبتها في إسقاط النظام ..
بعد أن تأملتم المشهد، أغلبكم سيفهم المكيدة ولا داعي للشرح أكثر ..

عدم وجود نظام كامل يرضي الجميع، والطمع في إيجاد نظام يرضي الجميع هو من المستحيلات الأربعة .. دائما سيكون هناك من لا يرغب بالحاكم الجديد، وبالتالي هل سنقضي ما تبقى من تاريخنا في الثورات ؟

 

سأخرج عن إطار « ذات النص » للمرة الآخيرة، وأتساءل : هل النص الذي قدمته كان يدعم الأنظمة الدكتاتورية ؟
جواب صريح : لا يدعمها، بل يؤكد على عدم وجود نظام كامل يرضي الجميع، والطمع في إيجاد نظام يرضي الجميع هو من المستحيلات الأربعة .. دائما سيكون هناك من لا يرغب بالحاكم الجديد، وبالتالي هل سنقضي ما تبقى من تاريخنا في الثورات ؟
أعتقد أننا إن رغبنا بذلك وجب علينا دعوة كائنات فضائية لتساعدنا في الثورة، فعدد الآدميين لن يكفي ..

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Ali
    18/04/2011 at 11:51

    Salam 3alaykom,

    il faut plutôt étudier les démarches mises en oeuvre de DAJJAL MASSIH pour comprendre ce qui se passe vraiment dans le monde entier et spécialement dans les pays arabe ( Thawra !!!). il suffit juste de réfléchire un tout petit peu pour voir la réalité. et lah yasstarna man fitnati dajjal massih. ( il faut aprendre les 10 premiere ayate de sourate el Kahf).

    (je n’ai pas de clavier arabe)

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *