Home»Débats»لا ندري أأريد بإصلاح مدونة الأسرة عندنا صيانة لها أم تشتيت شملها ؟؟؟

لا ندري أأريد بإصلاح مدونة الأسرة عندنا صيانة لها أم تشتيت شملها ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لا ندري أأريد بإصلاح مدونة الأسرة عندنا صيانة لها أم تشتيت شملها ؟؟؟

محمد شركي

أحالني الأخ الفاضل الأستاذ الحسن جرودي على فيديو تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ، وقد تضمن  محاورة أحدهم أحد العدول المشتغلين بتوثيق ما يتعلق بالأحوال الشخصية ، ومدار هذا الحوار هو فقدان الأزواج رجولتهم  أمام زيجاتهم بسبب ما في مدونة الأسرة الحالية من تخبيب لهن عليهم ، وهي التي ربما  يراد من وراء ما يسمى إصلاحها مزيدا من هذا التخبيب، الذي تبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيه من إفساد للأسر بقوله :  » ليس منا من خبّب امرأة على زوجها أو عبدا على سيده «  ، وبناء على هذا ، فكل مدونة أسرة تتضمن أي نوع من التخبيب للزيجات على الأزواج تصريحا أو تلميحا، أو سوء تطبيق ، فالإسلام منها براء . ولقد عدد العدل الموثق المعني في هذا الفيديو  حالات مرت به، وعاينها  ، وكلها تصب في أنواع من  تخبيب مدونة الأسرة الحالية للنساء على أزواجهم ، الشيء الذي أفقد هؤلاء سلطة الزوجية  التي فقدت معها رجولتهم أو صودرت منهم ،وهي مما وهبهم الله تعالى في محكم التنزيل. ومعلوم أن سبب مصادرتها  منهم هو القيود المادية تحديدا،  والضغوط المعنوية الممارسة عليهم، والتي يهددون بها عند وقوع آفة الطلاق ، ويكون مصيرهم إما الرضوخ لها وهي مذلة لهم  أويكون مصيرهم السجن والأقامة بها  ، والتردد عليه باستمرار ما لم يقبلوا الإذلال ، والتخلي عن رجولتهم ، وعن كرامتهم .

ومعلوم أن تخبيب الزيجات على الأزواج، إنما تسرب إلى مجتمعنا المسلم  وإلى باقي المجتمعات المسلمة من تقليدنا  الأعمى للحضارة الغربية ذات المرجعية العلمانية المقصية لتعاليم الدين عموما ، ولتعاليم دين الإسلام خصوصا ، وذلك في غياب الالتزام الصحيح بالمرجعية الإسلامية ، وإعراضنا عنها ، فضلا عن طغيان العادات البالية  التي لا صلة لها بها ، والتي سببها شيوع الجهل  في سوادنا الأعظم  .

 ومع تراجع الجهل والأمية بشكل ملحوظ ،  وبسبب انتشار التعليم ، والتأثير بالثقافة الغربية فينا ، حل محل تلك العادات البالية التي  يعارضها ديننا  ، ويتبرأ منها عادات علمانية كبديل لها ، ويحمّل  بذلك شرع الله عز وجل ظلما وعدوانا مسؤولية   وتبعات هو براء منها  ، ويعامل معاملة العادات البالية ، لأن بعض الأزواج  الجهلة  يتعاملون مع زوجاتهم بكل قسوة وشدة واحتقار ،  وخارج إطار شرعنا ،وهم يخلطون بين العادة والعبادة  كما يقال ،ويظنون أنهم محقون في تصرفاتهم الجائرة والطائشة  ، و يدّعون جهلا بالدين بأنها مما شرع الله لهم وافتراء عليه ، وخير مثال على ذلك  سوء فهمهم ، وتطبيق لما شرع الله تعالى من أجل علاج نشوز الزيجات على أزواجهن. وهذا ما فتح للعلمانية الغربية  الباب واسعا  على مصراعيه للطعن  في شرع الله تعالى جهلا به ، وكراهية فيه وحقدا عليه ، فتعمدت إلصاق تهمة ظلمه للمرأة المسلمة ، وقد سُوّي بالعادات البالية التي جاء الإسلام لمحاربتها، وبدأت النساء المتعلمات عندنا ، والمفتونات بالمرجعية العلمانية ،ينشزن على أزواجهن تماما كما تفعل مثيلاتهن العلمانيات على أساس أن ذلك النشوز هو انتصاف من مظلمة نسائية  ، واسترداد لحقوقهن الضائعة أو المضيّعة . وهكذا نشأ ما يسمى مظلمة  نسائية عندنا  أيضا ، وهي مظلمة انبرى لتسويقها  ما يسمى بالتيار النَسَوي المتطرف ، وهو الذي يدعو إلى  ما يعتبر إصلاح مدونة الأسرة عندنا  لكنه إصلاح تنزع نحو التطرف على حساب شرعنا، ومرجعيتنا الإسلامية.

وليست النساء المتعلمات وحدهن من تزعمن إذلال أزواجهن ، بل غزتنا أيضا  ظاهرة النشوز الوافدة مع نسائنا المهاجرات إلى البلاد العلمانية ، والمتأثرات تأثيرا كبيرا بأجواء الحياة الزوجية هناك . ومع عودة تلك المهاجرات إلى أرض الوطن ، انتقل معهن إلى مجتمعنا سلوكهن المتمثل في إهانة الأزواج ، وهي إهانة فرضتها عليهم القوانين العلمانية تحت طائلة التهديد بطردهم من بيوت الزوجية ، وحرمانهم من أبنائهم ،  وتحميلهم من التكاليف والتعويضات التي تدفع للزيجات في حالات الطلاق  ما هو فوق ما طاقتهم  ، ولا يجدون حينئذ من حل سوى الإذعان للهوان ، والتخلي عن رجولتهم أو مواجهة ما لا تحمد عقباه ،مع مواجهة حياة تشرد وضياع . وبسبب إعجاب نسائنا المقيمات في أرض الوطن  وانبهارهن بسلوك المهاجرات العائدات من الديار العلمانية مع أزواجهن ، أنتقلت إليهن هذه العدوى التي سببها التخبيب الذي يزين لهن النشوز من خلال سلوكات ، وتصرفات مدمرة للحياة الزوجية  التي  ينص عليه شرعنا الإسلامي . ومع مرور الزمن صار نشوز الزيجات على الأزواج عندنا مزمنا ، وتبلّد  معه إحساس الرجولة عند الأزواج ، وطبّعوا معه تطبيعا ، وصار من يثور منهم  عليه، يعتبر مخالفا للجو العام السائد  في المجتمع ،كما يعتبر متخلفا  عن الركب الحضاري العلماني ، وظلاميا ، وقروسطيا … إلى غير ذلك من عبارات القدح .

والمؤسف جدا أن وباء النشوز قد طال حتى الزيجات المحسوبات على التدين ـ يا حسرتاه ـ ، وصرن ناشزات نشوز العلمانيات ، وهن يتلون كتاب الله عز وجل ، ويظهرن الحرص على أداء نوافل الصلاة والصيام ، والاعتمار ، والمشاركة في الأعمال الخيرية … وهن بذلك يعانين من انفصام حيث تتوزعهن مرجعية إسلامية يلتزمن بها شكليا أو نظريا ، ومرجعية علمانية غربية يقلدن فيها العلمانيات تقليدا أعمى  في نشوزهن على أزواجهن ، وإهانتهم ، وإذلالهم بوضع الأحلاس على ظهورهم كما تحلس الدواب وركوبهم بصفاقة وجوه ، وسوء تربية ، بعيدا عن أدنى التزام بروح شريعتنا، بله تشربها كما تدعين ، وواقع الحال يكذبهن .

وبسبب التطبيع مع النشوز النًسَوي المستفحل والمزمن عندنا ، صار معظم الرجال يظهرون الخضوع لإهانة الزيجات لهم حتى في الأسواق، وفي الأماكن العمومية ، وهن يقدنهم قود الدواب، أما ما يحدث في بيوت الزوجية ، فحدث ولا حرج . ولقد صار هذا الخضوع موضوع سخرية ، وتندر عند الذكور حين يختلون إلى بعضهم البعض ، ويقابله عند الإناث  أحاديث المفاخرة ،الانتشاء به .

وفي  مثل هذه الأجواء الموبوءة ، تنشط الجمعيات النسوية التخريبية ، وجمعيات المفسدين المخببين للنساء على أزواجهم من الذكور ، وهم في حقيقة أمرهم ممن يتربصون بهن من أجل استباحة أعراضهن عن طريق تزين الفواحش لهن من خلال تسويق مصطلحات تحاول التمويه على شناعتها من قبيل ما يسمونه رضائية ، ومثلية . ومن أجل توفير الإقبال على الرضائية والمثلية ، يزداد مؤشر الطلاق عندنا  صعودا إلى درجة تنذر بالويل والثبور، وعواقب الأمور، وعلى رأس  هذا الطلاق ما يسمى  طلاق الشقاق الذي يعتبر في حد ذاته نوعا خطيرا من تخبيب الزيجات على الأزواج ،وذلك  من خلال إطماعهن في المداخيل والمكتسبات والتعويضات المادية الناتجة عنه ، مقابل تفكيك الأسرة النواة الصلبة التي تصون المجتمع من التفكك والانهيار ، وتجعله عرضة للفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وعرضة للفوضى العارمة .

وما لم ينصت المجتمع نساؤه ورجاله  إلى تحذيرات المصلحين والمصلحات من أهل العلم ، والدعاة ، والداعيات ،  والمشتغلين بالأحوال الشخصية من عدول وقضاة  مما يهدد استقرار الأسر ومن ثم استقرار المجتمع ، فإننا  لا محالة مقبلون ـ لا قدر الله  ـ على فساد كبير ومدمر، وهو الحالقة  ، وعلى مصير أشبه بمصير المجتمعات العلمانية التي أفلست قيميا وأخلاقيا إلى درجة انحط معها الذكور والإناث إلى درك البهيمية ، وعاد بالبشرية إلى عصور مظلمة غابرة ، في زمن التطور العلمي ـ ياحسرتاه ـ ، وهو تطور يصاحبه تخلف أخلاقي فظيع . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *