Home»Débats»مواطنون ضعفاء يلتجؤون إلى نصائح العشابين من المشعوذين واقتناء أعشاب ومواد خطيرة مجهولة الأصل

مواطنون ضعفاء يلتجؤون إلى نصائح العشابين من المشعوذين واقتناء أعشاب ومواد خطيرة مجهولة الأصل

0
Shares
PinterestGoogle+

عبدالقادر كتـــرة

يقصد العديد من المواطنين من مختلف الأعمار والجنسين الضعفاء محلات العشابين أو العطارين والمشعودين العارضين لمجموعة من الأعشاب والنباتات والمواد بالساحات والأسواق بمدينة وجدة وبمختلف مناطق الجهة الشرقية، منها الخام ومنها المُصَنَّعة محليّا، الموجهة لعلاج العديد من الأمراض بدل الأدوية المشتعلة أسعارها بعيدة المنال عليهم… يستفيد هؤلاء المواطنون المغلوبون على أمرهم من فحص بالمجان ونصائح عامة للعموم حول علاج بعض الأمراض المعروفة وغير المعروفة، وبعض الطرق التي على المريض أن يسلكها لاسترداد عافيته وصحته دون أن يكلفه ذلك الكثير… ومن « فقهاء الأدوية والعلاج » من يجمع حوله حلقة من الناس ويشرح لهم جميع الأمراض المستعصية على الطب الحديث قبل أن يعرض عليهم أدوية غير موجودة في أي صيدلية ولا معروفة عند أي عشاب متمكن ومرخص له، حيث قام هو بصنعها في مختبره الخاص بمواد جلبها من أقصى البقاع وحوَّلها إلى بلسم شاف لكل الأدواء…

تعرض أنواع « الأعشاب » والمواد التي لها علاقة بالتداوي بالأعشاب أو لأغراض أخرى يعرف تركيبتها ومقاصدها مُقتنوها. وتشبه « المعشبة » حديقة من الأزهار والنباتات اليابسة تقدم جميع الأعشاب الخاصة بمعالجة أنواع أمراض أجهزة الإنسان بدءا بالجهاز التنفسي مرورا بالجهاز الهضمي وانتهاء بالجهاز التناسلي والعجز الجنسي دون الحديث عن الأمراض الخاصة بالرضع والأطفال الرافضين للرضاعة والأكل أو الذين هجرهم النوم أو كثيري الصراخ…فتجد من الأعشاب المعروفة وغير المعروفة من « الزعتر » و »فلييو » و »لخزامة » و »لويزة » و »أزير » و »النافع » و »الحلبة » و »النونخة » و »الشيح » و »الفيجل »وقشور الرمان وقشور البرتقال… وأخرى خطيرة »الخرخاشة » لنوم الأطفال و »تاكاوت » لتقوية الشعر و »بَرَّزتم » لعلاج السرطان و »الورد » ضد الإمساك وانقباض البطن…إلى جانب أنواع « اللوبان » بعيدا عن رفوف المواد السائلة، كما تجد أنواع الجلود الحيوانية المتوحشة…

تناسلت هنا وهناك « مختبرات » سرية وراجت منتوجاتها، في ظل ارتفاع أسعار الأدوية وانعدام التغطية الصحية لأغلب المواطنين وفقرهم وعوزهم، تصنع أدوية وتضعها في علب خاصة طبعت أغلفتها بالمطابع زاهية الألوان عليها أسماء جذابة وشرقية وبلدان الشرق الوسط أو الأماكن المقدسة تُحيل على الحرمين أو على مكة أو المدينة.

توجد بعض هذه المختبرات ببعض الأحياء بمدينة وجدة وهي عبارة عن منازل تنتج « الأدوية من الأعشاب » في غياب مراقبة صحية أو قانونية لا يمكن إلا تصنيف عملياتها في خانة النصب والاحتيال والتزوير وبيع مواد سامة تشكل خطرا على الصحة.

تم إحصاء بالمغرب 750 من الأعشاب السامة يتداول العديد منها وسط المشعوذين والمشعوذات و »الفقها » و »الطُّلبا » ممن يبيعون الوهم للناس سواء داخل « عياداتهم » الخاصة أو داخل حلقات بالأسواق والساحات، هؤلاء يتوفرون على مستحضرات مختلفة ومتنوعة مجهولة من طرف المشاهد الزبون المفترض والمريض بحكم الواقع واليائس بقوة الفقر ، مستحضرات يعرضونها على زربية تحت شماسة على جانب سيارة تعطي أكثر « معرفة » للمشعوذ وأكثر « مصداقية » لحديثه.

وسجل بأحد الأسواق خدعة مشعوذ يبيع أقراصا ضد ديدان الأمعاء (السينتة) ولا تعدو أن تكون تلك الأقراص سوى حبات من الحلوى تشبه حبات الدواء حيث غلف المشعوذ عشرة منها بورق شفاف ووزعها بخمسة دارهم في الوقت الذي تباع ب 10 سنتيمات للحبة الواحدة. هذه حلوى لا خطر فيها ولكن كيف صُنعت المُضغات والسوائل والمساحيق و…؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *