الوضعية الكارثية  للحجاج المغاربة بالديار المقدسة قد تعصف بعدة رؤوس وزارية

على اثر طوفان الفيديوهات التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي والمتعلقة بمعاناة الحجاج المغاربة بكل من منى وعرفات خلال موسم الحج الحالي  بالخصوص رغم ان هذه المعاناة تقع كل موسم حج  بنسب متفاوتة  ، غير ان فضيحة هذه السنة كانت من الخطورة بمكان ، وهي فضيحة نقلت   بالصوت والصورة  عبر العديد من شبكات التواصل الاجتماعي ، نقلت بشكل جلي  لا لبس ولا غموض فيه كيف شوهت وزارة الأوقاف صورة المغرب بالديار المقدسة ، ليس خلال هذه السنة  وانما خلال السنوات المنصرمة ايضا ، غير ان الفايسبوك عمل هذه السنة على فضح الاستهتار الذي وصلت اليه بعثة الحج التابعة لوزارة الأوقاف ، والتي يعجز اللسان عن وصفها ، حيث ترك آلاف الحجاج يصارعون  مصيرا مجهولا ، تائهين ، غارقين في مختلف المشكال والصعوبات والأمراض لوحدهم ، في الوقت الذي اختفى فيك كل المرشدين عن الأنظار وكأن التعليمات التي اعطيت لهم تتمثل بالفعل في الاختفاء بسرعة كلما حدث اي مشكل للحجاج …
والأدهى وألأمر من كل هذا ، ان وزير السياحة ساجد ، رئيس البعثة  عبر لوسائل الاعلام ا  » ن الحجاج المغاربة يؤدون مناسكهم في ظروف جيدة ، وان البعثات المرافقة لهم تقوم بواجبها احسن قيام ، وانه لم يسجل اي مشكل ….  » مما يعني ان السيد الوزير رئيس بعثة الحجاج  لا علم له اطلاقا بالكارثة التي حصلت بصعيد عرفة وبمخيمات منى ،   غير ان عشرات الفيديوهات كذبت  معالي الوزير ، الذي يعتبر بتصريحه ذاك لا يكذب على المغاربة فحسب وانما يكذب على الملك …
كما ان وزارة التوفيق هي الأخرى خرجت ببلاغ تكذب فيه هذه الفيديوهات ، وكأنها سجلت في القمر وليس بصعيد عرفة ، وبمخيم منى ، بالصوت والصورة …مما يعني ان وزارة الأوقاف  بالاضافة الى الفضيحة التي ارتكبتها بالديار المقدسة في حق الحجاج المغاربة  اتبعت ذلك بفضيحة اخطر منها عندما كذبت هذه الفيديوهات التي تعتبر  ادانة صريحة مادية لا لبس ولا غموض فيها لوزارة التوفيق …
وأخطر من كل هذا يعتبر بعض الحجاج ان  » الجريمة  »  التي ارتكبتها وزارة الأوقاف في حق الحجاج المغاربة هي عن سبق اصرار وترصد : اذ كيف نفسر الزام وزارة الأوقاف الحجاج المغاربة بتوقيع التزام بعدم الاحتجاج ؟ مما يعني ان الوزارة كانت على علم انها سوف لن تكون خدماتها في المستوى المطلوب واستباقا لأي احتجاج الزمت الحجاج ان يوقعوا التزاما بعدم الاحتجاج  ــ وهو التزام فيه نظر من الناحية الدستورية ـــ رغم  ان ذلك الالتزام ــ خطة وزارة الأوقاف ــ  لم يصمد امام الكارثة التي تعرض لها الحجاج المغاربة دون سواهم من حجاج العالم  …
مما يعني ان الأمر يتطلب فتح تحقيق جدي في هذه الفضيحة التي تتكرر كل سنة ، ومجاسبة الوزراء المسؤولين عليها …
لو كان عندنا برلمانا  مسؤولا لعقد جلسة طارئة ومستعجلة لمناقشة الوضع الكارثي لآلاف المواطنين المغاربة ـ الحجاج ـ ولكون لجنة تقصي نزيهة لتحديد المسؤوليات …
كما اننا  لو كنا في بلد ديموقراطي ، لقدم رئيس الحكومة استقالته ـ لأراح واستراح ــ بل على الأقل ينبغي اقالة وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية ، ووزير السياحة