Home»Débats»وجدة، و مرحاض من لم يجد مرحاضا !

وجدة، و مرحاض من لم يجد مرحاضا !

1
Shares
PinterestGoogle+

و المناسبة اليوم هي عيد العرش المجيد، أخذتني رغبة في التجول بشارع محمد الخامس انطلاقا من ساحة 9 يوليوز مرورا بساحة 16 غشت، وصولا إلى ساحة جدّة الشهيرة و التي – و دون الخوض في التفاصيل- أصبحت في وضعية مزرية، بعد أن صرفت عليها جيوب المواطنين مبالغ خيالية. الجو جميل و الحركة قليلة، لأن يوم الإثنين هذا عطلة، و قد تمكن جل الموظفين من تمديد نهاية الأسبوع و الذهاب نحو الشواطئ من أجل الاستجمام و التخفيف من آثار حرارة الصيف المفرطة. كنت سعيدا جدا بنزهتي الصباحية، إلى أن وصلت إلى محيط البلدية، ثم البريد المركزي. هناك بدأت تصل إلى مناخيري روائح كريهة، مقرفة، و جد مقززة، إستمرّ مفعولها المُؤْذي لمسافة طويلة. دفعني فضولي إلى البحث عن مصدر تلك الريح النتنة الموبوءة. كم كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت بأم عيني علامات – متراكمة و منذ زمن بعيد حتما – لسيول جارفة من بَوْلٍ، و ما رافقه في بعض الأحيان من غليظ الأوساخ، على جدران و عند كل زوايا البريد المركزي المطلة مباشرة على شارع محمد الخامس، الذي يعتبر- يا حسرتاه!- واجهة عاصمة الشرق، (عاصمة الثقافة العربية لسنة كاملة!) و الذي تحج إليه كل مساء أفواج من الوجديين و ضيوفهم من المغاربة و الأجانب!! ها هو قد تحول إلى مرحاض عمومي في الهواء الطلق المتعفن! فهل يعقل أن نرى هذا في مغرب الجهوية المتقدمة، و زمام المبادرة موكول بيد المسؤولين و المنتخبين المحليين، خاصة و أن البلد يطمح إلى تطوير السياحة الداخلية و جلب مزيد من الزوار الأجانب و حتى تنظيم تظاهرة بحجم كأس العالم لكرة القدم؟! من يتحمل مسؤولية هذا المنظر اللاحضاري، الفاسد الوخيم، المخل بالآداب و الأخلاق و بحسن الضيافة و الإستقبال، و المهدد بالتأكيد لصحة و سلامة المواطنين؟ هل سنرى مسؤولا -أو مسؤولين- في الأيام المقبلة يعترف بالتقصير و الإخلال بواجبه في خدمة المواطن و حمايته و توفير سبل الراحة له و العيش الكريم؟ أم سنسمع نفس اللحن الأبدي المشروخ، الذي يتحمل فيه المواطن، و بدون منازع، مسؤولية كل شيئ، و يبقى فيه « المسؤولون » عن أوضاعه المؤسفة بمنأى عن المتابعة، لا يُسائلون و لا يتحملون تبعات إهمالهم و الإستهتار في آداء واجبهم؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. المكي قاسمي
    31/07/2018 at 03:01

    منذ حوالي أسبوع وبينما كنت وبعض الأصدقاء نتجول بشارع محمد 5حوالي الساعة العاشرة ليلا، وقعت أعيننا على ثلاثة أحصنة متوقفة في ساحة المقر السابق لمحكمة الاستئناف ، بينما أحد هذه الأحصنة يتبول بكل أريحية وصاحبه يتأمل المشهد. نظرنا لبعض لحظة دون أن نجد الكلمات للتعبير غن صدمتنا. بعدها نطق أحدنا بالفرنسية علها تسعفه في التنفيس عن غيضه « Quel civisme »!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *