Home»Débats»هذا ما قاله حراك جرادة : مطالب ضمنية وصريحة .

هذا ما قاله حراك جرادة : مطالب ضمنية وصريحة .

2
Shares
PinterestGoogle+

هل كان الحراك ملزما بتقديم ملف مطلبي كما لو انه اطارا سياسيا واجتماعيا …

الحراك كان اكثر من ذلك لأنه كان محاكمة شعبية للعملية السياسية وكل ما يتفاعل معها من اقتصادي واجتماعي وثقافي لكل الأطرا ف داخل العملية السياسية بدءا من الدولة ومؤسساتها الى الجهات المنتخبة والاحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني … فالشعارات التي رفعت لم ترحم اي طرف

وبالتالي الحراك كان ثورة  ضد مجموعة من القيم السياسية والأخلاقية …

لهذا لا يمكن تقييم الحراك من مستويات ليست من ادواره ، الحراك كان دوما قائما يتمثل في جميع الفئات التي كانت ترفع صوتها من اجل رفع التهميش ولم يتبور ذلك بالشكل الذي نراه اليوم الا عندما نهضت المدينة على بكرة ابيها تقول بانه كفى من التهميش والمطالبة بالبديل الذي ينهي هذا الوضع .

الحراك الذي كان محدودا في الزمن والمكان والاشخاص ، اصبح حراكا ممتدا في الزمن لأنه لا يمكن ان يكون سقف زمني ما دامت شروط التهميش قائمة وهو ممتد في المكان لأنه خرج من جرادة حيث انبعث من كل الاقليم وعبر عن نفسه حتى خارج الوطن حيث يوجد من له ارتباط بنفس الواقع الذي اضطرهم الى الهجرة  ، وممتدا في الاشخاص فلم يستثني اي فئة عمرية فراينا شيوخا من كبار السن ، شبانا وصغارا نساءا ورجالا يصرخون ، لقد كان الحراك ممتدا الى كل الفئات الاجتماعية وبلا استثناء .

الحراك هو محاكمة لسياسة مختلة منذ الاستقلال الى الآن وهي التي لم تولد الا وضعا مشوها في مغرب التناقضات  ، وحيث ان السياسة كانت مختلة فانها انتجت وضعا تنمويا خاطئا وغير منصفا ، وهي نفسها السياسة التي تتهدد البلاد ، وتشوش على الاستقرار ، هي السياسة التي تصنع البؤس والفوارق الاجتماعية والمجالية ، لهذا قال بعض الشباب بأنه على الدولة ان تنصت الينا من منطلق فهم المعاناة التي تتخبط فيها جرادة والاقليم عامة ، فالبديل الذي يقدمه سكان الاقليم  اليوم ذو طبيعة خاصة ، فالبديل السابق كان بديلا اوتوماتيكيا  لأن الدولة التي اغلقت مفاحم المغرب كان عليها ان تطرح بديلا يعوض الاغلاق ، اما البديل اليوم يتجاوز البديل السابق الى رؤية تنموية شمولية تريد تكسير حالة التهميش التي تطال جميع المناطق والفئات ،  لهذا عندما نقول ان ما نحتاجه هو مقاربة سياسية واجتماعية وثقافية اخرى  ، فالمقاربة الأمنية او الالتوائية لن تكون قادرة على وقف الاحتجاج ما دامت نفس الآليات السياسية والاقتصادية تتحكم في بنية اتبت فشلها … عندما طالب سكان جرادة بايفاد لجنة وزارية بالحجم المطلوب ، ليس وزيرا وحيدا يتفنن في خطاب البوليميك غير المقنع ، وانما كانت ساكنة اقليم جرادة تنتظر تعاقد اجتماعي واقتصادي واخلاقي مع الدولة  يقطع مع مرحلة سابقة تقدم من خلالها الدولة بكل مكوناتها مشروعها  بحجم المرحلة مشروعا يقف على الالتزامات في الزمان والمكان الآني والمستقبلي ، وبالتالي ما لم يتحقق ما يعيد الطمأنينة والأمل للناس  فإن الحراك سيظل حاضرا في كل احتجاج ومن داخل اي مطلب اجتماعي ، الحراك الذي اريد له ان يبنى على ما هو اقتصادي اجتماعي صرف ، فلا  مجال للسياسوية ، كما ان الصراع السياسي الذي كان حول السلطة في مرحلة من تاريخ المغرب ، وانتج سنوات الجمر والرصاص  قد انتهى ، ويكون المغاربة حسموا في الثوابت الوطنية ، ما  يتبلور اليوم  هو الطموح نحو  الحسم في العدالة الاجتماعية ، لهذا يجب ان نقرأ حراك جرادة بالوعي الكافي ، اليوم الحركة الاحتجاجية هي حركة مطلبية اجتماعية فالمحتجون يحملون رموز الوطنية تعبيرا على ان الامر لا يتعلق بمضمون سياسي بقدر ما يتعلق بمضمون اقتصادي اجتماعي ، وبالتالي تبدو الجماهير الشعبية متقدمة في فعلها السلمي وفي فعلها المطلبي وفي طبيعة سلوكها المواطناتي ، بينما الدولة تبدو متاخرة ولم توازي بفعلها هذا التطور عند الجماهير الشعبية ، فقد تعاملت مع حراك جرادة بمنطق الاحتواء و » البوليميك  » الذي استعرضه الوزير ولم تتعامل مع المرحلة بالحجم الذي يجب ان يكون ، لأن الأزمة في جرادة عميقة وتاريخية ، تحتاج الى جواب تنموي متكامل ، وكان على الدولة ان تنزل بثقلها وان تقول الى الشعب ها هو البديل الذي سنقوم به من خلال التزام اخلاقي حقيقي وليس التزام سياسوي لا يتعدى الكلام  ، بعد دستور يربط المحاسبة بالمسؤولية ،  فالدولة هي المعنية بالتنمية وبتوفير العدالة الاجتماعية ، فهي التي تملك الأليات لذلك ، لقد قال الحراك كلمته ووضع الدولة امام مسؤولية ، الكرة الان في ملعب الدولة ، فهل ستتجاوب مع انتظارات الساكنة ، هل سيتحقق زلزال سياسي في العقل الجمعي للدولة ، الذي سيدفع بنا نحو الانصاف والهدوء ، اما غير هذا فإن الحراك والتاريخ سيعيد نفسه بعد سنوات … مهما تعددت الملفات المطلبية … وقد تمر 20 سنة وسنجد نفسنا نجتر نفس الواقع ونعاود نفس  اللحظة …

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *