Home»Débats»بصدد المعرض المغاربي للكتاب حضر المعرض وغاب الكِتاب والكُتاب؟؟

بصدد المعرض المغاربي للكتاب حضر المعرض وغاب الكِتاب والكُتاب؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تابعت المناخ المصاحب للمعرض المغاربي للكتاب، المقام بوجدة من 21 إلى 24 شتنبر 2017، وإذ كان عموم المثقفين والمبدعين يرحبون بفكرة أن تحظى عاصمة جهة الشرق بالمكانة اللائقة بها-ثقافيا على الأقل- كخزان ملهم للإبداع الوازن، وكرافد لأهم الأسماء التي أضحت تؤثت المشهد الثقافي المغربي والعربي. بقدر ذلك، كانت فرحتنا بمستوى ما تم تسويقه لهذا الحدث، الذي طغت ملصقاته وإعلاناته الباذخة على مختلف مداخل ومخارج مدينة الألف سنة -مما يعدون-، ناهيك عن الدعاية التي عمَّت مختلف الوسائط والقنوات الإعلامية، وكأن المدينة ستعيش احتفالية حقيقية وعرسا ثقافيا قلّ نظيره، يكفكف عنها أحزان التهميش وضيق الأفق الاقتصادي والتنموي(…) لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يتحول هذا المعرض /المهزلة إلى ما يشبه الكوسة والاستفراد في التنظيم والغموض المحبوك بعناية داخل كهوف وسراديب لا يعلمها إلا أصحابها, الذين فضلوا نسقا أحاديا -إن كان هناك نسق فعلا- لا يحيدُ عن وكالة تنمية جهة الشرق ومريديها من أشباه المثقفين ومن لف لفهما ممن استطابوا الدعم السخي والتمويل الفاحش للرداءة، في ضرب في مقتل لكل ما جاء به دستور 2011 من آليات الحكامة والتشاركية والمساواة وتكافؤ الفرص(…) التي تم تسييجها والالتفاف عليها لتمرير سياقات متهافتة لا يعلمها إلا أصحابها، ليتأكد أن المعرض المغاربي كان خطءا معرفيا وثقافيا وأخلاقيا بامتياز، لأنه لم يشرك مثقفي الجهة في عرس هم من يدفع أقساطه من لحمهم وشحمهم لإدارة الضرائب، وهم من يُفترض فيهم أن يؤتثوا هذا الحلم ويطرزوا معنى جميلا للحياة. لكن الجملة المعترضة في هذا السياق هو أن المعرض الذي حضر فيه كل شيء مرتبط بالبهرجة والاستعراض والفولكلوروالبروتوكول الفارغ والحضور الفعلي لقبيلة حزبية تنتمي إلى فصيل شيخ الوكالة الأكبر.
قد لا يحتاج أي متتبع إلى كثير من الحصافة, كي يشتم ما رشح من المعرض المغاربي من روائح عطنة عنوانها الرئيس ممارسات وسلوكات لا تمُت للثقافة بصلة، لكن رغم ذلك فليهنأ بال سدنة الوكالة ومريديهم أن هذا المعرض بما اقترفه من مكائد وأحقاد في حق المثقفين والمبدعين بالجهة، سيمرّ مرور الكرام لأن كثيرا من الصمت سيحميه ووافرا من اللغط والزعيق سيكسر سمفونية العبث هاته، مما سيترك الفرصة السانحة، لأشباه المبدعين وأنصاف المثقفين الذين سيكيلون للمعرض المغاربي للكتاب مختلف ألوان المديح وسيبجلون القائمين عليه، وهناك من سيسارع لتعظيم شأنه.. بعيطة « خربوشية » ليختمها ب »العار عليك ».
نعم، حين أدلي برأيي في خضم هذا السياق الموبوء، فأنا لست عدميا أو سودويا ولست من الذين ينظرون إلى النصف الفارغ من الكأس فقط، لأن الأمر أكثر من ذلك بكثير والخطب جلل والحقيقة أعمق من أن يقوم سدنة المعرض بالالتفاف عليها وليّ عنقها. وحتى لا أكرس حالة نفاق –قد يستطيبها البعض- أؤكد أن معرض الكتاب المغاربي شكل الدرجة الصفر في الحضور والتنظيم وغياب الكتاب. وبعيدا عن نشوة وانتشاء و »سكرة » النجاح، وتهنئة النفوس بوقع وإيقاع الحدث، أقول أن الفشل الذي مُنيت به هاته.. التظاهرة يؤكد أن من سوّق وهيأ لها، كان من الأجدر به أن يخجل قليلا ويعي كثيرا ويدرك بالحس النافذ، أن المعرض كان يجب أن تُؤطره تمثُلات ديمقراطية حضارية قيمية،لا ان يفتح ابوابا للتحكم والسلطوية والاستبداد والهيمنة التي كنا نعتقد أن الثقافة آخر ما يمكن أن ينجرّ إلى مستنقعها النتن.. وإلا فإن مثل هاته.. « التظاهرات » الثقافية ستصبح مجرد محطات لتسويات مصالحية غامضة بين مقتنصي الفرص ومن يتقنون الرقص على الجراح… ممن يمثلون النخبة –يا حسرتاه-
ففي سياق المعرض المغاربي دائما- كيف يمكن تصريف الحضورالوازن والمهيمن ل »لفرونكفونية » و »لعيال مما فرنسا »، على حساب الثقافة المغاربية الأصيلة، وما محل تكريم السينغال من معرض مغاربي بامتياز؟ فقط إذا اختلطت علينا الجغرافية الترابية بالجغرافية الانتهازية، التي يتقنها جيدا بعض المؤلفة جيوبهم… إنها سلسلة أخطاء فادحة استثارت فينا شهية الشك والارتياب، فتناسلت لدينا أسئلة كثيرة من قبيل: هل جهة الشرق في حاجة إلى معارض وفعاليات استعراضية يؤثتها الخواء والسخف والسفافة والضحالة؟ هل الجهة في حاجة إلى مثقفين معطوبين من ذوي العاهات والتشوهات الفكرية والأخلاقية ليحددوا معالمها وآفاقها الثقافية؟ ما دور الثقافة إذا لم تكن وسيلة لفض وفك الاشتباك، بين نوازع النفوس الأمارة بالسوء والمرض، وبين قيم الخير والمحبة، التي تبني وتؤسس لحياة تستحق أن تُعاش في أحضان هذا الوطن الذي يسع الجميع؟ !.

مصطفى قشنني
كاتب وشاعر
رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب
بجهة الشرق

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Oujdi libre
    28/09/2017 at 18:42

    ملاحظات مهمة السي قشنني وبالزيادة لما تم ذكره يجب الاشارة الى تغييب الجامعة أيضا…

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *