Home»Débats»حصّاد : دخول مدرسي سلس ،كقنفذ في حصير

حصّاد : دخول مدرسي سلس ،كقنفذ في حصير

1
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح الإدريسي

الآن حصحص الحق،وتنمر الواقع:
ربما ؛وبعد توصله بالتقارير الصادقة عن الدخول المدرسي الحالي:7/9/2017 – إن تأتت له ،موضوعية كما يجب– سيدرك السيد حصاد ،وزير التربية الوطنية، بأن وزارته الحالية هي أم الوزارات الحقيقية،وليس الداخلية.
هي أم الوزارات لأنها جدة مسنة ،في تضليل وزرائها، وفي التخبط والارتجال وهدم الالتزامات.
لا شك أنه اجتمع – غِبَّ تسلمه للحقيبة التعليمية – برؤساء المديريات المعنية بالدخول المدرسي ،وخاطبهم في أمر تجميل ذمامة أغلب المؤسسات التعليمية ،في الحواضر والبوادي؛ كما خاطبهم في أمر وضع يومية استعجاليه صارمة تغطي كل تفاصيل الدخول المدرسي ،بمختلف مستوياته الإدارية والتربوية.
خاطبهم ،وهو يرى فيهم وجوه ،وحتى عقول، الولاة والعمال الذين دأب على مخاطبتهم آمرا؛وهو يعلم أن حساسية المسؤولية السلطوية ،تلزم بالخضوع التام للتعليمات،من طرف الجميع.
ولا شك أن رؤساء المديريات ،من جهتهم، استمعوا إليه ؛وهم لا يرون فيه غير الوزير العتيد للداخلية ،المكلف بردع التسيب في القطاع التربوي،قبل أي إصلاح في العمق.
لقد انتقلت هذه الحالة النفسية حتى إلى وسائل الإعلام الوطنية ،التي حاورت الوزير حصاد ،وسعت إلى استدراجه ليبوح بحقيقة تعيينه على رأس قطاع بعيد عن تخصصه؛ وليرسم خارطة طريق لعمله- المرحل من السلطة الى التربية – تطمئن رجال التربية والتعليم ،بأن القائد قائد ،والأستاذ أستاذ؛وهما متباينان في ذهن الوزير.
ماذا أنتج هذا الوضع « الملتبس »؟
حينما يضطر المدير المركزي ،وحتى الجهوي والإقليمي، أن يتحسس رأسه ،قبل الكلام،متمنيا ألا تنخلع من بين كتفيه ؛ لا يمكن أن يتحرى الصدق وهو يخاطب الوزير.
ولكنه يتحرى ،بكل صدق،أقوى الكلام الذي يجعل الوزير يطمئن إلى أن كل تعليماته ستتحقق ميدانيا ؛وحتى أكثر من كل توقعاته المتفائلة:
تريد مؤسسات قروية ترتدي ثوب العرائس وسط الدواوير؛هي لك وسنزفها إليك كما تشتهي.
تريد ، سيادة الوزير،تسجيل التلاميذ ،وإعادة تسجيلهم ، ابتداء من 4يوليوز؛هو كذلك وسيتحقق بأسرع مما تتصور ؛حتى وأغلب الأسر غادرت إلى الشواطئ والمنتجعات؛لأنها دأبت على التسجيل في مستهل السنة الدراسية.
تكره الدخول المدرسي « اللايت » وتريده بسكر زيادة؛تُلقى فيه الدروس فعليا ،ابتداء من الثامنة صباحا ،يوم 7شتبر؟
سيتحقق هذا ،كما لو أننا في زمن انتخابي صارم التوقيت؛لا عليك السيد الوزير؛ستشنف المؤسسات التعليمية أسماعك بالدروس ،ولو في غياب أغلب الأساتذة؛ سنعلنها دروسا حصادية متواصلة ،لا شية فيها ،ولو بروبويات أو حتى « كاسيطات ».
ماذا؟ أتريد أزياء موحدة ،تضفي جمالية على مؤسساتنا؟ لا أسهل من هذا، ولا أفيد لاقتصادنا ؛سنبثها بهيجة تسر الناظرين ،عبر كل ربوع الوطن.
وما شئتم من تعليمات مُرَحلة من بنك السلطة الصارمة ،إلى بنك التربية السائبة.
ينهض الوزير ،يُعبر عن اطمئنانه ،وارتياحه لكل هذا التجاوب ،وكل هذه السلاسة التي مر فيها الاجتماع/الاجتماعات.
ربما يخاطب نفسه حائرا: عجبا كيف سَهل هذا ؟ ومن أين التسيب السابق ،إذا كان على رأس المديريات مثل هؤلاء الأطر الأكفاء والطيعين ،ك »شيوخ » و »مقدمين »؟
اليك سيدي الوزير هذا التقرير الصادق:
أخاطبك كمواطن ،ولي أمر تلميذ؛ومن هنا لن أتحسس رأسي كجبناء الوزارة الذين طافوا بك في حدائق الوهم الكبير ؛وما تحسستُه حتى وأنا – كمفتش ،منسق جهوي -أواجه بالحقائق الصادمة مسؤولي الوزارة ،حينما كنا نبني النظام الأكاديمي الجديد ،في نهاية ثمانينيات القرن الماضي.
أخاطبك ،وأنا بالكاد انتهيت من الاستماع إلى التلميذ الذي يتابع دراسته بإعدادية حضرية ،في حي « راق » بالقنيطرة.
وقبل أن أستمع إليه ،كنت قد طفت،صباحا، على أبواب العديد من المؤسسات التعليمية المجاورة.استبد بي الحنين إلى صخب الأقسام ،فقلت بيني وبين نفسي؛ها قد فعلها حصاد وأقسم أن تبدأ الدروس يوم السابع من شتبر؛فمتع نفسك بها دروسا حصادية حتى الثمالة.
أخاطبك لأقول لك بأن كل الأساتذة ،بالنسبة للإعدادية المذكورة ،لم يلتحقوا ؛إما بالإعدادية ،أصلا، أو بأقسامهم فقط. اجتمع التلاميذ في الساحة ،وبعد دقائق طلب منهم الحارس العام أن ينسحبوا لأن الأستاذ غير موجود. بعد عودتهم،على الساعة العاشرة،ووجهوا بنفس القرار ،مع إضافة :ولا تحضروا زوالا لأن الأساتذة لن يحضروا.
ثم قيل لهم :محال أن تبدأ الدراسة حتى بعد أسابيع لأن الكتب المدرسية غير متوفرة في السوق.
لا استعجال لاستكمال التسجيل :
رغم أن أكثر من نصف التلاميذ بالمؤسسة لم يتأت لهم التسجيل في مستهل يوليوز،لغياب الأسر كما أسلفت؛فان اللامبالاة سائدة ،بخصوص هذا الجانب.
تعرفون بأن الأسر المغربية دأبت على تسجيل أبنائها في مستهل السنة الدراسية؛وحينما طولبت ، بكيفية مباغتة ، بالإقبال على التسجيل في مستهل يوليوز ، كانت بعيدة عن مدنها.
وبدل إقرار تاريخ جديد لاستكمال التسجيل ،قبل 7شتنبر، تراخت « التعليمات » ،ليقع التلاميذ في حيص بيص .آثرت المؤسسات بداية الدراسة بمن حضر /سُجل:أي نصف التلاميذ فقط.
أكتفي بهذا ،ولن أتحدث عن تخبط المديرين ،في عز الصيف ،لتجهيز عرائس التربية،بدون أغلفة مالية.
ولن أتحدث عن متعاقدين لم يؤطرهم أحد.
وعن كل التخبط الذي وقعت فيه الخريطة المدرسية ،وهي تواجه فشل المرحلة الأولى من تسجيل التلاميذ.
أكتفي بهذا الغيض من فيض ؛لكني أتوقع أن تستدعي المديرين المركزيين ،والجهويين،والإقليميين، لتقول لهم : لماذا أخفيتم عني الغابة؟
لماذا أبدعتم هذا الدخول المدرسي الفاشل؟
لماذا لم تخبروني بأن القنفذ لا يجر في الحصير؟
www.mestferkiculture.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *