Home»Correspondants»معرض للخارجية النمساوية بوجدة « الهدوء الذي يسبق العاصفة » فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى بالنمسا

معرض للخارجية النمساوية بوجدة « الهدوء الذي يسبق العاصفة » فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى بالنمسا

0
Shares
PinterestGoogle+

معرض للخارجية النمساوية بوجدة
« الهدوء الذي يسبق العاصفة »
فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى بالنمسا

أشرف السيد  Wolfgang Angerholzer وزير خارجية النمسا يومه 12 فبراير بالفيلا الخضراء بمدينة وجدة على افتتاح معرض بمناسبة الذكرى المئوية  لإندلاع الحرب العالمية الأولى و ذلك تحت شعار « الهدوء الذي يسبق العاصفة  »
لماذا معرض لحقبة ماضية بأروبا وبالذات هنا بالمغرب؟ لماذا النظر من وجدة اليوم الى فيينا مطلع القرن العشرين ؟
إذا بحثت أوروبا الحديثة عن هويتها فإنها ستبحث عنها دائما، لا سيما في  سنة 1914، عام ذكرى الحرب العالمية و المصير الأوروبي. أقيمت العديد من المحافل التذكارية بهذه المناسبة ولربما أجملها على الأخص كان ذلك العمل الفني من خلال تثبيت أزهار الخشخاش على برج لندن. زهرة لكل جندي قضى نحبه في تلك الحرب. ولربما كان من الأحرى عدم التفكر كثيرا في أهوال هذه الحرب العظمى، عوض التدبر في الفترة التي سبقتها: في مخاوف و قلق الناس بسبب التغيير آنذاك وكذلك في الدينامية  والإبتكار في العام قبل العاصفة الكبرى. وهذا هو بالضبط ما يقوم به هنا هذا المعرض المدعم من طرف وزارة الخارجية النمساوية. نحن ننظر إلى فيينا سنة 1900، التي لم تكن فقط للرسام كليمت وحده بمثابة « فترة ذهبية » و حقبة جميلة. في هذه الفترة والتي تبدو و كأنها كانت ذهبية وجدت حلول لمشاكل إجتماعية عكست وقتنا الحالي.
الشاعر النمساوي  ريلكه  ، اختصر أمنياته في رسالات بمناسبة حلول السنة الجديدة في كلمة واحدة وكتب بكل بساطة « راحة ». كانت أوائل القرن العشرين فترة سريعة تقطع الأنفاس وقد وقفت النمسا خلالها في وسط هذه الدينامية.  سيغموند فرويد اكتشف الجانب المظلم من النفس. فن الرسم تجرء في التجريد. اكتشف فن العمارة جمال البساطة ودعى إلى صدق جديد بدل الأبهة الكاذبة. تخلت الموسيقى عن أسس الإنسجام . حولت الموسيقى المكان والزمان و تمكنت البحوث الطبية من احراز اكتشافات ذات طفرة نوعية . طالبت النساء بحق التصويت والمشاركة الإجتماعية. وبالموازاة مع ذلك ودعت الطبقة الأرستقراطية  الساحة العامة. توغل فن الهندسة والتكنلوجيا في الحياة اليومية وأيضا ثورة الإتصالات الهاتفية مثل ما نحن نعرفه اليوم مع الأنترنيت  كما كان إختراع الطيران الحديث الشأن موضوع المحادثات  آنذاك.
الطيران والسقوط حددوا الزمان. فرانس رايشلت، مخترع من النمسا مثل هذا كما لم يفعل أحد غيره. ففي 4 من فبراير 1912 صعد فوق برج إيفل المشيد حديثا، وكان آنذاك المبنى الأعلى في العالم. كان يعتزم أمرا كبيرا. الصحافة كانت مدعوة لتكون شاهدة على ذلك. بواسطة أجنحته المصنوعة شخصيا يريد رايشلت الطيران. كان كل شيئ يبدو ممكنا في هذه اللحظة. الإعتقاد  في التقدم هائل. يقوم بخطوة إلى الأمام، ليست قفزة، هو سقوط. 57 مترا حتى الأرض، اقل من أربع ثواني، يصطدم و يموت. لاحقا إنطفأت الأنوار في جميع أنحاء أوروبا، كما صاغها وزير الخارجية البريطاني. هي الحرب. ومع ذلك يمكن للمرء القول، أن أوروبا الحديثة ولدت ما بين المعرض العالمي بباريس و بداية هذه الحرب.
متعددة الثقافات ومتنوعة، هكذا تعرض نفسها أوروبا الحديثة اليوم، بدافع الضرورة خصوصا. لا يمكنها ان تكون غير هذا ولم تكن يوما غير ذلك. كانت القارة دائما في حركة، ربما أحيانا حتى في هيجان، كما صاغها المؤرخ فيليب بلوم في كتابه عن فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى. اوروبا الحديثة هذه، تمثل اليوم ثقافة أن كل يقين قابل للشك وتقود بذلك المستقبل المفتوح – بما في ذلك جميع التحديات، جميع الحظوظ كما المخاطر المرتبطة بها. كعاصمة تعج بالعديد من مختلف الشعوب و القوميات رسمت فيينا مطلع القرن العشرين هذا التطور. وجدت أوروبا هذه في مجرى تاريخها نفسها في ثقافتها، لكن أضاعت نفسها نوعا ما أيضا فيها، دائما إذن عند التمسك بالقبيح و العنصرية.
في مستقبل منفتح، غير واضح،  يبدو واعدا  و متوعدا في آن واحد، كما في أجندة المواضيع التي تتناول التكنلوجيا الجديدة  أوجه الإتصال، ايضا العولمة و التغير في البنية الإجتماعية، بإمكان المرء التعرف على أوجه الشبه بين فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى وبين الحاضر. آنذاك كما اليوم يوجد ذلك الإحساس بالعيش في عالم أكثر و أكثر تسارعا، يسبق حتى إلى المجهول نوعا ما. إعادة النظر من وجدة اليوم نحو فيينا قرن العشرين الماضي قد تعطينا فكرة، كيف وعبر أي دينامية خلاقة مزقت الحروب العالمية الناس مدة نصف قرن من الزمان كما يبدوا انها تساهم في استغلال تحديات الحاضر بشكل إيجابي.

سينظم معرض  » الهدوء الذي يسبق العاصفة  » – « فترة ما قبل عام 1914 في النمسا » بوجدة من  12إلى 25 فبراير  بنقطة حوار الثقافات الألمانية بالفيلا الخضراء، 22  شارع ابن سينا ، خلف مركز ولاية الأمن. و ذلك بعد ظهر كل يوم ما عدا يوم الأحد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *