ضد ثقافة الجحود وخنق الحياة المدرسية

من أجل ثقافة الاعتراف بالتقدير والاستحقاق، وحفز كل عمل تربوي مبدع

رسالة مفتوحة من الأستاذ عبد القهار الحجاري

إلى السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالدريوش

تحية تربوية عالية

وبعد،

يؤسفني سيادة النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالدريوش، أن أسجل تراجع نيابتكم عن نهج ثقافة الاعتراف بالتقدير والاستحقاق التي دشنتها وزارة التربية الوطنية منذ مطلع العشرية السابقة.

فقد دأب قطاع التربية والتكوين على السير في طريق حفز التميز والإبداع، والاعتراف بالتقدير والاستحقاق، منذ إقرار الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وخاصة مجاله الرابع، ودعامته 13 المتعلقة بحفز الموارد البشرية.

إن نهجكم هذا من شأنه أن يخنق الحياة المدرسية، ويشيع كل مظاهر الإحباط والتردي في الحقل التربوي. وشخصيا أشعر بالفخر لأنني أتمتع بما يكفي من المناعة ضد كل موقف سلبي. وشرفي عظيم إذ شملني تكريم الوزارة وتهنئة السيد وزير التربية الوطنية كتابيا، كما كرمت جهويا ومحليا، بمناسبة فوزي بالجائزة الوطنية للاستحقاق المهني سنة 2009.

لقد سعت الوزارة، كما أسلفت، إلى تأسيس ثقافة الاعتراف بالتميز للمدرسين والتلاميذ، إلا أن نيابتكم، قد خرجت عن هذا التوجيه الوطني، بمصادرتكم حقي في اعترافكم الرسمي بالجهود التي أبذلها في عملي التربوي، وفي الأندية التربوية بمدرسة ابن الخطيب بابن الطيب، وهي المؤسسة التي أعمل بها بما ينيف عن ربع قرن. ولم تكترثوا بسهري على إنجاح تجربة مجلة « ابن الخطيب » حتى مكنتُها من الفوز بالجائزة الأولى للمجلات المدرسية مرتين : (2005-2006 و2012-2013) من دون أن أحصل منكم على مجرد ورقة تفيد اعترافكم بالتقدير والاستحقاق. كما فازت تلميذتان من القسم السادس الذي أدرسه بجائزة اللغة الأمازيغية للموسم الدراسي 2013-2014 وللتذكير فإنني أدرس لغتنا الوطنية اللغة الأمازيغية بتفان وحب منذ سنة 2004 من دون أن تلتفتوا إلى من علم التلميذتين النجيبتين الفائزتين.

وانتظرت طويلا وكلي أمل أن تصلني شهادات تقدير للتميُّزين المذكورين (المجلة والأمازيغية)، كما طرح معكم هذا الموضوع في لقاءات نقابية سابقة. ولما تبين لي تجاهلكم للموضوع أحيانا، وتماطلكم وتسويفكم طورا، رأيت أن أخاطبكم عبر هذه الرسالة المفتوحة.

سيادة النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالدريوش

إنني أطالبكم بالتعجيل بتحرير شهادات التقدير التي أستحقها عن التميُّزين المذكورين. وتأكدوا أنني لن أتنازل عن حقي هذا، لأنني مواطن يقوم بما عليه ولا يترك حقه أبدا.

إن تشبثي بحقي هذا، تشبث مبدئي راسخ، نابع أيضا من رفضي القاطع لثقافة الجحود التي عفا عليها الزمن، ضد كل عمل تربوي خلاق. وهي ثقافة من شأنها أن تكرس كل مظاهر اليأس والإحباط والتراخي وجفاف الحياة المدرسية، بل إنها ثقافة تقف ضمن أهم عوامل انتكاسة المنظومة التربوية ببلادنا.

وتقبلوا سيدي النائب فائق التقدير والاحترام والسلام

للموضوع صلة

الأستاذ عبد القهار الحجاري

مدرسة ابن الخطيب

ابن الطيب

نبابة الدريوش