Home»International»هل أصبحت قنواتنا التلفزيونية مصدرا لإنتاج العنف ؟

هل أصبحت قنواتنا التلفزيونية مصدرا لإنتاج العنف ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل أصبحت قنواتنا التلفزيونية مصدرا لإنتاج العنف ؟

 

بقلم : ذ. عبد الفتاح عزاوي 

 

        لعل المتــتبع لمختلف البرامج التي تبثها قنواتنا الوطنية يصاب بالحنق والتذمر إزاء الوضع المتردي الذي يعرفه الإنتاج التلفزيوني الوطني خاصة في ظل الحديث عن غياب تام لأبسط شروط التنافسية والإبداع والشفافية في إنتاج البرامج الوطنية. فإذا استثنينا بعض الأعمال التلفزيونية المحسوبة على رؤوس الأصابع  ،فإننا نجد أن الغالبية العظمى منها تعتمد العنف طبقا رئيسيا يتم  تمريره  للمشاهد المغربي عن طريق وصفات مختلفة.

        في هــذا الصدد ، يعد كل من برنامج » أخطر المجرمين » وبرنامج  »مسرح الجريمة » من بين البرامج المثيرة التي تبث أهم القضايا الإجرامية التي عرفتها البلاد ،وذلك عن طريق إعادة تمثيل أهم فصولها وتسليط الضوء على مصير مرتكبيها . الشيء الذي يجعل المشاهد المغربي عرضة لتلقي  »تكوين مجاني سلبي » في كافة أشكال وطرق القتل والخطف والسرقة وغيرهم، خاصة في ظل غياب ثقافة التعامل الواعي والحذر مع كل ما تقدمه وسائل الإعلام. ولعل الجريمة الوحشية التي حدثت الأسبوع الماضي  بمدينة مارتيل والتي ارتكبها شاب قاصر يبلغ من العمر 17 سنة في حق شخصين ، خير دليل على ذلك . إذ  صرح الجاني – حسب ما تداولته العديد من وسائل الإعلام – أنه من المدمنين  على مشاهدة البرنامجين السالفي الذكر، وأنه سار على نهج  مجرمين نفذوا مثل هكذا جرائم ،وأن هدفه الرئيسي كان هو تنفيذ جرائمه بكل احترافية مع الاستفادة من أخطاء ملهميه   .

        ولاننسى كذلك الأفلام الأجنبية والمسلسلات التركية والمكسيكية والهندية  التي احتلت قنواتنا العمومية والتي لا تخلو هي الأخرى من مشاهد العنف ،وخاصة في ظل غياب شبه تام للإنتاجات التلفزيونية الوطنية الهادفة .

          أمام ارتفاع نسبة مشاهد العنف في قنواتنا التلفزيونية، تكاثرت الأسئلة حول مدى تأثيرها على المشاهد ،فكانت غالبية أجوبة الباحثين وعلماء النفس والمختصين تؤكد على أن هذا التأثير لا يتوقف فقط على الأطفال في سن معينة ،بل يتخطاه ليشمل البالغين في أعمار مختلفة ، وأنها تؤدي إلى تكون ما يسمى ب  »التكوينات العقلية العدوانية  » :أي أن الفرد يصبح أكثر عدوانية تجاه الآخرين.

           هنا نتساءل عن كيفية معالجة هذا  الوضع ، وعن الأطراف التي لها رغبة في بقاء دار لقمان على حالها ضدا على إرادة المشاهد الذي يطمح إلى خدمة تلفزيونية تعتمد التثقيف الشامل والترفيه الجاد، بعيدا عن كل المخططات  الدنيئة الرامية إلى تعميم مشاعر فقدان الأمن والأمان والإحساس بالتهديد الدائم . إذ من العار أن يعرف المشاهد المغربي أسماء مجرمي برامج العنف أكثر من أسماء مثقفي الأمة كالجابري و العروي  ومحمد زفزاف وغيرهم . د

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. mhamed
    22/09/2014 at 21:08

    c’est grave de presenter ces genres d’emissions televisees surtout devant des males eduques ou des malfaiteurs des marginalises ….

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *