Home»Femme»ومع ذلك تبقى المرأة ثريا

ومع ذلك تبقى المرأة ثريا

0
Shares
PinterestGoogle+

حراك مؤنث ذلك الذي يتردد صداه مجلجلا  ملهبا  التعاليق بمواقع التواصل الاجتماعي , ومغطيا الصفحات الأولى للجرائد الورقية والالكترونية ,بعنوان بارز  » أنا ماشي تريا  » شعار بلغ مداه إلى ما وراء البحار حيث خصت إحدى اكبر الصحف الأمريكية انتشارا الخبر  بتعاليق لاذعة , واتخذت التحليلات اتجاهات شتى منها تلك التي اعتبرت الكلام الذي قيل كلام مناسباتي لا يعتد به طالما انه ورد في سياق خطاب حزبي يدخل في إطار التسخينات استعدادا للمعارك الانتخابية القادمة التي بدأت تتبين معالمها واتجاهاتها وستزداد ضراوة في القادم من الأيام , وهناك من اعتبر ذلك كلاما خطيرا لا يبشر بالخير لأنه صادر عن جهة موكول لها تنزيل مقتضيات الدستور الذي ينص في فصله 19 على ما يلي  » يتمتع الرجل والمرأة, على قدم المساواة, بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية (…) تسعى الدولة إلى تحقيق المناصفة بين الرجال والنساء « .

و بعيدا عن أي موقف سياسي أو استغلال مناسباتي يخدم أجندا معينة لان أهل مكة أدرى بشعابها , وبكل موضوعية وشفافية , لابد من الصدح بكلمة حق في حق المرأة .

فالمرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت والحفيدة واللائحة طويلة, مكانتها فوق كل اعتبار أو مزايدات أو انفعال عاطفي محدود التأثير في الزمان والمكان,  أو مناقشات عقيمة وغير هادفة لا فائدة ترجى منها غايتها صب الزيت على النار,

, فالدين الإسلامي الحنيف كان سباقا لتكريمها عندما جعل الجنة تحت أقدام الأمهات وأوصى بها رسول الله (ص) خيرا في حجة الوداع.

 وقد كان للإسلام الفضل في صيانة حقوق المرأة  قبل صدور القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية الحديثة , وكانت لها حرية ممارسة الأعمال التجارية والمشاركة في الحياة السياسية و تسيير الشأن العام , وهي حقوق لم تمنح للمرأة في بعض الدول الغربية المتقدمة إلا في وقت متأخر , وقد أعطت المرأة المغربية مثالا حيا للدور الطلائعي الذي ينبغي أن تلعبه مثيلاتها في كافة الميادين بمشاركتها إلى جانب الرجل في الكفاح من اجل الاستقلال  كمقاومة ,  وبعد ذلك خاضت معارك التنمية ومحاربة الأمية والتعليم المهني والحرفي وتربية الناشئة و التاطير الصحي والاجتماعي والديني  , ومارست وتمارس مهامها في الميدان القضائي والأمني والسلطة وفي صفوف القوات المسلحة الملكية  حيث بلغت أعلى الرتب والدرجات وهاهي اليوم وزيرة ووالية وعاملة  وقائدة وربانة طائرات وبواخر وقطارات ومستشارة ملكية و رئيسة محكمة وعميدة شرطة ورئيسة اتحاد المقاولات ومهندسة و أستاذة جامعية ومحامية وإعلامية وامرأة أعمال وسفيرة وعضو بالمجالس العلمية والبرلمان والجماعات الترابية …الخ

ولا يمكن أن نتطرق لميدان من الميادين إلا وللمرأة فيه باع طويل و أدوار ريادية وقد عمت شهرتهن الآفاق في المجالات العلمية والأدبية و الفنية والفكرية وغيرها, و لا حاجة لذكر الأسماء لان القائمة لايمكن حصرها ولن نوفي الجميع حقه, فالتاريخ شاهد على مواقفهن وأعمالهن وسيرتهن.

ستبقى المرأة ثريا متلألئة تعلو النجوم والكواكب في السماء ويشع ضياؤها في الارض بما رحبت, ولن تضيق بها, فدورها الأسري لم يمنعها من المشاركة في البناء والتنمية ,  والعمل خارج البيت هو تحصيل حاصل , ولم يكن في يوم من الأيام عائقا , ثم إن عمل المرأة ليس ترفا ولا نزهة بل هناك نساءا يعلن أسرهن أو يساهمن في نفقات البيت إلى جانب الزوج كمسئولية مشتركة , وما خفي أعظم .

وما دام الساهر على الدستور وحماية المؤسسات هو أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس فلن يهضم للمرأة حق ولن يتم المساس بمكتسباتها , وحسبه  التأسيس لمدونة الأسرة التي شكلت ثورة في الميدان الحقوقي تضاف إلى سجل انجازاته العظيمة, كما عين السيدات في المناصب السامية وبوئهن مكانة رفيعة تستحققنها وتعددت مبادراته وإشاراته في هذا الاتجاه منذ اعتلائه عرش أسلافه الكرام . 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *