Home»Enseignement»أمام تنكر قدماء تلامذتها ، مدرسة سيدي زيان تطفئ شمعتها المائة : مع كامل الأسف

أمام تنكر قدماء تلامذتها ، مدرسة سيدي زيان تطفئ شمعتها المائة : مع كامل الأسف

0
Shares
PinterestGoogle+
 

بالفعل كانت مدرسة سيدي زيان في قلب التاريخ وهي تطفئ شمعتها المائة بإزاحة الستار عن اللوحة التاريخية لأول مدرسة للتعليم العصري العمومي بالمغرب من طرف السيد محمد إبراهيمي والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد ، والسيد محمد أمباركي مدير وكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية ،والسيد عبد الإله مصدق ، والسيد محمد بنعياد مدير أكاديمية الجهة الشرقية والسيد شكري الناجي النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنكاد ، والسادة نواب نيا بات الجهة الشرقية وعدد من رؤساء المصالح الخارجية ،وممثلي العديد من جمعيات المجتمع المدني ، وبعض قدماء تلاميذ مدرسة سيدي زيان، حيث قام الحاضرون بجولة بين مختلف أجنحة مدرسة سيدي زيان التي كانت تسمى خلال تأسيسها سنة 1907 المدرسة الفرنسية العربية ، ليصير اسمها بعد ذلك المدرسة الإسلامية الحضرية ، انها مدرسة سيدي زيان أقدم مدرسة … تتمة الحفل كانت بدار الطالبة حيث تمثل الحفل في الاستماع إلى كلمة السيد مدير الأكاديمية والسيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنكاد ، وتتبع عرض مفصل للسيد عبد الألاه مصدق …كان الحفل متواضعا لم يرق الى مستوى الحدث ، خصوصا وان الحديث عن الاحتفال بالذكرى المئوية لهذه المدرسة كان متداولا منذ سنة خلت ، وكان الكل يتوقع أن يكون الحدث ـ الحفل ـ كبيرا غير انه حدث ما لم يكن في الحسبان ، الحفل الذي كان ينبغي ان يكون حدثا تاريخيا كبيرا في مستوى كبر مدرسة سيدي زيان وشموخها ، مر في صمت رهيب …كان حفلا متواضعا بسيطا عاديا …فلقد كان حدث افتتاح سوق مرجان أكثر شيوعا من حفل الذكرى المئوية لمدرسة تاريخية …

ا لمدرسة تخرج من فصولها العديد من الشخصيات المغربية والدولية ، المدرسة التي أبت إلا أن تبقى شامخة بكل كبرياء ، تطل على التاريخ في صمت رهيب ، المدرسة التي تخلى عنها أبناؤها الذين احتضنتهم ذات زمان ، فمنهم من بلغ كرسي الوزارة ، ومنهم من بلغ درجة مستشار أو نائب برلماني ، أو شخصيات بارزة في مختلف المجالات ، فظلت المدرسة تعيش تهميشا إلى اللحظات الأخيرة التي سبقت يوم الأربعاء 26 دجنبر 2007 حيث كان من المتوقع أن يحضر هذا الحفل السيد أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية ، والسيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة ….غير انه ومع كامل الأسف غاب الكل، بل تغيب الكل ، عفوا بل تخلى الكل ، آسف بل تنكر الكل لمدرسة تقف شاهدة على التعليم العصري المغربي منذ خطواته الأولى .. منذ قرن من الزمن …حيث حضر الغرباء وغاب الأبناء …ابناء مدرسة سيدي زيان

لم يكن أحد يتصور أن الاحتفال بالذكرى المئوية لمدرسة سيدي زيان سيكون متواضعا إلى هذا الحد ، غاب كل الوزراء السابقون الذين تخرجوا من قلب مدرسة سيدي زيان ، غاب كل البرلمانيين ، وغاب كل المستشارين الذين احتضنتهم ذات زمان مقاعد مدرسة تاريخية ،تقع في قلب مدينة تاريخية ، حيث كان الحديث يروج ـ ذات يوم ـ أن الدعوة ستوجه إلى كل قدماء سيدي زيان الذي تقلدوا مناصب سامية في الدولة ، بل كان الحديث ذات يوم عن إمكانية توجيه الدعوة حتى إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي درس هو الآخر بين أحضان هذه المدرسة ، فكان مستخرج نقط الرئيس بوتفليقة حاضرا ، شاهدا على صاحبه الذي لم يتنكر هو الآخر لمدرسة تتلمذ فيها وكانت هي أولى خطواته نحو كرسي الرئاسة فحسب ، بل تنكر لكل الجميل المغربي ، تنكر لكل ما أسداه إليه المغرب سواء خلال صغره او في كبره ، فإذا كان الرئيس بوتفلبقة نسي أو تناسى أو تنكر للجميل ، فان التاريخ لا يرحم ، ولا ينسى ، لذلك بقي مستخرج نقط التلميذ المجتهد عبد العزيز بوتفليقة شاهدا عليه ، وعلى مدرسة استطاعت ان تخرج رؤساء دول ، ورؤساء حكومات ، ووزراء ، ومستشارين ، ونواب برلمانيين ….لكن هاهي تطفئ شمعة قرن من الزمن ، الشمعة المئوية وقد تخلى عنها كل هؤلاء ، ربما لأنهم اعتبروا مدرسة سيدي زيان هي مجرد لحظة من لحظات الماضي ، مجرد ذكرى من ذكريات مضت وانقضت ،ذكرى طفولة انقضت لحظاتها ايام زمان ، ذكرى من ذكريات الصبا الذي ولى وانقضى ، أصبحت سيدي زيان بالنسبة لهم مجرد ماضي ولى ولم تعد له قيمة عندهم لأنهم حققوا كل أمانيهم ، وتلذذوا بنكهة الكراسي ….كراسي الوظائف السامية …كراسي الرئاسة ، والاستوزار، والبرلمان ، و…و…و…… فصارت جوازات سفرهم تحمل اسماء وزراء سابقون ، او برلمانيون سابقون ، او مستشارون سابقون ، ولا تحمل اسم قدماء تلاميذ مدرسة سيدي زيان ، وبذلك أنستهم لذة الكراسي الوزارية الوثيرة مقاعد مدرسة سيدي زيان الخشبية ..غير انه لم يخطر على بالهم انهم ماضون الى الرحيل في حين ستبقى مدرسة سيدي زيان شامخة شاهدة على عقوقهم… وكل مائة عام ومدرسة سيدي زيان بخير…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. معترف بالجميل
    04/01/2008 at 11:44

    اللهم ارحمنا و ارحم من علمنا و ارحم من سبقنا بالايمان و ارحم بفضلك جميع المسلمين و المسلمات.

    لمثل هذا يذوب القلب من كمد …ان كان في القلب اسلام و ايمان

    شكرا على مقالكم المعبر أستاذ الحوسين قدوري

  2. مراد
    04/01/2008 at 15:10

    لو كانت مدرسة سيدي زيان بمدينة فاس العتيقة لتغير الأمر،و لنقل الحفل مباشرة على تلفزيون الرباط

  3. سميرة محمد
    04/01/2008 at 15:18

    إنه لشيء جميل أن يعترف الإنسان بالجميل و المعروف ، و إنه لشيء قبيح أن يتنكر الإنسان للفضل و الإحسان و ينسى أو يتناسى أماكن إحتضنته في صباه و أناس كانوا له معلمين و مرشدين ، شاءت الأقدار الإلهية أن نمر البارحة أنا و زوجي من أمام اعدادية محمد السادس – ولي العهد سابقا – و ذكرت لزوجي السنوات التي قضاها في هذه المؤسسة حين كان أستاذا بها ، و جعل هو يتذكر و يسرد السنوات التي قضاها فيها أيام كان تلميذا و كانت تحضنه جدرانها و كيف أن الله شاء أن يعود اليها أستاذا ليرد لها شيئا ولو بسيطا من جميلها و معروفها و يساهم هو كذلك في بعض العطاء .
    فلتبق مدرسة سيدي زيان شامخة و لا تبخل بعطاءها و لا تؤاخذ تلاميذتها الذين نسوها في معركة الحياة ، و كل مائة عام و هي بخير .

  4. عبد الحق اليزناسني
    04/01/2008 at 16:06

    جلست لاكتب تعليقا على مقالك اخي قدوري ولكنني وجدت ان مقالك قال كل شيء وبنغمة يملأها الحزن والتحسر على احياء هذه الذكرى التاريخية التي تنكر لها ابناؤها لكن مدرسة سيدي زيان باقية بتاريخها وسجلاتها الشاهدة على كل شيء .

  5. محمد شركي
    04/01/2008 at 21:12

    أخي الفاضل الحوسين مع أن لي رأي آخر في الموضوع فإنني أثمن نقدك الهادف للذين تنكروا لمؤسسة احتضنتهم ولقيت منهم العقوق؛ فإذا عقها أبناؤها فلا يضيرها إن عقها الرئيس الجزائري الذي تنكرللإقامة بين أظهرنا بل تطاول على بلدنا وعلى مدينتنا في خطاباته الديماغوجية لامتصاص غضب شعبه الثائر ضد تسلط الطغمة العسكرية المستبدة وبطريقة أخجل من نعتها بنعت احتراما للقراء.
    أما رأيي في الموضوع فقد وافيتكم بمقال لم ينشر في حينه وفقد قيمته .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.