Home»Enseignement»اغتيال المشهد التعليمي مع سبق الإصرار و الترصد.

اغتيال المشهد التعليمي مع سبق الإصرار و الترصد.

0
Shares
PinterestGoogle+

                  اغتيال المنظومة التربوية مع سبق الإصرار والترصد

  لم أكن أعلم ان المشهد التعليمي مشبوه و متهم في آن واحد، ذلك أن حماته تجدهم يستنجدون تارة و يقدمون التهم تارة أخرى.وحسب ما يبدو ان بعض مرتادي هذا الميدان تحولوا إلى أجهزة متحركة لخدمة أجندة معينة، فأصبحوا يوجهون التهم و يوزعون شهادات  الخيانة بالمجان لشرفاء المهنة،لذا أدعو كل الذين تجمعهم شرف الإنتماء إلى مهنة التربية،أن يسارعوا إلى إعادة النظر في طرق عملهم قبل أن تشير إليهم الأصابع بالإفتراء و البهتان،و الواضح أن الصورة أصبحت معممة و أصحابها مدانون في هذا الوطن.

   إن إنهيار البنية التنظيمية لمنظومة القيم بسبب خلخلة المشهد التربوي و فقدان الوجوه التي تحفظ له البعض من مصداقيته نظرا لمسارها العملي النزيه ،أدى إلى ظهورشبيحة من منعدمي الضمير يخططون لإغتيال المنظومة التربوية. إن الذين لم تجمعهم طوال سنوات مضت من أعمارهم سوى لحظات قليلة من تقاسم الهموم المشتركة حول التربية و التدريس، ولم يحسوا ولو للحظة أن الدم الذي يجري في عروقهم به كريات أو جزيئات من التربية ،فإنهم سيجدون أنفسهم في محنة مع حراس الظلام الذين يتربصون  للإيقاع بممتهني التدرس.لهذا تجدنا نخلد للصمت أحيانا و نجاهربأعلى أصواتنا أحايين أخرى، من أجل التضامن و لو بكلمة لتغيير المنكر. فعذرا لأنني في كل مرة أقرر أن أنظر بدون تعليق لكن يبدو أن المشاهد تتكرر و تحتم علينا إعادة التفكيرفي الواقع المعيش. لأقول إن الصمت الإعتباطي قد يتخيله البعض غيابا حقيقيا لكنه الصمت الذي يشبه الكلام ، عفوا إننا نتحدث بجرأة ناتجة عن مرارة واقعنا التعليمي .

   صحيح أننا نتحمل تبعات أعباء غيرنا،فهم يريدون منا تكريس الصورة النمطية التي تعودوا تأثيث المشهد التعليمي بها، وبالتالي تسويق أفكارهم وإنتاجاتهم المنافية أحيانا للهوية المغربية ،فهم يريدون أن يجعلوا الآخرين يفكرون بتفكيرهم لأنهم يعتبرون أنفسهم كبارا …و الكبار وحدهم من يفكر…لذلك فهم يطيقون من يشاركهم صفة التفكير لإعتقادهم أنها مسجلة باسمهم،فهؤلاء يمارسون الوصاية في أبشع صورها من خلال التحقير في عالم إفتراضي،لاتدرك حدوده و حتى من يخالفهم الرأي يصفونه بأقبح النعوت من نفاق و وصولية و…و… فهذه سخافات ما بعدها  سخافات .

   الذين يستكثرون الألقاب فهي منهم وإليهم،اخترعوها لإسكات كل صوت يعلوا فوق أصواتهم، فهم يريدون  التسيير على مقاصهم حتى يجعلوا  الكل مفعولا به في لغتهم و يصبح الفاعل مبنيا للمجهول ، ليوزعوا صكوك الرضا على من يشاؤون ،فأصبح مؤشر الثقة لديهم  تحت الصفر،فأضحوا يشحنون بطارياتهم من تضحياتنا حتى يزداد منسوب شعبيتهم.

   فما يريحهم هو أنهم يفاوضون على جزء من مكتسباتنا…و ما رأيت عاقلا يفاوض على نصيب من ممتلكاته إلا هؤلاء !!! ، فنحن لا ننتظر الضوء الأخضر من أحد من أجل التعبير عن أفكارنا فهي التي تمنحنا ذلك و نحن أحق بالدفاع عن آرائنا ضد الذين يجمعون عليها حينما يحتاجون توظيفها و يتفرقون حولها حين تحتاجهم،أليست الصورة معبرة عن دلالتها؟

   فعلا إنها غصة في الحلق أن نواجه الواقع و نحن نعاين و نشاهد الذين يطلون على الواقع التعليمي من النوافذ، و يستغلون المناسبات المفبركة للتسول بحجة النضال و الدفاع عن الطبقة العاملة و حيث إننا لا نقبل الإنحناء للآخر و لا نريد بريق المهرجانات بكل ألوانها، فقد تركنا لهم التسول و الركوع و الخنوع،ولنا العفة و العفاف و النخوة  و الأنفة، هكذا علمتنا الحياة حتى و إن فقدنا بعضا من قيمنا و أصالتنا ،لكنها ستظل حاضرة في كياننا ووجداننا وعصية على فهم غيرنا .

   سبب هذه الحرقة هو ما نعايشه من تبخيس ممنهج لعمل المدرس الذي يمس كرامته و مجهوداته ووضعه الإجتماعي و محاصرته بكل وسائل التضييق، الشئ الذي يدل على وجود أياد خفية تخطط في الكواليس لإغتيال المشهد التعليمي . لقد أصبحت بعض السلوكات المشينة لصيقة بصورة المدرس ،صحيح أنه توجد بعض النماذج الفاسدة ،لكن هذا لا يقلل من حجم المسؤولية الملقاة  على عاتق شرفاء المهنة ،لكونها مهنة غير عادية تتطلب نفسا طويلا رغم الإكراهات.

   إن رد الإعتبار للمهن التعليمية، يقتضي ضوابط تربوية و إدارية وتقويمية منصفة لأداء مختلف الفئات التعليمية ،لأن تحقيق الجودة داخل المدرسة العمومية، تفرض حكامة جيدة يخضع لها كل المتدخلين في العملية التربوية ،عبر وضع معايير شفافة ، ومساطر واضحة ومعلنة مسبقا، يخضع لها الجميع، على أن لا حكامة بدون مراقبة ولا محاسبة . إن رد الإعتبار لمهنة التدريس و المدرسة ،يفرض الإحترام التام و المطلق لحرمة المؤسسة التي لايجب أن تخضع إلا لسلطة التربية وحدها ،فهذه الإجراءات التربوية لن تتحقق إلا بانخراط الجميع وفق مقاربة تشاركية ، وبوعي تام بثنائية الواجبات و الحقوق في إطار مشروع ديموقراطي حداثي.

      حميد الهويتي / بوعرفة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. استاذ من فجيج
    13/01/2014 at 23:52

    ما رأي القراء الكرام في يلهث وراء تكليفه كأستاذ للتربية البدنية بينما إطاره الأصلي هو أستاذ التعليم الابتدائي إذا أجابنا صاحب هذه السطور فله جزيل الشكر

  2. SBAI ABDELKARIM
    14/01/2014 at 11:25

    جزاك الله خيرا.مقال شامل.لكني اضن ان غياب الضمير و ماديات الدروس الخصوصية هما سبب نهيار النظومة التربوية.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *