Home»Enseignement»من أجل مدرسة التفوق

من أجل مدرسة التفوق

0
Shares
PinterestGoogle+

قد نتفق أن المدرسة تشبه المطبخ الذي تعد فيه وجبات من نوع خاص صالحة للفكر والعقل والتفكير’وللوجدان والجسم(الجانب الحسي الحركي)’كما تعد الوجبات الغذائية للجسم.وان صح القول فان الدروس هي غذاء العقل والروح والوجدان.وفيها ومنها الخفيف والمستساغ والغث السمين والدسم(اي ما يصعب تمثله عقل التلميذ نظرا لدرجة الصعوبة الموجودة فيه’فيؤدي الى عسر الفهم أو استحالته) كما أن بعض المأكولات تسبب عسر الهضم أو استحالته’كما يمكن أن تؤدي الى تسمم غذائي.

قد نتفق ثانيا أن هذه المحتويات الموجودة في بطون البرامج والمناهج هي غذاء فكري وعقلي بنسبة مرتفعةجدا.وهذا يقودنا الى اثبات القاعدة ÷أن ما ينطبق على المعدة هو نفسه ما ينطبق على العقل والوجدان والجسم.فعندما أشرح وأحلل أقول أن الدرس الجيد والممتع والجذاب والذي يقدم بطريقة ممتعة ومثيرة تبعد الملل والنفور تراعي الجمال والمنطق والوضوح والتسلسل من المقدمات الى النتائج’ومن المدخلات الى المخرجات (كما هو متداول في النظام البنكي)’يتطلب و يقتضي أن يكون لدى التلميذ(المتعلم)الفهم والفضول والاهتمام و قدرات عقلية قادرة على تمثل واستيعاب و فهم وتطبيق ما يقدمه له مدرس نذر نفسه للتعليم’و رأى نفسه أنه خلق مدرسا و ليس انسانا آخر(تاجرا أو مخبرا أومتملقا أو غشاشا أو مبتزا)..مدرس يشهد على نفسه أنه هنا ليعلم تلميذا هو محتاج اليه و الى مساعدته بيداغوجيا وتربويا’وأنه هنا أيضا ليتعلم من تعليمه ويحسنه باستمرار و وليهتدي الى أيسر السبل والوسائل و الطرق و أحسنها للوصول الى الحق و الحقيقة كقيمة مثالية على اعتبار أن ما نتعلمه هو حقائق علمية أو لغوية أو ثقافية أو فنية أو أي شيء آخر.وأنه هنا ثالثا ليسأل و ينصت باهتمام و يصحح و يعدل ويغير و يقوم و يقبل و يسعى الى تحقيق  اهداف في كل تدخل بيداغوجي يقوم به.بحيث يمارس تدخلاته بقصدية و ليس بعفوية ’و بوعي تام بمسار هذا التدخل و ما هي النتائج و المنفعة التي يحصل عليها. 

ان المدرس يعي بعمق و بايمان أنه يؤدي رسالة ليست شبيهة بالرسل والأنبياء’بل هي أقرب الى المصلحين و القديسين ان صح التعبير بذلك.انها رسالة يؤمن بها ويعتقد فيها و يسهر على تبليغها.ويسعى بكل ما أوتي من قوة الا قناع والبلاغة والحجاج أن يقنع المتلقي بها.

هاته الرسالة لا تكتفي بنقل محتويات اعتمادا على طرق و وسائل وأنشطة فكرية و ثقافية و فنية و رياضية و ترفيهية ’الغرض منها ليس تنمية جوانب شخصية التلميذ في توازن و تكامل ’بل أيضا و بنظرة مستقبلية تكوين المواطن بمواصفات عقلية و فكرية و اجتماعية و وجدانية و جسمية و فنية ….

ان المحتويات لكي تحقق هذا الهدف ينبغي و باصرار و بمنطق أيضا ’أن تقترب قاب قوسين أو أدنى من اهتمامات التلاميذ و رغباتهم و قدراتهم و ما يستطيعون فعله بمرح لا بملل’و بقيمة عاطفية أو فكرية أي بعبارة لا لبس فيها ’أي أن يحصل على نتيجة أو منفعة..

كل ما أشرنا اليه يخلصنا الى نتيجة أننا حددنا معايير الدرس الجيد’وهي  ان الدرس الجيد يتطلب محتوى جيدا او مثيرا له أهداف واضحة وممكنة التحقيق’و يقتضي تلميذا جيدا بقدرات رفيعة’كما يقتضي مدرسا جيدا و جماعة تلاميذ جيدة ’و أسر لها اهتمام وتتبع لمستوى أبنائها و تفوقهم أو تقهقرهم’ولها قدرة سيكولوجية على مساعدة أبنائها’ومساعدة المدرس عن طريق امداده بكل المعلومات عن أبنائهم .وتقديم الشكر للمدرس والاستماع اليه أو مده بتوجيهات عن طبيعة التعامل مع الابن (التلميذ).ان هذا قد يخلق لدى المدرس تفان في عمله و فناءا فيه’عندما يرى أن المجتمع يتتبع باهتمام ما يقوم به.

فعلا كل هذا يقودنا الى النتائج التالية=

1)أننا نرغب كمواطنين لهم طموح في تقدم هذا المجتمع في مدرسة وطنية و مواطنة يكون كل شيء فيها جيدا ’من الادارة الى الحراسة الى المدرسين والمدرسات ’والتلاميذ والمحتويات والحجرات و المختبرات ’وتنظيم الدراسة الى أوقات العمل وأوقات الاستراحة والعطلة ’وأوقات الأنشطة الترفيهية ’والأنشطة الثقافية ’والأنشطة التعليمية ’وأنشطة البحث ’والتقويمات و أشكالها وأهدافها و مدتها و توقيتها ’و تنوع الدروس والبرامج ’وتسلسل الدروس بشكل منطقي أو بشكل سيكولوجي(يراعي السنة الدراسية و مستوى التلاميذ و قدراتهم)و يراعي ما يقدر التلميذ تحصيله واستيعابه و فهمه و استثماره.

2)أننا نرغب في مدرسة يكون مستوى التلميذ المعرفي و اللغوي والفكري و الثقافي و العلمي جيدا’ويكون المستوى المعرفي واللغوي و الثقافي و العلمي للمدرس جيدا’ويكون مستوى الأخلاق الايجابية التي تنبني على حب العمل وتقديره’وتقدير الواجب ’واحترام الآخر ’وقبول الاختلاف معه كقاعدة كونية’ومنطق التواصل معه يؤسس على منطق المجادلة بالحسنى و الاقناع وقبول التعامل معه.ليس هذا ما يطلب داخل جدران المدرسة ’بل حتى خارجها(أي في البيت و مؤسسات الدولة والمجتمع)

3)اننا نرغب في مدرسة تمكن التلميذ وتعده و تدربه على المنهج العلمي التجريبي’والمنهج الوصفي’والاحصائي والرياضي الاستنباطي’وسائر المناهج المقارنة والوظيفية والتتبعية ..المستعملة في العلوم الاجتماعية والعلوم التجريبية وغيرها…

4)اننا نرغب ان نؤسس مدرسة على منطق قياس قدرات التلميذ المختلفة بانتظام و باستمرار=مثلا كالقدرة على التذكر و التعرف والتخيل والابداع والتعبير والوصف والتحليل والتركيب والتمييز والمقارنة  والترتيب و التصنيف والبحث والتوثيق و القدرة على استعمال المراجع والمصادر و الاستفادة من  التجارب و حسن قراءة النتائج للوصول الى التنبؤات والأحكام السليمة….

5)اننا نرغب أن تكون للمدرس حرية في اختيار الموضوع وتناول محتوياته المعرفية و الفكرية و المهارية بالشكل الذي يراه مناسبا حسب نوعية الجماعة التي سوف يتصل بها.وأن يكون له احترام داخل الفصل وخارجه من طرف الاداريين والآباء والمجتمع والدولة بصفة عامة .ويكون الشعار =تعلم أن تنجح عن طريق المثابرة و الجهد…الجهد هو القاعدة المنطقية ’وهو المبدأ والهدف  في أبجديات المدرسة’من طرف كل فاعل في مجال التربية..

6)نقتنع أن المدرس ليجد متعة و فرحة عارمة و حبا أسطوريا للعمل الذي يقوم  به ’ عندما يصادف جماعة المتعلمين لها رغبة جامحة للعمل و التفوق ’وعندما يصادف ادارة تساعده وتقدر عمله وتحترمه كانسان ’وتعمل بنصائحه وأفكاره واقتراحاته’وتعمل على ازالة الحواجزوالعراقيل و المعيقات من اي نوع كانت.وعندما يصادف جمعية الآباء تشجع تفانيه في العمل ’و مسؤولون  لهم نفس المواصفات….

   وخلاصة القول ’اذا كنا نبحث عن مدرسة وطنية ’فلنبحث عن الجودة و التفوق و التميز في التلاميذ و المدرسين و الاداريين و المراقبين و المسؤولين. ولتكن التشجيعات و المكافآت و الامتيازات تمنح على أساس الجهد و التفوق و الاجتهاد والاستحقاق’ و ليس بناءا على مقاييس لا عقلانية ولا منطقية….

انجاز= صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ام مروى ا
    23/06/2013 at 23:47

    جمييل ان نجعل من مدرستنا استادي الفاضل .مطبخا تقدم فيه الوصفات السحرية لطالب العلم لكن الاجمال هو ان ترقى وصفاتنا تطلعات متعلمينا وقوالب يستسيغها.فينهل منها حتي وان لم يستحسن طعمهامن مقدميها . بل ينبغي ان يكون ممتنا لهم لانهم يسروا له الطريقة ..وليدركوا ان استادهم اجدر بان يحترم وان يبجل . ا

  2. B.M
    24/06/2013 at 15:49

    hada jamil jiddane!oumakrahnach! lakine kayfa dhalik ya oustadh?

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *