Home»International»حوادث آبار الفحم بجرادة والرهان على التجاهل والصمت .

حوادث آبار الفحم بجرادة والرهان على التجاهل والصمت .

0
Shares
PinterestGoogle+

حوادث آبار الفحم بجرادة  والرهان على التجاهل والصمت .

محمد  بونيف

اهتزت مدينة جرادة عدة مرات على إيقاع وفاة عمال آبار الفحم ، ونظمت في كل مرة مسيرة حاشدة ، ولازالت المدينة حاليا تعيش بمرارة حادثة وفاة عاملين شابين اختناقا بالغازات الباطنية وهما وزار جمال وكعيوي عبد النور ، كما تعيش نتائج التدخل الأمني  الذي خلف إصابات خطيرة كإصابة  الطالب أنجار توفيق ، و العامل  خيموش الجلالي وضرب  نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان  فرع جرادة جمال علاي …..

وككل مرة بدأ الكل ينسى ما وقع أو يتناساه ،  مما يؤكد أن تلك المسيرات  لا تخرج عن كونها لحظة  وجدانية تضامنية و ظرفية،   أو رد فعل فوري وسريع لا يرافقه عمل حقيقي  على حل  الأزمة  ، والإقرار بخطأ  بنيوي كبير ناتج  عن الاختيارات اللا شعبية  ،تعاني  منه  المدينة  التي تم فيها إغلاق الشركة الأصلية   » مفاحم جرادة  »  ، وإلغاء مكتسبات مرحلة  دولة الرفاه : مثل العمل  القار مدى الحياة ، والضمان الاجتماعي ، والتغطية الصحية  ، والتعويضات عن العجز عند الإصابة بالداء المهني  أو حوادث الشغل ، والتعويضات  عن العطلة السنوية ، والعطل الوطنية والدينية المؤدى عنها .، والتعويضات العائلية وفي النهاية معاشات التقاعد.

 

تم التراجع عن كل هذه  المكتسبات ليتم إنتاج الفحم بشكل عشوائي و فوضوي  وبأثمان بخسة ودون التمتع  بأي حق من الحقوق المذكورة  ، وأصبح العامل المضطر تحت ضغط الحاجة والفقر المدقع ، هو الذي يؤدي الثمن غاليا وفاتورة الأزمة ،  لكونه ضحية لمضاربات وجشع  المستغلين ، مما أدى ويؤدي إلى اصطدامات ،واعتقالات  لا زال ضحاياها يمثلون أمام المحكمة  ، وكوارث اجتماعية تخلف باستمرار ضحايا من أرامل وأيتام ومصابين بالداء المهني   .

 

كيف يمكن لإنسان متزن ، لم يتجرد من إنسانيته ،  أن ينسى كل هذه الكوارث التي أصبحت شبه دورية،  ويسلم باختزالها في مسيرة حاشدة   على أهميتها ، لا تقر حقوقا  ولا تضمن تتبعا لأوضاع الضحايا وعائلاتهم ؟.

 

رأسمال المدينة النضالي والرمزي ، وطابعها العمالي  ، وذاكرتها  التي ظلت وستظل حية ، والضمير الإنساني اليقظ  والمتيقظ ، وحقوق الإنسان وقيمها السامية والنبيلة ، والكرامة الإنسانية المتأصلة فينا ، والترسانة الهامة من العهود والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب ، تجعل من الحق في الحياة  والسلامة البدنية  والأمان الشخصي حقا مقدسا . كل هذه القيم  والمقومات الإنسانية  تقول  ضمنيا لا للنسيان ولا للصمت الذي لا يخدم إلا فئات تنتعش وتقتات على فقر وبؤس شرائح من ساكنة المدينة ،  تدعي  خدمة لمصالحها الانتهازية والضيقة ،  أنها تمثل الساكنة محليا ،  وأنها قادرة على كبحها أو تحريكها  ، بينما يكشف الواقع عكس ما تدعيه  ، وما مسيرة الجمعة   10/05/2013 إلا دليلا على ذلك .

كيف يعقل أن يعتبر استخراج الفحم من طرف عمال آبار الفحم أحيانا غير قانوني ، وكيف لا يعوض الضحايا وعائلاتهم ، ومؤسسات عمومية وغير عمومية  وعلى امتداد رقعة جغرافية هامة من التراب الوطني  تستعمل الفحم الحجري  الذي أنتجته   سواعد هم  ، ومنها المحطة الحرارية بجرادة  والمؤسسات التعليمية …..، كيف لا يعوض هؤلاء العمال و لا يتمتعون بحقوق تحفظ كرامتهم ، والعمل جار بآبار الفحم على قدم وساق و أمام مرآى  ومسمع السلطات المختصة محليا .

كيف لا يتمتعون بالضمان الاجتماعي ولا يعوضون عن المرض والحوادث والوفاة ،  والدستور المغربي  في الباب الثاني الخاص بالحريات والحقوق الأساسية ، وبالضبط الفصل 20  منه  ينص على أن  الحق في الحياة هو أول الحقوق لكل إنسان ، ويحمي القانون هذا الحق .، كما يقر في نفس الفصل بأن لكل فرد الحق في سلامة شخصه  وأقربائه وحماية ممتلكاته ، ويقر بضمان السلطات العمومية لسلامة السكان وسلامة التراب الوطني في إطار احترام الحريات والحقوق الأساسية المكفولة للجميع . فعمال السندريات  بجرادة  معرضون إذا لم يحدث الأسوأ للداء المهني  المزمن  « السيليكوز  »  الذي يتطلب العلاج مدى الحياة  ، فكيف السبيل إليه  في غياب  أبسط الحقوق المادية  والمعنوية ؟

 

فالدول الديمقرطية والتي تحترم نفسها تسعى للحفاظ على الحق قي الحياة ليس للإنسان فقط بل لسائر الكائنات الحية الحيوانية والنباتية ، وأصبحنا نرى علامات التشويرعلى  طرقاتها تحدد السرعة في قيمتها الدنيا  ،حفاظا حتى على حياة  الضفادع وتنفق مبالغ هامة لتأمين ممرات آمنة لها  ، وتنجز تقارير مفصلة عن الحيوانات التي تموت خطأ أوعمدا على الطرقات وتراسل السلطات المعنية  على أعلى المستويات  من أجل اتخاذ إجراءات  عملية  لحمايتها  . ونحن لازال بلدنا لا يهتم   بضمان حد أدنى من العيش الكريم لعماله وفئاته   النشطة  ولا يبالي بحقها في الحياة .

 

جرادة في 1/06/2013

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ولد جرادة و المتتبع لما يجري و يدور
    05/06/2013 at 04:15

    احيي صاحب المقال عن روحه النضالية و نحن ابناء هذا الوطن الغيرين لابد ان نسميي الاشياء باسمائها بحث ان مقالك اثار اسعجابي بالفقرة التي قلت فيها  » كيف يعقل أن يعتبر استخراج الفحم من طرف عمال آبار الفحم أحيانا غير قانوني ،كيف يعقل أن يعتبر استخراج الفحم من طرف عمال آبار الفحم أحيانا غير قانوني  » السؤال المطروح من المسؤول عن هذه الحالة اليسو اصحاب الرخص او ما يسمى اباطرة الشاربون الذين لم يريدوا تحريك هذا الملف الساخن و الذين استفادوا من هذه الوضعية اذ انهم يضنون بان الناس ماشي عيقة منهم وهم بستفيدون من وراء الكادحين العاملين بابار الموة الداخل ميت و الخارج حي اما اصحاب الرخص فهم داخلين البربح خارجين لخصارة ولي مات الله يرحموا ،
    واش من تعويض كتهضر عليه با اخي خلي ذالك الجمل راكد الكل يتفرج ولاكن المسؤوليية اولى احملها الى اصحاب الحال الذين كلفوا بتصفية الملف الاجتماعي و الاقتصادي خلال ايام الاغلاق و كيف مررت الصفقة مع من عهد لهم بمستقبل 5000 عامل وما هو دور النقابات الذين عهد لهم الدفاع عن العمال الذين استفادوا من دوبل صولد والي بغا يربح العام طويل كل هذا كان يحاك على ضهر العمال الابرياء الذين كانوا بضاعة بيعت بثمن بخس اين انتم الذين تانرت علي مستقبل هذه المدينة و مدن اخرى تويسيت و سيدي بوبكر وتركوا لنا مخلفات هذه الماعدن من اتربة و جبال من الرنبلي و ما تعاني منه هذه المدن من امراش تنفسية من جراء استنشاق هذه الغبارات السامة المندلعة من الرنبليات تلك الجبال وموروث البنية التحتية الفقيرة او المنعدمة و التي كلفت الدولة اكتر من 346.000.000 درهم و التي كانت ضمن اتفاقية تاهيل الوسط الحضري بجرادة و عين بني مطهر كما ان قاون خلق المقاولة الصغرى الذي ينظم حرفة اصحاب السندريات لازال في رفوف الامانة العامة للحكموة ساكتة عليها واله يعلم شكون ما بغيش بش يخرج هذا القنون الى الوجود

    و للحذيث بقية ,

  2. نذير
    17/08/2013 at 19:33

    أول خطوة عملية مفيدة لأبناء جرادة وخاصة شباب المفاحم المناضل أن يعملوا على « تحريرهم » من قبضة « التمساحين » المتحكمين بدعم ومساندة من جهات متنفذة محلية ومركزية، في رقاب الكادحين، وشراء الفحم المستخرج بسواعد شابة تذوب هدرا، بأبخس الأثمان وبيعه بأضعاف مضاعفة لتحقيق ثروات ضخمة (أحدهما أصبح مليارديرا في ظرف وجيز لأنه يثقل الأظرفة هنا وهناك)على حساب العمال الذين تسلخ جلودهم الأحجار المسننة ويموتون في الغيران(اللهم ان هذا هو الفساد بعينه) والمطلوب أن يُسمح للشباب العاملين بتكوين تعاونية تضبط وتنظم تسويق الفحم ويكون لها وحدها حق البيع والنقل والتصدير، بدل الاحتكار والاحتقار الذي يقصر حق النقل والبيع والتصدير على شخصين فقط وكل من طلب رخصة نقل الفحم او بيعه لا تعطى له هكذا يكون اقتصاد الريع والا فلا نطالب وزير الطاقة بزيارة المدينة وحده دون تنسيق مع السلطات المغالطة والوقوف على حقيقة الأمور بالاستماع راسا ومباشرة وفقط الى مطالب الشبان أصحاب السواعد المنهكة والعمل على حل مشاكلهم وإنصافهم وبالأخص « تحريرهم  » من قبضة الفاسدين والمفسدين فمشاكل جرادة عويصة وتاريخية وستصل اصداؤها الى المحافل الدولية ما لم تعمل المحافل الوطنية على معالجتها معالجة حقيقية وجذرية بعيدا عن الترقيع والمغالطات الاعلامية وذر الرماد في العيون فقد بلغ السيل الزبى ومن لا يعرف تاريخ جرادة ونضالاتها وبطولاتها أثناء فترة الاستعمار وبعده لا يعرف تاريخ المغرب وقد اعذر من انذر اللهم فاشهد وليشهد التاريخ وضمير الأجيال.ا.ا
    Source : link to oujdacity.net

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *