Home»Enseignement»جرادة : تكنولوجيا الإعلام والاتصال : واقع المؤسسات في حال ، وأهداف الوزارة في واد ؟؟؟

جرادة : تكنولوجيا الإعلام والاتصال : واقع المؤسسات في حال ، وأهداف الوزارة في واد ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

جاء مشروع جيني ليؤسس لبنية معلوماتية من خلال تجهيز المؤسسات التعليمية بالحواسب ،ولتسهيل الولوج إلىقاعات متعددة الوسائط مجهزة بالوسائل التكنولوجية الحديثة والمرتبطة بشبكةالانترنيت ، وتمكين الأساتذة من آليات التفاعل معها . إلا أن هناك عناصر جديدة في الحقل التعليمي ساعدت على إرباك العملية وأثرت عليها بشكل كبير .

من أهم الأشياء التي أتى بها الوزير الحالي هو توقيت جديد بالنسبة للابتدائي . وهو التوقيت الذي فرض فرضا كون أن بنيات المؤسسات التعليمية من حيث الحجرات غير قادرة على استيعابه ، ما اضطر بعض المؤسسات إلى السطو على  بعض المرافق بالمؤسسات التعليمية من اجل مسايرة التوقيت ، فكان الحاصل هو تحويل قاعات مثل القاعة متعددة الوسائط إلى قسم للتدريس ،  فقد تم تجميع حواسب جيني – التي صرفت من اجلها أموال باهضة –  في أماكن خاصة  حيث ستتعرض للإهمال والتلف … وبالتالي تعطيل الهدف الذي وجدت من اجله ، فما هي حصيلة هذا الفعل على المؤسسات التعليمية سواء على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي أوعلى مستوى التواصل ؟؟  كل هذا من اجل الامتثال  إلى توقيت يحاصر العملية التعليمية ، بل الادهى من ذلك عندما تم تحويل مطعم مدرسي إلى حجرة ، كما أن بعض الحجرات غير الصالحة والتي تم توقيفها بقرار من نيابة التعليم عادت إلى الاشتغال إرضاء لهذا التوقيت .

 مشروع من حجم مشروع جيني الذي كان يهدف إلى  إدخال المعلوميات في العملية التعليمية  عبر تكوين موارد بشرية مؤهلة وتوفير إمكانيات مادية حقيقة من وسائل لخدمة ذات الغرض ،وكان لا بد من توفير البيئة حيث تتحقق الأهداف ، إضافة إلى اجتهادات جميع الأطراف اساتذة وجمعيات اولياء التلاميذ لتوفير الفضاء لإرساء المشروع بالعديد من المؤسسات التعليمية ، حيث يمكن توظيف الموارد الرقمية في العملية التعليمية  وتكوين وتدريب الأطر التعليمية على استعمال التقنيات الجديدة فيمجال المعلومياتقصد التحكم فيها وإدماجها ضمن الوسائل التعليمية المختلفة إذ يمكن للمدرسيناستخدام التقنية بشكل فاعل في التعليم بواسطة اكتساب مهاراتتخص هذا الفعل التربوي . فهل الوزارات المتعاقبة تنتبه إلى المجهودات السابقة المنجزة من اجل دعم المسايرة نحو الأفضل حيث لا يمكن إهمال ما تم إنجازه من خلال فرض واقع جديد إن لم يأتي على المكتسبات فانه يعقد عملية الاستمرارية .

فقد كانت هناك  مجهودات على مستوى الوزارة ارتبطت بتوفيرالبنيةالتحتية الرقمية ، كما  تم وضع مخطط عمل مدقق وشامل من اجل تكوين وتأهيلالموارد البشرية خاصة منها الأطر التربوية ، في مجالتكنولوجيا المعلومات والتواصل في التربية واستعمالها بشكل ملائم كمستلزماتللعمل التربوي ، وقد اعتبر هذا المخطط رهانا كبيرا بالنظر إلى الكم الهائل منالأطر المستهدفة من التكوين والتي تتجاوز230 ألف إطارا بالنسبة لفترة البرمجة علما انه كان ينتظر توسيع القاعدة . كما خصصت مختبرات لإنتاج الموارد الرقمية ومسابقات للإبداع والابتكار في هذا المجال …

 

فعندما يتم الإجهاز على القاعة المتعددة الوسائط وتكبيل الأساتذة المكونين بأوقات عمل غير مناسبة تشل حركتهم من أي توجه نحو التفاعل مع تكنولوجيا الإعلام والاتصال ، هذا يؤكد على حقيقة مرة هي ان الوزارة في واد والواقع التعليمي في واد آخر ، وان الذين يسهرون على المنظومة التربوية غائبون عن الحقائق على الأرض من غير تفهم الإشكالات المطروحة انطلاقا من بعض القرارات وانعكاساتها السلبية . ما يناقض ما رسم له من جعل  إدماجتكنولوجيا المعلومات والتواصل في التربية والتكوينمرتكزا أساسيالتحقيق هذه الطفرة التكنولوجية التي يتم التعويل عليها ،فان الواقع من خلال الظروف الحالية بعيد كل البعد عن ذلك  ،  والحال  أن تكوين الأساتذة من اجل إغناء وتطوير الممارسةالبيداغــــوجية لم يعد في المتناول ، فالتوقيت الجديد المعمول به  أجهز على إمكانيات التكوين  المفترض أن يخضع لها الأساتذة ، إذ لا يمكن  للأساتذة المكونين ( المجددين )  من تقديم دروسهم رغم أن الوزارة أبقت على تعويضات هذه التكوينات نظرا لأهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال في العملية التعليمية ، وبالتالي اغلب التكوينات المبرمجة  لم تنجز بسبب اعتراض الأساتذة المستهدفين من تلقيها حيث يشترط أن تكون خارج أوقات العمل ، وهو ما لا يساعد على ذلك  . فأساتذة التعليم الابتدائي لا يملكون إلا يوم الأربعاء  بعد الظهر كحصة فارغة حسب التوقيت الجديد ، وغالبا ما تخصص هذه الفترة لقضاء أغراض شخصية ، كما أن ست ساعات ونصف من العمل  يوميا وبعد مجهود عملي مرهق لا يسمح باستفادة اغلب رجال التعليم من التكوين علما أن المؤسسات التعليمية تغلق بعد فترة المساء .

يبدو أننا أمام مفارقة غريبة من حيث واقع تكنولوجيا الإعلام والاتصال الذي فرض نفسه بقوة للولوج إلى داخل المؤسسات التعليمية للتفاعل معه والاستفادة منه ، وبين واقع آخر يكبل ويحاصر المؤسسة التعليمية ويفرغها من كل إمكانيات التعاطي مع واقع التكنولوجيا الزاحف . نتساءل ما هي أهداف الوزارة عندما نسمع عن اطلاق مشاريع تربوية جديدة لإدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في المنظومة التربوية …؟؟؟

أستاذ – جرادة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *