Home»International»VIDEO بين السوقين سوق للتحدي

VIDEO بين السوقين سوق للتحدي

0
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح الإدريسي

تقديم:
غداة الحريق الذي أتى ،ليلا،على سوق مليلية الشهير بوجدة؛في أواخر شهر غشت 2011؛كانت لي وقفة مع هذا الحدث المؤلم ،من وجهين:
*النار وما اشتعلت به من أرزاق المئات من الأسر الوجدية.قدر الهي لا راد له.
*هجمة متوحشة للصوص ؛يسابقون النار ،لكن في حرق الأخلاق والقيم الوجدية النبيلة.
البوم –وقد سعدت بشريط افتتاح السوق في حلة جديدة- قررت أن أقف ثانية مع الحدث ،لأقدم له قراءة قد تتجاوز المباشر المفرح الى العمق، عساني أوفق في بلورة درس نموذجي  تشيع فائدته مكانا وزمنا ؛في هذا الوطن الحبيب الذي لا نبنيه دون تحدي.
فعلها الفتية :
تجمعهم اداريا جمعية تجار السوق،وأخلاقيا كل هذا الرصيد القيمي الذي لا يزال صامدا في نفوس أغلب المغاربة ؛رغم كل المثبطات.
هذا الرصيد هو الذي أسال دمع رئيس الجمعية ،وهو يعبر عن فرحة زملائه ,وهم يرون حلم ثمانية عشر شهرا من النضال يتحقق ؛واقعا شامخا يمسح دموع الآباء والأبناء، التي جرت مدرارا ذات ليلة
وجدية ملتهبة.
بلغني أن العالم الجليل ،الواقف حين يجلس العلماء،فضيلة الأستاذ مصطفى بنحمزة غضب في هذه الليلة الليلاء- كما غضبنا جميعا- ليس على قدر الله ،ولكن من فعل النفوس الضعيفة التي استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير ،فراحت تسابق النيران ،لا للمساعدة المطلوبة في هذه الظروف ،ولكن سلبا ونهبا .
كيف ؟ أو يحدث هذا في مدينة المساجد؟
تذكرت هذا وأنا أرى فضيلته ،وبين يديه فتية السوق ،يستسقون الغيث به،غيث البركة والرحمة والشكر اذ بدل الله العسر يسرا.
ولعل فضيلته تجاوز لحظة الغضب الى الفعل، وبذل كل الدعم للفتية » السيزيفيين » ،وهم يعاودن صعود الجبل من جديد.
وتذكرت كلاما بلسما لرئيس الجماعة الحضرية عمر احجيرة ؛وهو يعد-غداة الحريق- بأن طائر الفنيق سينهض من هذا الرماد ليستعيد سيرته الأولى ،ببهاء أكثر.
كانت كل كلمة،مواسية، يومها تعني الكثير للمنكوبين ،أما حينما تقترن بوعد بمليار سنتيم مساعدة من الجماعة ؛فلا شيء يمكن أن يحضر في الذهن بقوة كحضور الدولة الراعية ،التي تحضن أبناءها في وقت الشدة والضعف؛وحضور المنتخب الذي يستشعر مسؤوليته ،ولا يقرب كرسي الغياب أبدا. أقول هذا وأنا أستحضر جديته وحيويته وصدقه ،دون أن أكون من المتحزبين لحزبه.فقط أذكر الفضل لأهله.
وقد التحق بركب البناء،وسَرَّعَهُ، رجل آخر دخل تاريخ المدينة من أوسع أبوابها؛انه السيد الوالي محمد امهيدية ،الذي لم ينس أبدا –رغم ثقل المهام الإدارية- أنه المهندس الميداني ،الذي لا يسعد أبدا إلا وسط الأوراش الكبرى؛حيث رائحة التراب والاسمنت والحديد.
ستتذكر المدينة طويلا هذا الوالي ،وستؤرخ به للعديد من محطاتها التنموية.ان من يمدح هذا الوالي لا يمكن أن يتهم بالمجاملة لأنه كنار على علم حيثما تقلد مهمة في هذا الوطن.  واذا قال فيه أحد غير هذا فاتهم؛فقد يكون مسؤولا غشاشا لا قبل له بمثل هذا الصادق المخلص

سوق التحدي

بين السوق الذي احترق والسوق الجديد سوق للتحدي؛وكم تمنيت لو رأيتها مكتوبة على جبينه رغم كل الحب الذي نكنه لمدينتنا السليبة.
سوق مليلية يحيل على نوع من التجارة تنشط خارج مدونة التجارة ؛ومهما نشطت وطال زمانها سيستعيد القانون صولته.
سوق التحدي درس نموذجي لكل شبابنا ،الذين بلغ منهم التيئيس مبلغا،حتى اعتقدوا في تماسيح وعفاريت لا تقهر ،تأتي على الأخضر واليابس في هذه البلاد ؛ولا تترك لهم حتى الحلم ليؤثثوا به
سنين ربيعهم.
درس يقول لا لليأس ؛وهاهي ذي ثمرة التحدي جلية أمام أبصاركم .رغم كل المثبطات ،وكل المزايدات السياسية ،وكل الصراعات الداخلية ،هاهي ذي النتيجة ،وهاهي ذي ثمرة العمل المخلص .
ان الروح التي تسكن هذا الدرس لا تبني سوقا تجاريا فقط، بل تبني صرحا خلقيا كبيرا ،سيظل ذخرا
يحكم سوكنا ويوجهه صوب الأمثل.
لن تخيب أمة يشمر شبابها على ساعد الجد ,ويتعاضدون من أجل البناء المادي والمعنوي.
ولا سعد كل مسؤول لا يعمل على زرع هذه الثقة في شباب البلد ؛ولو بأن يقول لهم فقط:نعم تستطيعون فبادروا…
وهل تنسي النجوم في البدر؟
طوبى لملك أحب قرية فحولها الى مدينة تفاخر مثيلاتها شرقا وغربا.لم تكن وجدة ،قبل هذا الحب الملكي للمدينة وأهلها,غير قرية فاضت على محيطها الأخضر، الذي لم يعد موجودا سوى في كتب من مروا بها من الرحالة؛وصولا حتى الى كبار السن ،وهم يشهدون على ما أدركوه من ذلكم البهاء.
من قرية وجدة الى مدينة وجدة، مسافة طويلة يؤثثها هذا العزم الملكي الذي استحضر تاريخها الألفي ،وجغرافيتها التي تجعل منها مركزا لاتحاد مغاربي لم نيأس منه أبدا؛وخلفية لجوهرة الأبيض المتوسط
الزرقاء؛الفاتنة مدينة السعيدية:قصبة عجرود ذات تاريخ.
نتذكر اليوم ،ونحن نفرح مع تجار السوق،كل مشاريع النماء في المدينة الملكية ؛ونتمنى أن نرتفع ،كساكنة،وكمسؤولين، الى مستواها؛وما ازدانت المدن إلا بساكنتها قبل معمارها.
طوبى للبناة.
Ramdane3@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *