Home»National»إذا صح أن يعوي الذئب لوجه الله فتصح كذلك زيارة حزب معارض لساكنة حي الأندلس

إذا صح أن يعوي الذئب لوجه الله فتصح كذلك زيارة حزب معارض لساكنة حي الأندلس

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا صح أن يعوي الذئب لوجه الله فتصح كذلك زيارة حزب معارض لساكنة حي الأندلس

محمد شركي

علق معلقان على مقالي السابق الذي أشرت فيه إلى محاولة ارتزاق بعض عناصر حزب محسوب على المعارضة بمطلب ساكنة حي الأندلس المتعلق بتزفيت بعض الشوارع المهملة التي كثرت حفرها وأخاديدها حيث نظم هؤلاء لقاء مع مجموعة صغيرة من هذه الساكنة  مساء أمس بالقرب من مسجد البراق من أجل فتح حوار معهم ظاهره الانشغال بهمومهم وباطنه القيام بحملة انتخابية قبل الأوان . ومما جاء في تعليق المعلقين باللغة الفرنسية ودون علم فرانسوا هولند استحسان وتثمين خطوة عناصر هذا الحزب مع اعتبار ذلك بادرة غير مسبوقة . وأظن أن المعلقين قد يكذبان على  غيرهما ولكنهما لا يستطيعان الكذب على نفسيهما . فالحمد لله أن ثقافتنا الشعبية قد وفرت لنا رصيدا ثمينا من الحكمة ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، ومن هذه الحكمة أنه لا يوجد ذئب يعوي لوجه الله عز جل . وأسلافنا لم يخلصوا إلى هذه الحكمة حتى  حنكتهم التجارب وعرفوا أن الذئب لا يعوي  إلا ابتغاء مرضاة بطنه الجائع . ولن يكون عناصر الحزب المحسوب على المعارضة أفضل حالا من الذئب الجائع خصوصا وأن معظم عناصر هذا الحزب قد سلخوا جلودهم الحزبية السابقة ولبسوا جلد  هذا الحزب ، وهذا موضوع لا أريد أن أطرقه في هذا المقام ، وإنما أشرت إليه من أجل تأكيد أن الذئب لا يعوي لوجه الله عز وجل . والمعروف لدى كل الأحزاب التي تنزل إلى الشوارع  بمناسبة قرب الاستحقاقات الانتخابية أنها تشترط تقديم الخدمات للمواطنين مقابل  التصويت عليها، وهذا هو مدلول الذئب لا يعوي لوجه الله عز وجل . فالعناصر التي  طلبت يوم أمس لقاء بعض ساكنة حي الأندلس  لمناقشة  قضية تزفيت بعض شوارعه لم تفعل ذلك لوجه الله بل استغلت خلافها مع الحزب الحاكم  ، وهو خلاف تحول إلى صراع اتسم بالحدة  إلى درجة تبادل الشتائم والسباب  من أجل تحريض المواطنين على هذا الحزب الحاكم بسبب الخلاف معه ، وهو خلاف مرده رفض فوزه  وتشكيله للحكومة  كما هو الحال في كل بلاد الربيع العربي  التي فازت فيها أحزاب إسلامية.  ومعلوم أن خصوم الأحزاب الإسلامية الفائزة بالانتخابات يعتمدون كل الوسائل المتاحة من أجل  إجهاض الحكومات الإسلامية ، ولا يخرج ما فعله عناصر الحزب المحسوب على المعارضة مع ساكنة حي الأندلس  عن هذا السياق . والحقيقة أن  ساكنة حي الأندلس التي لم تستفد من تزفيت بعض شوارعها يجب  أن تستفيد دون تدخل أي حزب لأن ذلك من حقها ، ولا حاجة لأن يلعب أي حزب من الأحزاب مسرحية قتلنا الثعبان. ومن العار الارتزاق بملفات ساكنة الأحياء  ، وهي  ملفات وجب أن  يخضع للمساءلة والمحاسبة من أهملها  حين كان في مركز القرار . وربما كان من يريد الارتزاق اليوم بقضية ساكنة حي الأندلس هو المسؤول عنها من قبل ، وقد جاء اليوم ليركبها مرة أخرى ويستغلها أبشع استغلال  كما يفعل اللص الذي يبيع المسروق  فيستفيد مرتين. وفي انتظار أن  يعوي الذئب لوجه الله عز وجل ، سننتظر ساكنة حي الأندلس  أن تزورها الأحزاب السياسية أيضا لوجه الله عز وجل .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. سفيان
    19/02/2013 at 23:25

    حقيقة غريب مقالك فالمعروف أن جميع الأحزاب ومهما كان نوع الانشطة التي تقوم بها فالهدف دائماً هو كسب عطف الساكنة من أجل التصويت إذن لا نرى عيبا إن كان قد قام أحد الأحزاب بالاجتماع مع ساكنة هذا الحي وان كنت قد رأيتهم قلة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *