Home»Enseignement»نيابة وزارة التربية الوطنية بجرادة : هل يتم تدبير التدفئة لصالح العملية التعليمية ؟

نيابة وزارة التربية الوطنية بجرادة : هل يتم تدبير التدفئة لصالح العملية التعليمية ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

يتميز إقليم جرادة بالبرودة الشديدة ، وتعرف المنطقة تساقطات ثلجية كل سنة ، كما تمر أيام من الصقيع الشديد ، ما يحول الحجرات الدراسية إلى ثلاجات يتجمد داخلها التلاميذ ، ما يصعب عملية التعلم خصوصا وان الظروف الاجتماعية لساكنة المنطقة عرفت تدهورا شديدا بعد إغلاق شركة مناجم الفحم ، حيث معالم الفقر ترتسم على وجوه المتعلمين ومن خلال ما يرتدونه من ملابس رثة لا تكفي لستر عورتهم من غير أن تقي أجسامهم النحيلة من شدة البرد الذي ترتعد له فرائسهم ، ما يفرض ضرورة توفير التدفئة لتمكين المتعلمين من ظروف تعليمية مناسبة مساعدة على التحصيل . إلا أن عملية توفير التدفئة تعرف عشوائية وارتباكا ما يجعلها لا تحقق الأهداف المرجوة منها .

واعتاد المسؤولون على إبرام  صفقات تزويد المؤسسات التعليمية  بالفحم حيث يتم تجميعه بإحدى المدارس المغلقة ، ويظل مركونا بها دون إمكانية حصول المؤسسات على حصصها ، إذ تتنصل نيابة التعليم من عملية نقله ، وأمام هذا الوضع تتدخل جمعيات الآباء للتكفل بهذه المهمة ، وقد اضطرت العديد من المؤسسات إلى جمع اشتراكات من التلاميذ من اجل جلب الفحم إلى المؤسسة . هذا الأمر قد يكون ممكنا بالعالم الحضري ، إلا أن المأساة كبيرة بالنسبة للعالم القروي حيث الوضع أكثر قتامة لا من حيث واقع المؤسسات التعليمية ولا من حيث الظروف المحيطة بها  . ما يفترض أن يقوم المسؤولون بمجهود إضافي لفك العزلة وتوفير ظروف حقيقية ومناسبة لعملية التعلم …

في السابق كان المزودون يقومون بإيصال الفحم إلى المؤسسات التعليمية ، إلا انه في السنوات الأخيرة توقفت هذه العملية ، ويتم الاكتفاء بوضع الفحم وتجميعه في مؤسسات مغلقة  والسؤال ما جدوى شراء الفحم إذ لم تستفد منه المؤسسات التعليمية ، وما طبيعة الصفقات المبرمة التي لا تشترط إيصال الفحم إلى المؤسسات ، إذ إلى حد الساعة العديد من المؤسسات لم تتوصل بحصصها التي تتعرض للضياع في الوقت الذي يحرم المتعلمون من حقهم في التدفئة ، وكان أن سجلت بعض  الثانويات ( جابر بن حيان  سيدي محمد بن عبد الله …) عرائض ووقفات احتجاجية من طرف التلاميذ والأساتذة بسبب غياب التدفئة  .

ومن الغريب أن بعض الحجرات ببعض المؤسسات ( ابن الهيثم والنور …) غير معدة للتدفئة ، إذ خلال بنائها لم تتم مراعاة جانب التدفئة وهو ما يطرح السؤال حول طبيعة الصفقات التي لم تراع أساسيات ضرورة توفرها في الحجرات الدراسية وعلى رأسها التدفئة في منطقة معروفة ببرودتها ، وأي دور تقوم به الوزارة خلال المراقبة القبلية ، فلم يخصص مكان للمدفأة ولم توضع مخارج للدخان والغازات ، وأمام هذا الوضع لم يفكر المسؤولون في إيجاد بدائل ، رغم أن هناك تجربة ناجحة بتويسيت ينتظر الاستفادة منها وتعميمها كونها آ منة واقتصادية  . وما يقع بإحدى المؤسسات التعليمية  بكافايت وهذا على سبيل المثال لا الحسر ، فقد قام  المقاول بتقليص مساحة قاعة متعددة الوسائط بما يقارب النصف  عن ما هو مفروض في دفتر التحملات إضافة إلى أن الأعمدة لم تتوفر على المقاسات الحقيقية ، ما يؤكد حجم التلاعب الذي تتعرض له البنايات التعليمية ، وكثيرا ما يتم القبول ببنايات لا تحترم فيها المعايير والشروط وجودة المواد المستعملة ، فمن أين تبدأ مسؤولية وزارة التربية الوطنية في ضمان بنايات بمواصفات ضرورية وحقيقية ؟؟؟  وعلى من تقع مسؤولية المراقبة ، وكيف يسمح لمقاولين بإتمام بنايات دون احترام ما هو منصوص عليه ؟؟؟ أين هو دور التقني والمهندس التابعان لوزارة التربية الوطنية ، وما دور مصلحة البنايات ؟  كان على الأقل رفع تقرير حول هذا قبل إتمام البناية لتدارك الأمر من طرف المسؤولين ، خصوصا وأن الأمر كان معلوما وبينا … كيف لا يتم احترام  بنايات وزارة التربية الوطنية  وهي التي تحتضن أطفالا أبرياء ، يفترض أنها موجهة لخدمة تعليمية تحتاج إلى الدقة واحترام المعايير ؟ وقد سبق بنيابة الناضور أن تدخلت إحدى النقابات  وأوقفت أشغال مقاول لم يحترم المعايير ويعرف الجميع نتائج التي تعرض لها  المسؤولين بالنيابة حينها .

وإذا اعتبرنا أن منطق الصفقات يفترض الجودة في كل شيء فان الفحم الذي تتوصل به المؤسسات التعليمية يعتبر من النوع الردئ المشبع بمادة الكبريت ،  وهي غازات سامة لها أثرها على صحة المتعلمين ، في السابق كانت شركة مفاحم المغرب تقوم بغسل الفحم ما يساعد على تنقيته من مادة الكبريت وباقي المخلفات  والاحتفاظ بالنوع الجيد الذي كان يوزع على العمال لاستعماله في التدفئة ، ويلاحظ أن  أكياس الفحم تحتوي على نسب عالية من الغبار لا تخضع للمراقبة  ، بمعنى أن كميات من الفحم لن يستفاد منها ، فما هي معايير الجودة التي يفترضها المسؤولون ، وهل هناك مراقبة حقيقة تضمن استفادة حقيقية ؟؟؟.

 

تظل التدفئة جزءا مساعدا على عملية التعلم وحقا من حقوق المتعلم بواسطة الفحم الذي تخصص له ميزانية ضخمة تصرف من أموال دافعي الضرائب ، ورغم أن عملية التدفئة بالفحم تتطلب حاجيات أخرى كالحطب ومجهودا كبيرا يتحمله الأساتذة والتلاميذ إلا انه لا غنى عنها ، فهل توجد استراتيجية معقلنة لتدبير عملية التدفئة أم ستظل رهينة عشوائية من غير ذات فائدة على المتعلم  وغير فاعلة لصالح العملية التعليمية ….

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. استاذ بالثانوية
    08/02/2013 at 11:31

    اطلب من كاتب هذا المقال ان يتبين قبل ان يصيب عباد الله بجهالة فثانوية سيدي محمد بن عبد الله الاعدادية لم تعرف قط وقفة احتجاجية لا من طرف الاساتذة و لا من طرف التلاميذ ذلك انها حسب علمي هي المؤسسة الوحيدة التي توفر التدفئة بحجرات الدرس حتى ان بعض الاباء بل و مجموعة من الاساتذة طلبوا من مدير المؤسسةالا

    يشغل مدفئات قاعاتهم لانهم لا يطيقون لا حرارة و لا رائحة الفحم الحجرولتاكد من هذه المعطيات ما عليكم الا الاتصال بادارة المؤسسة و جمعية الاباء التي وفرت منذ شهردجنبر شخصا يقوم بتشغيل المدفئات مقابل اجر تاديه له كل 15 يوما .باضافة الى ما يقدمه له مدير المؤسسة من ماله الخاص و ان كنت متيقنا من انه لا يحب ان يعرف هذا العمل لانه من اولئك الناس الذين يعملون في صمت .

  2. متتبع
    08/02/2013 at 13:45

    البرودة القاسية عائق حقيقي امام التعلم لا يحس به الا من جرب التدريس في هكذا ظروف ،فاذا كانت فئة من التلاميذ في ظروف جوية صعبة لن تتاح لها فرصة التعلم كما هو الشان بالنسبة لتلاميذ في ظروف جوية ملائمة فالتدفئة لها دور في تعديل الفوارق بين المناطق والتلاميذ من اجل احداث تكافؤ الفرص للتعلم . لكن بعض المسؤولين من مديري الاكاديميات او النواب او رؤساء مصالح الشؤون الادارية والمالية ممن ابتلت بهم التربية والتكوين لايعيرون هذه النقطة ما تستحق من الاهتمام والحرص فتراهم لا يستعدون ليكون مع موعد البرودة في الوقت المحدد انه الاهمال للمصالح .فلا بد اذن من وجود لجنة اقليمية تحت اشراف السيد العامل تتكلف بالاشراف المباشر على وضعية التدفئة بالمؤسسات التعليمية . لابد من اعتبار ان التدفئة مساهم رئيسي في امن المؤسسات التعليمية .

  3. منصور محمد ابن الهيثم حاسي بلال
    08/02/2013 at 22:28

    ويسالونك عن الطقس قل انما الطقس من امر ربي ةو ما نيابة جرادة تعلم دلك
    مقالتكم غاية في الاهمية وكما يقول المغاربة وهم حكماء في ضرب الامثلة =سال لمجرب لتسل الطبيب= اقسم بالله اانني اشتغل بمؤسسة ابن الهيثم مند مدة ليست باليسيرة وانني اموت من البرد رغم انني البس ملابس واقية للبرد واحزن لتلامدتي الدين يتضورون جوعا و وبرودة نظرا لغياب اللتدفئة داخل الاقسام بينما تتنعم ادارة المؤسسة بالتدفئة في مكاتبها بالكهرباء وعلى حساب الدولة من فضلكم انها ترشيد النفقات ومحاربة الهشاشة و الهدر المدرس
    ي وبعبارة اخرى انه الضحك على اولاد الشعب المساكين ختاما لا يسعني غير قول القائل =امة ضحكت من جهلها الامم=

  4. ملاحظة حول التعليق الاول
    09/02/2013 at 13:39

    في ملاحظة حول التعليق الاول : الأساتذة الذين تلقوا تكوينا حول بيداغوجيا الادماح وأيام تكوينية حول الإعلاميات بسيدي محمد بن عبد الله طرحوا مشكل التدفئة حيث كانت قاعات الإعلاميات تتحول إلى ثلاجات ، فكانت معاناة الأساتذة أيام التكوين عصيبة كون المكيفات الموجود بها معطلة ، هدا المشكل طرح بالنسبة للأساتذة فكيف هو الأمر بالنسبة للتلاميذ ، لأن قاعات الإعلاميات موجودة للمتعلم أولا ، فالتدفئة بالفحم أو غيره هي جوهر النقاش ارتباطا بالعملية التعليمية سواء أكانت تدريسية أو تكوينية ، وقد سجل الأساتذة المكوَنين احتجاجهم حول التدفئة ويمكن الإطلاع على التوصيات التي دونها الأساتذة . وجاءت الإشارة إلى سيدي محمد بن عبد الله كونها هي التي حينها كانت حاضنة لأيام التكوين وفي سياق أهمية التدفئة داخل العملية التعليمية . المقال لم ينكر دور جمعيات الآباء والمجهودات التي تقوم بها وعلى رأسها جمعية آباء وأولياء مؤسسة سيدي محمد بن عبد الله وإذا كان للجمعية من الإمكانيات المالية ما يجعلها تخصص من يوقد المدفآت فان بعضها لا يتوفر على إمكانيات لنقل الفحم إلى المؤسسة خصوصا من مؤسسات التعليم الابتدائي لأطفال في عمر 6 و 7 و 8 سنوات ، كما لا احد يشكك في المجهود الذي يقوم به السيد مدير المؤسسة والتضحيات التي يقوم بها الاساتذة والتلاميذ في العديد من المؤسسات في صمت من اجل تدفئة الحجرات . وإذا اعتبرنا أن المتعلم هو مركز العملية التعليمية من هنا يبدأ السؤال . وليعلم صاحبنا بان مشكل التدفئة له تاريخ ونضال طويل منذ أيام وجود شركة مفاحم المغرب ، ربما بعض الذين أتت بهم الظروف للتدريس بجرادة لا علم لهم بكل ذلك التاريخ وبكل النضالات والاحتجاجات … ومؤسسة سيدي محمد بن عبد الله كانت وستظل نموذجا للمؤسسات المثالية والمناضلة أساتذة وآباء وتلاميذة …

  5. استاذ
    10/02/2013 at 18:38

    ردا على صاحب المقال الاول
    اولا: لا اعتقد انك استاذا بالثانوية المذكورة او انك من المتملقين الذين لايعرفون النظال و لا الانخراط فيه.
    ثانيا: المشكل قائم لحد الساعة و المعانات مستمرة و قد ابلغ المدير والنائب الاقليمي اثناء حضوره للوقفة الاحتجاجية والتي اجزم انك كنت من المتخاذلين عنها
    ثالثا: ولا تزكوا شخصا حتى تعرفونه على حقيقته.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *