Home»International»إذا كان أداء حكومة بنكيران دون المستوى فهذا يعني ان الربيع المغربي لا مبرر له

إذا كان أداء حكومة بنكيران دون المستوى فهذا يعني ان الربيع المغربي لا مبرر له

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا كان أداء الحكومة الحالية دون المستوى كما يرى البعض فهذا يعني أن أداء من كان قبلها كان جيدا وأن الربيع المغربي لا مبرر له

 

محمد شركي

 

بداية أود تكرار قضية حيادي السياسي التام حتى لا تحسب مواقفي مع أو ضد حزب من الأحزاب . ومعلوم أن الحياد يقتضي الموضوعية والميل مع الحق حيثما مال.  لا يستطيع عاقل في هذا الوطن أن ينفي بأن الربيع المغربي  على غرار الربيع العربي جاء بسبب استفحال أمر الفساد السياسي الذي نتجت عنه كل أنواع الفساد الأخرى . وهذا الفساد السياسي لم يخلق من فراغ بل كانت وراءه أحزاب سياسية كانت تدير شؤون البلاد ، ولا يمكن أن تتملص من مسؤوليتها عن هذا الفساد مهما حاولت ذلك .  ولقد كان من المفروض أن يحاسب كل طرف ساهم بشكل أو بآخر في  هذا الفساد . ولما فرض الشعب إرادته وطالب بإسقاط الفساد  الذي كان على قناعة تامة بأنه يوجد في الأحزاب التي حكمت البلاد سواء  المحسوبة على  اليسار الذي عرف تاريخيا بمعارضته للنظام أو تلك المحسوبة على النظام ،والتي كانت من صنعه لمواجهة خصومه كما يعرف ذلك جيدا كل المغاربة ، سارعت كل الأحزاب من هذا التيار أو ذاك  لخطبة ود الشعب الغاضب المطالب بإسقاط الفساد . ولم يكن الشعب  قاصرا عندما اختار حزبا لم يجربه من قبل ، وأراد أن يجربه ، وتوسم فيه الخير بسبب مرجعيته الإسلامية . ولم يكن الشعب المغربي بدعا من الشعوب العربية التي راهنت على العودة إلى هويتها الدينية من أجل مواجهة عالم له هويته العلمانية على اختلاف ألوانها. ومنذ أن اختار الشعب المغربي  حزبا إسلاميا ليقوده في اتجاه محاربة الفساد بدأت المؤامرات المكشوفة ضد هذا الحزب . وبدأت هذه المؤامرات في شكل تشكيك في كفاءة وقدرة هذا الحزب على قيادة البلاد بعد ربيعها . ولأول مرة اتحدت الأحزاب المعروفة بمعارضتها للنظام والأحزاب التي هي من صنع النظام ضد الحزب الإسلامي الذي فاز في الانتخابات ، وحظي بثقة الشعب . وانقسمت هذه الأحزاب التي فاجأتها نتائج الانتخابات إلى معارضة للحزب الإسلامي الفائز معارضة صريحة ، ومعارضة له معارضة ضمنية وبالمصطلح البلاغي معارضة تصريحية ومعارضة مكنية . ولأول مرة في تاريخ الحكومات  نجد أحزابا تشارك الحزب الإسلامي الحكم  وتشكل معه الحكومة ، وفي نفس الوقت تمارس المعارضة  ضده على غرار معارضة الأحزاب التي لا تشاركه الحكم .

وفي اعتقادي أن الأمر  فيه مؤامرة مكشوفة دبرتها الأحزاب التي لم تحصل على أغلبية تمكنها من حكم البلاد ، وتقاسمت الدور من أجل الإطاحة بالحزب الإسلامي الفائز. وحقيقة الوضعية السياسية في المغرب هو وجود حزب إسلامي فائز بأغلبية لا تمكنه من الاعتماد على نفسه  في تشكيل حكومة دون الدخول في تحالف مع أحزاب لها رجل معه وأخرى مع الأحزاب التي تعارضه . وهذه معارضة غريبة لم  يعرفها قطر من أقطار العالم  من قبل. وأسلوب التحرش السياسي والحزبي بالحزب الإسلامي الفائز أخذ أشكالا متنوعة  تتميز بالتصعيد المتواصل . فبعد  أسلوب التشكيك في كفاءة هذا الحزب منذ أول يوم من أيام فوزه ، وكأن إدارة البلاد لا تقدر عليها سوى الأحزاب التي جربت حظوظها في الحكم وكانت فاشلة ، والدليل على فشلها الربيع الذي نادى بإسقاط فسادها  اخترع أسلوب المطالبة بالكشف عن الفساد ،وكأن هذا الفساد هو فساد الحزب الإسلامي الفائز . ولما شرع الحزب الفائز بالنبش في ملفات الفساد  ، وبدأ بأهونها تغير الأسلوب  وبدأ اللوم والعتاب . ولما اختار الحزب أسلوب الحكمة في معالجة ملفات الفساد تجنبا لجر البلاد إلى فوضى بسبب مافيا الفساد التي  كشفت عن أنيابها ومخالبها ، واستعدت للنزال بكل ما تملك من قوة بما فيها  تهريب الأرصدة … وما لا يخفى على الشعب ،اتهم الحزب الحاكم بأنه قد تراجع عن محاربة الفساد والكشف عنه .  ولما هم مرة أخرى بمواصلة الكشف عن ملفات الفساد قيل له  هذا لا يكفي . ولما شرع في ممارسة التدبير بما تقتضيه وضعية البلاد المزرية اتهم بالزيادة في الأسعار . ولما هم  بالاقتطاعات مقابل الاضرابات التي لا نهاية لها  والتي كانت في عهد غيره بدون اقتطاعات اتهم بالتسلط …. وإلى جانب هذه الأساليب بدأ أسلوب تحريك كل فئات الشعب للمطالبة حتى بحقوق كانت  المطالبة بها مع بداية الاستقلال ، وصار عندنا في كل يوم  وقفات وإضرابات متواصلة ، وكأن مشاكل هذه الفئات كانت من صنع الحزب الإسلامي الفائز . ومن خبث الأحزاب التي تركب موجة هذه الإضرابات أنها تسخر من هذه الفئات عندما تحاول أن تقنعها بأن مشاكلها  تكمن في  أداء حكومة الحزب الإسلامي ، وليس في أدائها هي يوم كانت تدير أمور البلاد . وبكل خسة ودناءة   انجرت بعض الفئات وراء  خدعة هذه الأحزاب التي تدير حربها مع الحزب الحاكم  على حسابها ، وعن طريق استعمال دروع بشرية .

فالفئات التي لم يسبق لها أن تحركت يوم كان الفساد يطحنها طحنا صارت اليوم تتحرك اليوم ، وتطالب  بحقوقها مع أن حقوقها  قد هضمتها الأحزاب التي كانت تدير دفة البلاد من قبل ولم تحاسب على ذلك   ، والتي صارت اليوم  ترتزق بمفاسدها من أجل النيل من الحزب الحاكم ،لأنه كشف عن سوءاتها . وما رفضت تلك الأحزاب الانخراط في حكومة الحزب الإسلامي عندما عرض عليها ذلك خوفا من ضعف أدائه كما يزعم أصحاب التحليلات السطحية الفجة  ،بل عبرت عن خبثها وسوء نيتها  وخوفا من نجاحه . والحقيقة التي  تريد هذه الأحزاب إخفاءها والتمويه عنها هو توجسها وخوفها من نجاح تجربة الحزب الإسلامي الذي نجح بإرادة الشعب  خلاف  ما كان عليه الوضع من قبل حيث كان نجاح الأحزاب إما بإرادة النظام عندما يتعلق الأمر بالأحزاب التي طبخها لمواجهة خصومه ، أو عن طريق مخادعة الشعب واستغلال  الماضي النضالي للأحزاب التي كانت تلعب دور المعارض للنظام  قبل  أن تدجن  وتقزم وتصير في حجم أحزاب النظام ، وتتورط في فضائح الفساد الشيء الذي كان سببا في الربيع العربي . ولقد كانت نية  الأحزاب المتورطة في الفساد من هذا التيار أو من ذاك هو زعزعة استقرار البلاد على غرار ما حصل في بعض البلاد العربية  الأخرى ، لهذا فهي تنظر إلى الحزب الإسلامي على أنه أجهض حلمها من خلال مساهمته في استقرار البلاد وإخراجها بسلام من جو التوتر الذي عرفته غيرها من البلاد العربية  إلى جو الاستقرار . والدليل على وجود هذه النية المبيتة لدى هذه الأحزاب هو بعض المظاهرات التي تحركها خفية  ، والتي تنادي  بغير السقف الذي نادى به الشعب  حيث كان سقف  الشعب  هوإسقاط فساد الحكومات ، وليس إسقاط النظام كما نادت بذلك شعوب عربية أخرى ، لأن الشعب المغربي على وعي تام بأن النظام الملكي هو ضامن استقراره السياسي ، ولا خلاف في ذلك إلا عند فئات موقفها شاذ عن موقف الشعب الذي هو موضوع إجماع . وفي الأخير  أعتقد أن الشعب المغربي بلغ مرحلة متطورة من النضج  والوعي السياسي ،ولم يعد يفيد معه الفكر الديماغوجي  لأحزاب كانت هي السبب وراء متاعبه ومشاكله بل معضلاته . وعلى أبواق دعاية هذه الأحزاب أن تختار أساليب أخرى ،لأن أساليبها الحالية  صارت مكشوفة ولن تجديها نفعا . والشعب المغربي الذي صنع ربيعه قادر على  صيانته ، وهو شعب لم يكن في يوم من الأيام قاصرا ، وفي حاجة إلى أوصياء عليه .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد المولى
    11/12/2012 at 09:34

    الحكومة الحالية لم تكن إلا حبل النجاة من الربيع العربي الذي زحف على الدول العربية ولم تكن نتيجة الربيع العربي بقدر ما كانت تمويه ومغالطة ضرورية استغلت وكأن هناك تغييرا . الحكومة ليست أكثر من تأثيث سياسي ظرفي لتجاوز مرحلة حرجة ….

  2. C.Oued ElHimer
    11/12/2012 at 10:32

    Bravo Mr Chargui.Encore une fois vous avez expose ce que sentent les Marocains dans leurs profondeurs.Rassurez vous Quoi qu ils mijottent dans leurs marmites ils ne pouront jamais detourner la realite:Ce gouvernement est le meilleur.Et si le PAM et ses alliers n arreteront pas leurs tracks c est le boulevard qui va s exploser sans retour et la c est la 2 eme Egypte.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *